google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اللقاء الثانى

 اللقاء الثانى



يكتبها – محمد مقلد



احتدم السباق ، المنافسة قوية ، كلاهما يأمل فى الوصول لخط النهاية للفوز بمرافقة الروح لإعادتها لصاحبها ، صوت أنفاسه يتصدر المشهد قبل أن تعود دقات القلب لتكن الأقرب للانتصار ، يبدو أن رحلته أوشكت على النهاية ، حلم طال انتظاره ، يترقب ذاك اللقاء الذى يجمعه بها من جديد ، فارقته فى منتصف الرحلة يعانى آلام الوحدة والعزلة الموحشة ، كانت قلب يعيش بنبضاته ، عقل يفكر به ، هواء يتنفسه ، عكاز يستند عليه ، أنها الحياة نفسها وسبب وجوده بفضل رب يوسف.

 

أدمعت عيناه يخشى أن يكذب عليها ، فكيف يبرر تلك الفترة التى سلم فيها نفسه للشيطان ؟ فضّل الطريق وفقد الكثير مما تعلمه على يديها ؟ الأخلاق تلوثت ، المبادئ والقيم انهارت ، الطيبة ضاعت وسط بشر حولوها  لغابة لا ترحم أحد ، هل يشكو لها معاناته والأيام الصعبة التى أرهقته ؟ هل يلومها لتركه يعانى وحيداً مع بنى البشر؟ أم يرسم السعادة على وجهها بأنه وأشقاءه انتصروا على الدنيا وحققوا ما عاشت تحلم به ؟

 

الحنين والشوق دفعاه ليلقى بجسده بين أحضانها بدموع التقت بنار دموعها ، يديها تداعب ثنايا شعر احتله الشيب ، صوتها الذى ظل يبحث عن شبيه له شق طريقه بين كلمات خرجت لتُهدأ من سعادته الحزينة باللقاء بعد ألم الفراق ، لحظات أعادته لأيام انقضت برفقتها وما قاساه من بعدها ، اطمأنى فجميع أشقائى نجحوا فى امتحان الحياة رغم الأسئلة الصعبة فى ظل الظروف والمناخ الذى أدوا فيه الامتحان.

 

أسئلة تطوعت للإجابة عن معظمها فأرهقتنى ونالت من نفسى وروحى ودموعى ، أصعبها فراقك ، تصورى يا قرة عينى لقد قضيت أيام تقلصت فيها الزيارات الثلاث للمعدة لزيارة واحدة فى اليوم ، فكما تعلمين أن عدونا الأول ظل يحتل حياتنا ، وفشلت كل محاولاتى للتخلص من الوحدة التى كانت تعيش فيها ملابسى ، ولن أنسى ذلك اليوم الذى قمت فيه بغسلها على أمل ارتدائها صباحاً للتوجه لامتحان الكلية ، ولكن الأمطار بددت الأمل ،فتحولت لحبل غسيل نتيجته أصابتنى بنزلة برد حادة كادت تنهى رحلتى مع الحياة لولا عناية الله.

 

الأسئلة الصعبة متعددة وإجاباتها أصعب ، تصورى يا قطعة من قلبى ، لقد أنفض الجميع من حولنا وتركوا خمسة أخوة داخل ساحة معركة الحياة بلا سلاح يحميهم ويعضد وجودهم ، ومركب النجاة الوحيد الذى أنقذنا من الغرق فى مستنقع الدنيا دعواتك لرب يوسف.

 

هل تعلمى يا نور عينى... ،  دلوقتى أقدر أقول لكم الحمد لله ، الأكسجين نسبته تحسنت كثيراً والخطر زال ، صوت الطبيب أنهى السباق فأصابت الخيبة كلا المتسابقين ، تأجل السباق ليوم لاحق لا يعلم بموعده إلا رب يوسف ، لقد ضاع أمله فى اللقاء الثانى ، وعاد من جديد لمعاناته مع الشوق والحنين.  

          

        

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف