google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

زواج الصالونات وشبيهة رحيل

زواج الصالونات وشبيهة رحيل



يكتبها – محمد مقلد

 


اللقاء كان بداية واضحة لمشاعر ما بدأت تفرض نفسها على قلب مروة المغرورة المتكبرة ، أمر غريب أن تتخلص فى يوم وليلة من كبريائها وتعنتها وتتحول لفتاة ودودة تعامل الجميع بشئ من اللطف والتواضع ، أخذت تطارده بنظراتها ، أنها رسالة لقلبه بأن قلبها يفتح أبوابه يمهد له الطريق لاقتحامها.

 

أنه فوق السحاب يحاول أن يفهم ، ماذا يحدث ؟ وماذا تريد منه ؟ سأل نفسه متعجباً ، ماذا أمتلك حتى أكون سبباً فى تنازلها بسهولة عن غرورها وكبريائها ؟ الخوف يسيطر عليه ، ما من فتاة قلبها خالى ويتحدث معها إلا وتقع فى غرامه مع أنه شخص عادى لا يمتلك أى شئ مختلف يجذبهم تجاهه ، أرهقه هذا الأمر وهو لا يعرف السر وراءه والذى بدا يظهر أمامه بوضوح منذ كان طالباً بالجامعة.

 

أخذت تتقرب منه بعينان تلمعان ، تعكس ما بداخلها من عاطفة فياضة ، سقط فى بحر عينيها وهو لا يعلم أى شاطئ سوف يرسو عليه ، إنقاد دون اقتناع خلف مشاعرها ، بادلها النظرات والهمسات والكلمات العذبة ، حاصرته بفكرة الزواج ، سار فى ركابها منقاد خلفها ، فكان اللقاء مع أسرتها ، طلباتهم مرهقة ، وهو فى بداية طريقه ولا يعرف لماذا وافق عليها دون تردد ؟ أحبته لدرجة الجنون ، تغار عليه حتى من نفسها ، أمر ما بداخله يرفض استكمال مشوار حياته معها ، فهى لا تشبهه فى أى شئ ، نظرتها للحب لا تخرج عن أمور لا يلتفت لها ، تبحث فقط عن رؤيته دائماً ، ولمس يديه ، والسباحة فى بحر عينية ، وهو يرى أن الحب أعمق وأنقى من هذا كله.

 

الصدفة وحدها دفعته للتوجه لحضور حفل خاص بالأطفال الأيتام ، سقطت عينيه عليها ، ملامح وجهها وروحها تشبه لحد كبير تلك الفتاة  " رحيل "  ، لا يعرف لماذا بدأ يستفسر عنها ؟ ويقرر أن يتزوجها دون تردد ، تصرفه ربما يكون نابع من التشابه الكبير بينها وبين رحيل ، أنها من أسرة متوسطة ، لديها شخصية قوية ، شهرين فقط وكانت فى منزله شريكه لحياته ، أنه زواج الصالونات كما يطلقون عليه ، مرت السنوات و أصبح حب العشرة فقط  الحافز الذى حافظ على كيان الأسرة واستمرارها.

 

كان  دائم الشعور بأن هناك شيئاً ينقصه ، قلبه مكسور ، وروحه موجوعة ، لديه يقين بأن الله تعالى خلقه لسبب خفى ما زال يبحث عنه ، ترى ما هذا الشئ الذى يطارده فى اليقظة والأحلام ، ينادى عليه دائماً ويتوارى عنه ، بعيد المنال قريباً منه ، ظل يتحسس طريقه بالحياة لعله يريح قلبه وروحه ويزيح الستار عن هذا السر الخفى الذى يؤرقه ويشعره دائماً أنه إنسان غير مكتمل بدونه.

 

 رحلاته الدائمة فوق السحاب ترسم له عالم آخر ، عالم نقى طاهر لا يعرف الشهوات الدنيوية ، لا يغلفه إلا السحر والجمال الروحى ، دائماً ما يسأل نفسه ، أين مفتاح هذا العالم ؟ ولماذا أصبح مثل الصداع الذى لا يفارق رأسه ؟  تنقضى الأيام والليالى وهو مثل الطفل التائه يبحث عن أهله دون جدوى ، يشعر أنه شخص منقسم لنصفين  يعيش هو بنصف والنصف الآخر ما زال تائه يبحث عنه.


كان ما تقدم جزأ من رواية " رجل فوق السحاب " 

 

 

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف