بقلم – محمد مقلد
بدأت خلال الأيام الأخيرة عدد من القنوات والمواقع الإخبارية العبرية ،
تلقى الضوء على الجيش المصرى وسرعة تسليحه بأحدث المعدات العسكرية ، ووصفت ما يحدث
تحت عنوان " جنون تسليح الجيش المصرى "
مما يزيد من مخاوف إسرائيل ويولد بداخل مسئوليها الهواجس من قوة الجيش
المصرى والخوف من مواجهته ، وهذا ما يفسر خروج وسائل الإعلام العبرية بين الحين
والأخير بعبارات تحمل فى طياتها الرعب من هذا العملاق المتعاظم الذى تطور بصورة
غير مسبوقة خلال السنوات الست الأخيرة لدرجة أن هيئة البث الإسرائيلية خرجت بتساؤل
، الجيش المصرى فى سباق تسلح فهل يوجه أسلحته ألينا ؟
الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه منصب الرئاسة وهو يهتم بصورة كبيرة
بتسليح الجيش المصرى بالأسلحة المتطورة ، وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح بأن الفترة
الحالية لابد لها من جيش قوى بأسلحة متطورة ليقف صامد شامخ فى وجه الأعداء وعلى رأسهم
بالطبع إسرائيل ، والتى شرعت خلال الفترة الأخيرة من شن هجوم مسلح على معظم دول
الجوار فلسطين ولبنان وسوريا وأخيراً اليمن وربما تدخل الأردن دائرة الهجوم
الإسرائيلى فى المستقبل القريب.
وما تمر به المنطقة العربية من صراعات مسلحة دفع النظام المصرى إلى مواصلة
تطوير القوة العسكرية لمواجهة أى تحديات طارئة فى المستقبل ، حيث تخطط مصر لبناء
أكبر قوة بحرية فى المنطقة ، دفعت وسائل الإعلام العبرية لتعبر عن مخاوفها من
الغواصات البحرية التى بدأت مصر فى شرائها لدرجة أن وسائل الإعلام العبرية عبرت عن مخاوفها
بشكل صريح عندما قالت بالحرف الواحد
" نخشى من الجنون الفرعونى بأن يوجه أسلحته إلينا "
المسئولون فى دولة إسرائيل على مر السنوات اللاحقة لانتصار أكتوبر المجيد
وهم يعبرون عن مخاوفهم من تسليح الجيش المصرى ولاسيما اليمين المتطرف فى إسرائيل والذى
وجه وسائل الإعلام التابعة له وعلى رأسها القناة السابعة وقناة إسرائيل اليوم للاهتمام بإلقاء الضوء بشكل مستمر على تسليح
الجيش المصرى ، والتأكيد على أن الجيش المصرى أصبح الجيش رقم 12 على العالم ،
فضلاً عن أن سلاح البحرية المصرى يعتبر الثالث بين دولة العالم من حيث قوة هذا
السلاح الحيوى ، وهو أمر يرعب إسرائيل خاصةً وأنها منذ عام 73 وحتى الآن لم تواجه
جيش نظامى وكل حروبها مع فصائل ومليشيات ليست بقوة الجيوش النظامية.
ما يقلق إسرائيل فى مسألة تسليح الجيش المصرى ، أن النظام فى مصر كان يعتمد
منذ 20عاماً على الأسلحة السوفيتية فقط ، أما الآن فأصبح تسليح الجيش المصرى من
دول متعددة كألمانيا وفرنسا وأخيراً صفقة تحديث الدبابات التى تمت مؤخراً مع
الولايات المتحدة ، والتى تتكلف ما يقرب من 5 مليار دولار ، تلك الصفقة التى أصابت إسرائيل بالذهول لاسيما
وأن الصفقة تمت فى سرية تامة ولم تعلن عنها أمريكا نفسها إلا عند اتمامها ، وهذا الأمر زاد من المخاوف الإسرائيلية ، وإن
كان خبراء السياسة أرجعوا الموقف الأمريكى إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكن
إسرائيل هى القوة العسكرية المنفردة بمنطقة الشرق الأوسط ، بل يهمها بشكل كبير أن
تكون هناك قوى أخرى كمصر وإيران حتى تظل إسرائيل فى حاجة دائمة للمساعدة الأمريكية
، وكل ذلك بالطبع يساعد فى حماية المصالح الأمريكية بالمنطقة.
قوة الجيش المصرى والمخاوف الإسرائيلية من تسليحه كانت نتائجه واضحة خلال
الفترة الأخيرة ، فعندما هدد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن أى محاولة لتهجير
الفلسطينيين لداخل سيناء سوف يكون عواقبه وخيمة ، وبدأ الجيش المصرى وقتها فى
استعراض قوته مما أصاب النظام الإسرائيلى بمخاوف كبيرة من الوقوع فى مواجهة مباشرة
مع مصر ، وتحذير خبراء عسكريين فى إسرائيل نفسها والذين أجمعوا على أن المواجهة مع
الجيش المصرى فى هذا التوقيت ما هو إلى انتحار من قبل إسرائيل.
ولا يخف على أحد أن بيان الخارجية الأمريكية الذى صدر خلال الساعات القليلة
الماضية بطبيعة العلاقة القوية بين مصر والولايات المتحدة سيفتح آفاق جديدة
للتعاون العسكرى المشترك بين مصر وأمريكا
ولاسيما فى مجال تسليح الجيش المصرى ، مما يؤكد أن هناك شبه شراكة بين الجيشين
الأمريكى والمصرى تلتقى فيها المصالح بين الدولتين ، وهذا ما يزعج الحكومة
الإسرائيلية والتى ترى أن الولايات المتحدة تعتمد على مصر كدولة استراتيجية لها
تأثيرها واستقلاليتها بالمنطقة ، فى حين يرى النظام الإسرائيلى أنهم ما زالوا
تابعين وليس لديهم الاستقلالية التى بحثوا عنها دوماً دون جدوى ، وهذا ما يجعل مصر
تتقدم بخطوات على الجانب الإسرائيلى.