كتب – محمد مقلد
تواجه
مصر خلال السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة لها ما لها وعليها ما عليها ، والمتمثلة في انخفاض
معدل الإنجاب بشكل ملحوظ خلال عامى 2023 و2024 بالقياس للأعوام السابقة ، مما يهدد
في حال استمرار هذا المعدل لعدة سنوات بأن تصبح مصر مثل قارة أوروبا التى يطلق
عليها القارة العجوز نظراً لانخفاض عمليات الإنجاب بمعظم دول تلك القارة حتى أصبحت
شريحة العواجيز وكبار السن هى النسبة الأكبر بين الطوائف البشرية بتلك القارة.
كان
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، قد كشف في تقريره السنوى ، عن انخفاض معدلات
الإنجاب في مصر لعام 2023، عن معدل
الإنجاب الكلي في مصر إلى 2,54 طفل لكل سيدة ، واعتبر التقرير أن هذا التراجع
المستمر، الذي بدأ منذ عام 2014، يعكس تقدمًا في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية
للسكان والتنمية (2023-2030)، التي تهدف إلى تحقيق توازن بين معدلات الإنجاب
ومتطلبات التنمية المستدامة.
وأعتمد
التقرير في إعداده على استخدام بيانات المواليد الإلكترونية التي توفرها وزارتا
الصحة والسكان والتخطيط والتنمية الاقتصادية، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة
للسكان، حيث تم تعزيز دقة البيانات من خلال نماذج إحصائية معتمدة على الهيكل
العمري المستند إلى تعداد 2017، بالإضافة إلى الإسقاطات السكانية لعام 2023 ، وتوزعت
البيانات وفقًا لعمر الأم ومحل الإقامة، مما أتاح تقديرًا تفصيليًا ودقيقًا
لمعدلات الإنجاب على مستوى المحافظات.
وكشف
التقرير عن وجود تباين كبير في معدلات الإنجاب بين المحافظات ، وجاءت محافظة بورسعيد
على رأس المحافظات التى سجلت أقل معدل إنجاب كلي عند 1,64 طفل لكل سيدة، مما يعكس
التحضر والوعي بتنظيم الأسرة في المناطق الحضرية ، فيما سجلت محافظة مطروح أعلى
معدل إنجاب كلي عند 5,08 طفل لكل سيدة، مما يعكس استمرار العادات السكانية
المرتبطة بالمجتمعات الحدودية والريفية، وفق تعبير جهاز الإحصاء.