بقلم – محمد مقلد
الأوضاع المعيشية الصعبة التى يتعرض لها قطاع عريض من الشعب المصرى فى ظل
الأزمة الاقتصادية التى أصابت المحروسة خلال السنوات الخمس الأخيرة كرد فعل طبيعى
لأزمات متتالية ضربت العالم بداية من ظهور فيروس كورونا ومروراً بالحروب هنا وهناك
وغيرها من السياسات التى وضعتنا فى هذا الوضع الصعب ، دفعت بعض القطيع لترديد دون
وعى ما تدعو إليه الأبواق الإعلامية المضللة بضرورة القيام بثورة للإطاحة بالنظام.
ولم يلتفت مثل هؤلاء الجهلاء أن معظم الكتائب الإعلامية التى تنادى بالثورة
تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية التى لا تبحث إلا عن انهيار البلاد وتخريبها طمعاً
فى صعود قادتها مرة أخرى على المسرح
السياسى المصرى لعلهم يتمكنوا من الحصول على دور البطولة من جديد وتصدر المشهد
بالوصول لسدة الحكم ، وجميعنا شاهد بنفسه عند وصولهم للسطلة ظهرت نوياهم الخبيثة
خلال عام واحد فقط ، بتكريس كل ثروات ومقومات البلد لخدمة الجماعة وفقط.
الخطير فى الأمر ما تبين مؤخراً ، أن لدى إسرائيل أكثر من 250 ألف حساب
وموقع سرى على السوشيال ميديا يتم إدارتها بأسماء وهيئات عربية لا وجود لها ،
هدفها الرئيسى تأجيج الشعب المصرى ضد النظام بهدف خلق الفوضى من جديد لتنفيذ
مخططهم فى سيناء ، فأصبحت البلاد بين رحى الإعلام الإخوانى والإسرائيلى ، والهدف
واحد هو إسقاط مصر لنهش لحمها وتبديد ثرواتها والسطو على أرضها ، إسرائيل يا سادة
تهتم بصورة كبيرة بالأزمات الاقتصادية التى تتعرض لها مصر ووسائل الإعلام العبرية
تبرز أى خبر يحمل أزمة اقتصادية أو سياسية تخص هبة النيل.
وأقسم برب يوسف أن مصر لن تقوم لها قائمة مرة أخرى فى حال تعرضها لأى ثورة ،
وسوف يكن حالها أسوأ من سوريا والعراق وغيرهما من الدول العربية التى انهارت بعد
ثروات الخريف العربى ، فمصر يا سادة مطمع لجميع الذئاب التى تنتظر بفارغ الصبر سقوطها
للانقضاض عليها والتهامها دون رحمة أو هوادة ، مصر محاطة بالخطر من كل جانب ، فها
هى حدودنا برفح تحت التهديد الإسرائيلى ، ومن ناحية الجنوب جميعنا مطلع على ما
يحدث بالسودان ، والجماعات الإرهابية بليبيا فى وضع الاستعداد دائماً تنتظر أى هزة
أمنية حتى تنتشر هى الأخرى للقيام بأعمال
عنف وتخريب داخل البلاد.
إذا كانت الأوضاع المعيشية هذه الأيام صعبة بعض الشئ فلن تكن أصعب مما
تعرضت له البلاد من أزمة اقتصادية حادة فى الفترة من عام 1918 حتى 1923 ، فتلك
الفترة وبدون مبالغة وصلت بأعداد لا بأس بها للجوء لأسلوب الشحاذة فى الشوارع وكان
الحصول على لقمة العيش طريقه صعب بصورة مخيفة ، ومرت تلك الأزمة وعادت مصر لوضعها
الطبيعى ، فالصبر يا سادة أفضل مليون مرة حتى لا نتسبب فى ضياع البلد من بين
أيدينا ، ووقتها ورب يوسف لن تجدوا لقمة العيش ولا الأمن والأمان وستُنهش أموالكم
وأعراضكم أمام أعينكم وأنتم لا حول لكم ولا قوة.
وعندما قامت ثورة يناير ظهرت
النوايا الخبيثة والمؤامرات التى تحاك ضد البلاد حتى من بعض أبنائها ، وقفزت
التيارات المشبوهة على الثورة فى مقدمتهم جماعة حسن البنا ، وأخذ أصحاب المصالح
الخاصة يبحثون عن الاستفادة الشخصية دون مصلحة البلاد ، وتكالب مثل هؤلاء للحصول
على أموال من دول أجنبية و جهات مشبوهة ليساهموا فى إسقاط مصر وليس النظام كما هو
معلن ، حتى محافظة السويس التى أقيم بها ، هناك من حصلوا على أموال وباعوا أمن
البلاد لجهات خارجية ، واليوم تجدهم أول من ينادوا بالوطنية ، سبحان مغير الأحوال.
وأنا هنا أتذكر موقف تعرضت له عقب الثورة تأكدت من خلاله أن هناك تربص واضح لإسقاط مصر ، فقد تلقيت اتصال
هاتفى من شخص يدعى محمد السيد ، والذى أكد لى أنه يعمل بإذاعة الـ " BBC "
اللندنية ، ويحتاج منى عمل تسجيل عن أوضاع الإرهاب بشمال سيناء لمدة خمس دقائق
سيتم تقليصها لدقيقتين ونصف ، وذلك مقابل حصولى على 300 دولار ، سيتم تحويلهم على
حسابى الشخصى ، فوافقت على الفور بالنظر إلى أنه عمل إعلامى لا يختلف عن غيره.
وحدد موعد الاتصال ، وفى بداية
التسجيل ذكرت جملة جماعة " أنصار بيت المقدس " ففوجئت به يستوقفنى ،
ويطالبنى بأن أطلق على تلك الجماعة الإرهابية " ولاية سيناء " ففهمت
مقصده ، فقمت بسبه والتشكيك فى وطنيته ، وأغلقت الهاتف وأنا أشعر بمدى الخطر الذى
يحيط بوطنى.
فأفيقوا يرحمكم الله ، علينا أن نحافظ على بلادنا ونتحمل حتى نعبر بسفينة
الوطن تلك المرحلة الصعبة ، فأى طريق غير ذلك سيجعلنا نستيقظ جميعاً على كابوس
مزعج لن نتخلص منه لعهود قادمة ، ووقتها لا مجال للبكاء على اللبن المسكوب.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد