google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

لمياء وإيناس والهروب الكبير

 



بقلم – محمد مقلد


 

قرر أن يتقمص دور البطل في فيلم يحمل عنوان " الهروب الكبير " فلابد له أن ينهى أزمته مع الفتيات الثلاث ، فنجلاء صديقة لإيناس واعتراف نجلاء بحبها له كفيل بأن يضع نهاية مأساوية لتلك الصداقة ، وهناك بين أركان جامعة الزقازيق تتواجد لمياء التى تنتظره بين اليوم والآخر ، وهو لا يبال بهذا كله ، ولا يشعر بأى عاطفة تجاه أى واحدة منهن ، كلام والدته له أثناء رحلته الأخيرة بين السحاب ، حركت بداخله الشعور بالذنب.

 

ها هى إيناس تجلس وحيدة بمحطة القطار وبعض أعضاء الشلة بالقرب منها منهمكون بالحديث فيما بينهم ، رؤية قدومه إليها رسم البسمة على وجهها ، عينان تلمعان يعكسان مدى حبها له ، انتابه الخوف من مواجهتها وهى فى تلك الحالة ، الموقف صعب ، الكلمات تاهت بين ثنايا عقله.

 

سلم عليها ، وأخذ يسترسل فى الكلام ، أنت عارفة يا إيناس ، أنا فى سنة ثالثة دلوقتى ، وأنت برضو فى سنة ثالثة ، وأنت أكتر واحدة عارفة ظروفى المادية عاملة أزاى ، وبعد ما أتخرج لسه قدامى الجيش وبعد كده مش عارف ظروف الشغل هتبقه معاية عاملة أزاى ، يا ريت تكونى فهمتى أن عايز أقولك أيه ، وفى تلك اللحظة لم تمنحه إيناس أى فرصة للرد علي كلامه ، ودخلت فى حالة إغماء وسط ذهوله من ردة فعلها التى كشفت أمامه أنها بالفعل تحبه حباً لا يستحقه ، وجعله يشعر بالذنب لأنه لم يصدها من البداية ، أعضاء الشلة أسرعوا لنجدتها ، وهم يستفسرون عما حدث ، وهنا قرر أن ينصرف مسرعاً دون حتى أن يطمأن عليها ، وكان هذا اليوم هو الأخير مع شلته ، وقرر أن يبتعد عنهم نهائياً.

 

أسبوع واحد فقط قضاه مع لمياء ، تعددت بينهما اللقاءات ، معظم شباب الجامعة عرفوا بارتباطها به ، الجميع يحسده على اختيارها لهو ليسكن قلبها ، رغم أن هناك من هم أفضل منه فى كل شئ ، ويتمنوا إقامة علاقة معها ، يعتقدون أنه فى نعمة كبيرة ، فهو يرى أنها نقمة أصيب بها ، فحتى كلمة " أحبك " لم تخرج منه رغم تعدد اللقاءات بينهما ، وهو الذى قرر مطارتها من البداية ، وكانت ومازالت الفتاة الوحيدة التى طاردها طوال حياته.

 

مع نهاية اليوم التاسع من أول لقاء جمعه بها ، توجه لمنزلها ، أنها بمفردها ، فجلسا سوياً على السلم خوفاً من فرض هذا الثالث نفسه عليهما داخل المنزل  ، ليجبرهما على السير في طريقه الذى ينتهى بجهنم والعياذ بالله  ، فرحتها به تكاد تجعل أركان المنزل ترقص من فرط سعادتها ، وهى لا تعلم أن نيته إنهاء تلك العلاقة بلا رجعة ، ولكنه للأسف وقع فى الخطأ وترك شيطانه يتحكم فيه ، عندما سمح لشفتيه تلتقى بشفتيها  ، ليكتب بحروف رخيصة أول قبلة جنسية فى حياته ، غضب منها ومن نفسه ، ودفعها بعيداً عنه ، ونزل مهرولاً الصمت يلجم لسانه ، لا يشعر بأحد  ، أنه فى صحراء ، عقله ووجدانه انشغلا بتخفيف صدمة تأنيب ضميره ، وكلمات اللوم والعتاب تحاصره ، أيه اللى أنا عملته ده ، ليه كده ، أنت كنت جاى تنهى العلاقة دى يبقه ليه تعمل كده ، أنت حيوان ومعندكش دم ولا أخلاق ، دموعه ساخنة ، تعبر عن كم الحزن والأسى الذى يشعر به ، يوم صعب تسبب فى عقدة نفسية ترسخت بداخله ، عقدة جعلته يقرر عدم الاقتراب من أى فتاة مهما كانت ، ولكن كيف له أن يواجه والدته ؟ كيف سيتحمل كلماتها القاسية وعتابها ولومها بعد تلك الفعلة الرخيصة ؟ مواجهه تبدو صعبة فرضت عليه تأجيل رحلته المعتادة فوق السحاب للهروب من لقاء والدته.

 

كان ما تقدم جزأ بسيط من الفصل الثالث لرواية " رجل فوق السحاب "

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف