سيناريو تهجير فلسطينيين غزة والضفة لصحراء النقب

كتب – محمد مقلد

جاءت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأخيرة ، حول تهجير الفلسطينيين للأردن ومصر بمثابة تأكيد واضح من قبل الولايات المتحدة لمنح الفرصة كاملة لسيطرة إسرائيل على قطاع غزة وربما الضفة الغربية أيضاً ، والصورة الكاملة تؤكد أن تصريحات ترامب ما هى إلا تمهيد لتهجير الفلسطينيين ولكن ليس لمصر والأردن كما يعتقد الكثيرون ، فمن الواضح أن ترامب يستخدم أسلوب أقل الأضرار لتنفيذ مخططه مع إسرائيل.

صحراء النقب

المخطط الأمريكى بدأ يتضح بصورة كبيرة من خلال الضغط على مصر عن طريق وسائل الإعلام والوكالات العالمية ، بنشر أخبار تؤكد امتعاض إسرائيل من مصر بدعوى انتهاك اتفاقية السلام ، ثم خرجت علينا صحيفة " جرزاليم بوست " بتصريحات لدانى دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة ، والتى  أعرب من خلالها عن قلق دولته من التوسع العسكرى لدى مصر في السنوات الأخيرة ، حيث أعرب خلال تصريحات إعلامية عن قلقه من تنامى قدرات مصر العسكرية.

 

 وأكد دانون ،  أن مصدر القلق نابع من قيام مصر بشراء أسلحة متطورة رغم غياب التهديدات على أمنها ، وتساءل عن سبب شراء مصر لدبابات وغواصات حديثة ، وطالب بضرورة الحذر والمراقبة لمصر لا سيما عقب أحداث السابع من أكتوبر ، ودعا دانون إلى متابعة التوسع العسكرى المصرى والاستعداد لأى سيناريو ، وطالب الولايات المتحدة بضرورة إعادة تقييم دعمها العسكرى لمصر.

 

وجاءت تصريحات ترامب الاستفزازية والتى قال فيها ، على السعودية أن تستثمر تريلون دولار في أمريكا ، وعلى الأردن ومصر أن يستوعبا سكان غزة ، ولابد إسرائيل أن تكون أكبر مساحة ، لاستكمال المخطط ، حيث أدت تلك التصريحات لخروج الآلاف من أبناء الشعب المصرى للتظاهر أمام معبر رفح لإعلان رفضه لتهجير الفلسطينيين لداخل سيناء أو غيرها ، فضلاً عن الدعوة لوزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع  في القاهرة لبحث الرد على تصريحات ترمب حول تهجير الفلسطينيين.

 

 

قراءة تداعيات تلك الأحداث المتسارعة ، يكشف ما يصبو إليه الرئيس الأمريكى بأن تهجير الفلسطينيين أمر حتمى ، وترامب نفسه قبل تصريحاته يعلم جيداً أن مصر والأردن سيرفضان تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لداخل أراضى الدولتين ، لذلك استخدم أسلوب الضغط لتكون صحراء النقب هى الوجهه المحددة للتهجير ، وضمان عدم اعتراض أى دولة عربية ، فضلاً عن مخطط تهجير فلسطينيين الضفة الغربية لنفس المنطقة دون اعتراض من أى دولة

 

والدليل على ذلك عودة  «صحراء النقب» لمسرح الأحداث خلال الساعات الأخيرة ، حيث دعا مبعوث الرئيس الأمريكى في  القاهرة وعمان ، لطرح بدائل في حال استمر رفضهما مقترح الرئيس الأميركي بنقل الفلسطينيين خارج بلادهم ، والمعروف لدى الإدارة الأمريكية أن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى عرض من قبل أن يتم تهجير الفلسطينيين لصحراء النقب على أن يعودوا مرة أخرى لقطاع غزة عقب انتهاء الحرب على حماس.

 

 إلا أن الرئيس الأمريكى يهدف من وراء ورقة الضغط تهجير الفلسطينيين لصحراء النقب دون عودة بل وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضاً ، لتبسط إسرائيل سيطرتها على المنطقة بالكامل ، وهو ما يكشف سر تصريحاته بأنه لابد أن تتسع مساحة دولة إسرائيل ،  و«صحراء النقب» تقع في الجزء الجنوبي من فلسطين المحتلة، أو ما يُعرف باسم جنوب إسرائيل، وتحدها شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من الغرب، وتعد غنية بالثروات المعدنية.