إسرائيل تضع السم فى العسل للسيسى وتلوح بورقة الإخوان

كتب – محمد مقلد

يبدو أن ما تواجهه إسرائيل من حرب فى غزة ، وتبادل للأسرى وغيرها من المناوشات العسكرية بمعظم حدودها ، لم يمنعها من التعبير عن مخاوفها من مستقبلها بالمنطقة ولا سيما فى علاقاتها مع مصر ، خاصةً فى ظل التطور الذى يشهده الجيش المصرى خلال الفترة الأخيرة وتكثيف التدريبات العسكرية على أرض سيناء وغيرها ، فخرجت القيادات الإسرائيلية لتعبر عن مخاوفها من مصر ، والبعض الآخر يلعنها صراحةً بأن إسرائيل تدعم القيادة السياسية فى مصر حتى لا يقفز جماعة الإخوان على السلطة مرة أخرى.

فقد أكد يائير لابيد عضو الكنيست الإسرائيلى فى تصريحات إعلامية  ، أنه على إسرائيل أن تدعم السيسي فهو شريك استراتيجي ومحارب للتطرف، حتى لا تسقط مصر مجددًا في يد الإخوان المسلمين ، لافتاً ، أن هناك مشكلة مخيفة وهي الأزمة التي يمر بها الاقتصاد المصري ،  حيث دمرت جائحة كورونا وحرب غزة قطاع السياحة فى مصر، كما تضررت عائدات قناة السويس بشكل كبير وبلغ الدين الخارجي أكثر من 155 مليار دولار، وهذا قد يعرّض استقرار قيادة السيسي للخطر.

 

وتابع يائير ، مصر شريك استراتيجي أساسي وحليف موثوق منذ ما يقرب من 50 عامًا، وهي دولة سنية قوية ومعتدلة وبراغماتية ، ولها دور محوري في المنطقة ، مضيفاً أن الرئيس السيسي يمثل قوة استقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو محارب قديم ضد التطرف الديني ، والبديل له فى هذه الآونة  قد يكون كارثياً، فقد تسقط مصر مرة أخرى في أيدي جماعة الإخوان المسلمين أو ما هو أسوأ من ذلك.

 

ومن جانبهم عبر عدد من الخبراء العسكريين فى مصر عن رفضهم لتلك التصريحات الإسرائيلى التى تبدو مثل السم فى العسل للرئيس السيسى ، مؤكدين أن مصر لها حريتها الكاملة فى إدارة شؤونها ، ولا تحتاج من إسرائيل أو غيرها التدخل فى شؤونها الداخلية حتى ولو عن طريق التصريحات الإعلامية ، مشيرين إلى أن تلك التصريحات تخرج بشكل مكثف من المسئولين فى إسرائيل بسبب تخوفهم الكبير من التقدم المذهل للجيش المصرى وتحديثه خلال السنوات الأخيرة ، بجانب غضبهم من موقف الرئيس السيسى برفض تهجير الشعب الفلسطينى من غزة.

 

تزايدت المخاوف الإسرائيلية عندما شاهدت ،تدريبات القوات المصرية الشاقة فى قلب الصحراء بسيناء  خلال الأيام الأخيرة ، حيث بدت الدبابات الحديثة تجوب المناطق الصحراوية لعمل المناورات والتدريبات اللازمة ، فيما حلقت الطائرات العسكرية بسماء سيناء ، تلك المناورات والتدريبات العسكرية أصابت إسرائيل بحالة من القلق والذعر ، والتى شعرت أن توازن القوى العسكرية ينهار أمام أعين قادتها.

 

حيث خرجت وسائل الإعلام العبرية لتنقل تصريحات مسئولين إسرائيليين يعبرون من خلالها عن قلقهم مما يحدث من الجيش المصرى على أرض سيناء ، بجانب التعبير بشكل صريح عن مدى قوة الجيش المصرى حيث خرج هرتسى هاليفى رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق ، بتصريحات قال فيها ، مصر لديها جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة ، مع طائرات وصواريخ وغواصات متطورة ، بالاضافة إلى عدد كبير من الدبابات الحديثة وسلاح المشاة ، لافتاً ، أنهم فى إسرائيل قلقون جداً بسبب هذا الأمر ، وهذا ليس فى أولولياتنا حالياً ولكن يجب أن نقول ذلك.

 

وعبر عدد من القادة العسكريين فى إسرائيل عن قلقهم من التطور المذهل للجيش المصرى والتوسع التكنولوجى واستخدام أنظمة دفاعية جديدة ، مؤكدين بأن ذلك من شأنه أن يغير موازين القوى بالمنطقة ، ويأتى ذلك فى الوقت الذى ردت فيه القيادة السياسية فى مصر أكثر من مرة على تلك المخاوف الإسرائيلية ، مؤكدين أن ما يحدث من تطور فى الجيش المصرى هو جزء من استراتيجيتها للحفاظ على الأمن الداخلى وحماية الحدود ، بما فى ذلك مواجهة أى تهديدات محتملة.