كتب – محمد مقلد
يبدو أنه مع عودت دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة
الأمريكية ، عادت وبقوة فكرة إسرائيل الكبرى الذى سيطرت على الإسرائيليين منذ زمن
بعيد ، تلك الفكرة التى تدعى أن حدود دولة اليهود هي الحدود التي وعد الرب بها النبى
إبراهيم من الفرات إلى النيل ، واستدلوا
على ذلك بما ورد فى سفر التكوين (15: 18) في التوراة، يذكر فيها الرب حسب زعمهم وعدًا لإبراهيم " لنسلك أُعطي هذه الأرض،
من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات "
خريطة الدولة المزعومة لإسرائيل الكبرى |
هذا وقد تم نشر بعض الخراط الجغرافية الخاصة بدولة
إسرائيل الكبرى ، منها الخريطة الأولى والتي تضم الجزء الشمالي من شبه الجزيرة
العربية ، وهناك خرائط أخرى تضم مكة والمدينة المنورة ، و تضم أيضا بلاد الشام وغرب الفرات وشبه جزيرة
سيناء والجزء الشرقي من نهر النيل، وبعض الخرائط تضم منطقة الدلتا فى مصر.
وهناك خريطة تظهر بوضوح على قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية
من فئة عشرة أجورات، وهى عملة قديمة وظهور
خريطة أرض إسرائيل الكبرى التى تكشف أن دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ،
ومن هذا المنطلق بدأت أولى تحركات إسرائيل فى هذا الشأن مع فوز ترامب برئاسة
الولايات المتحدة بالتلويح بأن الضفة الغربية سوف تخضع للسيادة الإسرائيلية وتكون
جزءً منها.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى لوح فيه ، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه بصدد تعيين المسيحي الإنجيلي مايك هاكابي ، سفيراً
للولايات المتحدة فى إسرائيل لدى إسرائيل،
وهو ما أكدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، ومايك
هكابي هو الحاكم السابق لولاية أركنساس ، ومن
أنصار فكرة إسرائيل الكبرى، وكانت له علاقات وثيقة مع المستوطنين الإسرائيليين
و"مجلس يشع" الذي يجمع تحت مظلته مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية
المحتلة ، ويأتى تعيين هكابي إلى جانب تعيين يحيئيل ليتر سفيرا لإسرائيل لدى الولايات
المتحدة إلى أن الضم قد يكون في طليعة أي أجندة سياسية في الأشهر المقبلة لتحقيق
حلم اليهود لإقامة إسرائيل الكبرى.
وأصبحت فكرة إقامة إسرائيل الكبرى محور رئيسى لتصريحات
بعض القيادات فى إسرائيل ، وعلى رأسهم نتنياهو وسموترتيش ، اللذان تحدثا عن ضم
الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية ، الأمر الذى دفع مصطفى البرغوثي عضو المجلس
التشريعى الفلسطينى للتعليق على هذا الأمر ببعض وسائل الإعلام ، حيث قال ، أنه لمن الغباء ـن لا يتصور أحد أن تصريحات
نتنياهو وسموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية , لم يتم التنسيق مع ادارة ترامب القادمة
بشأنها.
وأضاف البرغوثى ، كل المؤشرات تؤكد ان "اسرائيل "
والادارة الامريكية القادمة ستمضيان بالضم والترانسفير للفلسطينيين , لكن ما
الخطوة المقبلة , اذا لم ترتدع هذه الحكومة واذا لم يفرض عليها عقوبات عربية
ودولية , فأنها ستستمر بمخططاتها , وعلى الدول العربية ان تتحرك وتفرض عقوبات على
"اسرائيل " وان تقطع العلاقات معها , وان يبعث برسالة الى ترامب من قبل
القادة العرب بأن مصالح اميركا نفسها ستكون مرتبطة بالسلوك الاسرائيلي , وعلى
السلطة الفلسطينية ان تتوقف عن شراء الاوهام , والحلول الوسط والذهاب الى تشكيل
حكومة انقاذ وطني توحد كافة الصفوف.
وأكد البرغوثى ، أن دونالك ترامب كانت له تصريحات سابقة ، تحدث من خلالها صفقة القرن ، والتى تقضى بوجود دولة فلسطين ولكن
بدون أن لا يكون لها أى سيادة ولا بحرية ولا جوية ولا حتى برية ، وتكون السيادة
لدولة إسرائيل ، بمعنى منح فلسطين اسماً فقط وفى الحقيقة ستكون خاضعة لحكم ذاتى تابع للسيادة فى إسرائيل