google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

حكاية باسمة

حكاية باسمة

 



بقلم – محمد مقلد



منذ عدة أيام تلقيت اتصال هاتفى من فتاة جامعية بإحدى الكليات تدعى " باسمة " ، تطلب منى مقابلتها لأمر هام ، استأذنتها أن تمنحنى فرصة من الوقت على أن أعاود الاتصال بها فى وقت لاحق ، بصراحة بعض الظروف جعلتنى أنسى الوعد على عكس عادتى ، وفى النهاية تقابلت معها بعدما ذكرتنى بنفسها عبر رسالة منها على الواتس ، وكان بصحبتى أحد الأصدقاء.

 

 كانت المفاجئة أن الموضوع يتعلق بقصة حب بها أحداث مقززة ، صراحةً أن كنت رافض تماماً أن أذكرها خلال سرد قصة تلك الفتاة ، ولكن ما باليد حيلة القضية لابد أن تنشر كاملة دون اخفاء أى حدث فيها ، ولكنى سألت نفسى ما دخلى أنا فى تلك الأمور الشخصية ، لدرجة أن صديقى لم يعجبه الوضع وأصابه الاستفزاز فصرخ فى وجهها طب الأستاذ محمد ماله ومال موضوع زى ده ، هدأت من غضبه ، وطلبت منها أن تفسر ماذا تريد ؟

 

أخذت تقص روايتها ، والتى بدأت حسب قولها أثناء دراستها بالفرقة الأولى بالكلية حيث التقت ولأول مرة مع شاب كان وقتها بالفرقة الثالثة بإحدى كليات الوسط ، هذا اللقاء الذى وصفته باللعنة عليها ودمر حياتها بالكامل ، فقد وقعت فى حب هذا الشاب الذى طاردها لفترة طويلة وهى كانت لا تعرف شيئاً عن الحب ولا تريد أن تقع فيه ، لاسيما وحسب كلامها أنها من عائلة متدينة ومحافظة جداً وتتمسك لأقصى درجة بقيم وتقاليد المجتمع.

 

ولكنها حسب ما ورد بحديثها مع إصراره وملاحقته المستمرة لها ، وما سمعته من كلام معسول يدمر أى حواجز حول القلوب المغلقة ، وقعت فى غرامه ، تقول أنها عشقته لدرجة الجنون ، وعاشا سوياً قصة حب على حد وصفها رائعة للغاية ، وكانت تشعر من فرط المشاعر الفياضة التى كانت تتدفق عليها كالمطر بأن هذا هو فتى أحلامها وشريك حياتها المنتظر.

 

كانت حسب كلامها تعيش من أجله ، للدنيا معه طعم جديد لم تتذوقه طوال حياتها ، النظرة من عينيه تجعل روحها ترقص فرحاً ، وقلبها يطير ليحلق بين ألحان العشق والغرام ، ثقتها فيه تعدت كل الحدود ، رسم لها حياتهما فى المستقبل معاً والجنة التى ستجمعهما مع أطفالهما.

 

وفجأة توقفت عن الحديث وتحجرت الكلمات فى حلقها ، دموع عينيها تكشف مدى ما تحمله تلك الكلمات المنتظرة من معانى للحزن والألم والحسرة ،  حتى استأنفت حديثها بلغة حزينة ، فى يوم عيد ميلاده جلبت له تورتة لأحتفل معه وأنا فى قمة السعادة ، لما لا وهو يوم ميلاد حبى وعشقى الأول ، وفى هذا اليوم أصر على أن نحتفل سوياً فى إحدى الشقق ، ولا أعرف لماذا وافقته دون تردد منى ، وفى الشقة تبادلنا القبلات والأحضان لأول مرة فى حياتى حتى كدت أفقد أعز ما أملك ، ومع إصراره بضرورة ممارسة الحب معه بالطريقة الجنسية ، وافقته على نوعية الحب الذى يريده منى باستعمالى من الخلف  ، ورغم سعادتى فى هذا اليوم ، ولكنه كان البداية للضياع لأننا كررنا ما حدث عشرات المرات بعد ذلك ، ولم التفت أن ذلك من المحرمات ويغضب الله تعالى ، حتى أدمنت هذا الأمر وأصبح ملازم لى وكأنه مرض صعب علاجه.

 

وفجأة حسب كلامها  اختفى فتى الأحلام بدون سابق انذار ، بحثت عنه ولم تجده ، هاتفه المحمول مغلق دائماً ، أغلق جميع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى ، واختفى أيضاً من حضور محاضراته بالجامعة ، استمرت لشهر كامل تبحث عنه دون جدوى ، وسألت عنه بالجامعة ولكن لا أحد من زملائه لديه معلومة أين ولماذا اختفى ؟

 

الكارثة الكبرى أنها وللأسف أدمنت تلك العلاقة الجنسية الشاذة ، وتشعر بأحاسيس ورغبات غريبة ، وكادت أن تقع أكثر من مرة مع شباب آخرين لتطفئ ما بها من رغبة جنسية ملحة وقوية تفرض عليها رغماً عنها ، ولكنها وحسب كلامها كانت تقاوم وتتراجع فى اللحظات الأخيرة ، وتكتفى بأمور أعفى نفسى عن ذكرها فى هذا المقال لما تحمله من كلمات وعبارات مؤذية للقارئ ، نظرت لصديقى أثناء حديثها فوجدته يكتم الضحك ولم يتأثر حتى ببكاء تلك الفتاة ، وأنا أعرف لماذا يضحك ، ولكنى فى هدوء طلبت منه أن يتماسك ويقدر الموقف التى هى فيه ، رغم أنها تستحق العقاب من الله تعالى فى الدنيا والآخرة.

 

أنهت كلامها وأنا لا أعرف ما دخلى أنا فى قصة أحداثها مقرفة بهذا الشكل ، ومع ذلك حاولت مساعدتها فطلبت منها أن تعرض نفسها فى البداية على طبيب نساء لعل يكون هناك علاج للحالة المرضية التى وصلت إليها ، وتمكنت خلال 48 ساعة من التوصل إلى أن فتى أحلامها ترك الجامعة بشكل نهائى وتزوج من سيدة ثرية تكبره بعشر سنوات وسافر للإقامة معها بالمدينة التى تقيم فيها ، فعرفت أن طريق تلك الفتاة مسدود ، وحتى لو لم يكن مسدوداً فقد انتهى الأمر وأصبحت مريضة بشئ غريب لا أعرف رأى الطب فيه ، وإن كنت عرفت كل شئ عنه بعد ذلك بعدما سألت أحد الأطباء ، فهو بالفعل مرض غريب ترتبط به بعض الأمور رأيت من الأفضل أن اتجاهل ذكرها.

 

الغريب فى تلك الراوية ، أن الفتاة كان لديها إلحاح غريب بأن أنشر قصتها بالكامل ، بل وطلبت منى نشر بياناتها الشخصية كاملة فى تصرف غريب دفعنى لأشك فى الأمر برمته ، عموماً عندما سألتها عن سبب اصرارها على نشر قصتها ، ادعت أنها تريد أن تكون تلك القصة عبرة لكل فتاة ، وتحذير لهن حتى لا يقعن فى نفس الخطأ الذى وقعت هى فيه ودمر مستقبلها ، وللحقيقة عقب انتهاء اللقاءات معها والتى لم تتعدى المرات الثلاث ، تولد لدى شعور بأن أمامها طريق من اثنين لا ثالث لهما ، أما أن تلجأ للانتحار وهو أمر وارد ، أو تقرر الهرب من أهلها وتعيش بعيداً عنهم.

 

وفى النهاية أعتذر للقراء على ما ورد فى المقال من عبارات وكلمات خادشه ، ولكن على الرغم من ذلك اعتقد أن رواية تلك الفتاة جرس انذار لجميع الأسر بضرورة وضع بناتهم ولا سيما من منهن فى سن الخطر تحت المراقبة حتى لا يأتى اليوم الذى لا ينفع فيه البكاء على اللبن المسكوب.


 

اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد.  

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف