كتب – محمد مقلد
التقى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بمانفريد
فيير رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبى ، وخلال
الاجتماع تحدث مدبولى عن تداعيات الأزمات الاقتصادية
الأخيرة ، والتى تمثلت في خسارة مصر ما يقرب من 7 مليارات دولار في أقل من عام
بسبب انخفاض إيرادات قناة السويس، مؤكدًا أن ذلك لم يمنع الحكومة المصرية من تنفيذ
خطة طموحة لإطلاق عملية تحديث شاملة، وكذا الالتزام بمستهدفات هذا الإصلاح
الاقتصادي.
مدبوبلى خلال لقاءه برئيس حزب الشعب الأوروبى |
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الحديث عن أن أحد
التحديات التي تواجهها الحكومة المصرية أيضًا هو العدد الكبير من ضيوف مصر من
اللاجئين والمهاجرين الذي تخطى 9 ملايين شخص، مشيرًا إلى أن هذا يضع عبئًا وتكلفة
كبيرة على الدولة المصرية ، وفي هذا السياق، تطرق إلى التعاون القائم بين مصر
والاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة في إطار شامل يقوم على ربط الهجرة بالتنمية
ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن مصر ملتزمة بمنع كل أنواع
الهجرة غير الشرعية.
وفي هذا السياق، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه
لدعم رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي من أجل سرعة صرف
الشريحة الأولى من هذه الحزمة المالية بقيمة مليار يورو قبل نهاية العام الجاري،
وكذا أعرب عن تطلعه لدعم السيد/"فيبر" ومجموعته السياسية من أجل التصويت
في البرلمان الأوروبي لصالح القرار الخاص باعتماد الشريحة الثانية بقيمة 4 مليارات
يورو (للفترة 2025-2027).
كما استعرض رئيس الوزراء إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي
اتخذتها الحكومة المصرية على مدار الأعوام الماضية، مستعرضًا في هذا الصدد توقعات
الحكومة لمعدل التضخم خلال الفترة المقبلة ، وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الظروف
الجيوسياسية الإقليمية والدولية كان لها أثر كبير على مواردنا من العملة الصعبة،
مشيرًا إلى تأثر إيرادات قناة السويس جراء الخطر الذي يتهدد حركة الملاحة في البحر
الأحمر، فضلاً عن تراجع أعداد السياحة الوافدة إلى مصر جراء تلك التوترات
الإقليمية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تخوفه من أن تتصاعد الأحداث في
المنطقة إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو ما سيزيد من التداعيات الاقتصادية السلبية على
الاقتصاد المصري ، و استعرض رئيس الوزراء التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتنفيذ
80% من مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مؤكدا مواصلة لجنة العفو
الرئاسي الإفراج عن عدد من المسجونين.
وأشار مصطفى مدبولي إلى أن مصر لم تدخر جهداً لمحاولة
التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وإدخال
المساعدات الإنسانية للقطاع، مشدداً على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية للحفاظ
على فرص حل الدولتين، الذي يظل الحل الوحيد الممكن لتحقيق الأمن والسلام في
المنطقة.
ومن جانبه أعرب السيد مانفريد فيبر، رئيس مجموعة حزب
الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، عن تقديره لحسن استقباله في مصر ، وتعقيباً
على ما عرضه رئيس الوزراء بشأن تأثير التوترات الإقليمية والدولية على الاقتصاد
المصري، أشار "فيبر" إلى أنه يتفق مع رئيس الوزراء حول التحديات التي
تواجهها الدولة المصرية، فالعالم أجمع يواجه مثل هذه التحديات، مستشهدًا بالزيادة
الملحوظة في معدلات التضخم حول العالم، ومؤكدًا أنه يتعين علينا التعاون والعمل
معًا من أجل مجابهة هذه التحديات العالمية.
وتطرق "فيبر" إلى الحديث عن الشراكة
الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا حرص الجانبين على تعزيز
هذه الشراكة وتنفيذ محاورها، مشيرًا إلى أن الجانب الأوروبي يحرص على مساندة
الاقتصاد المصري من خلال الحزمة المالية التي تستهدف تقديم الدعم الفني اللازم
لخلق اقتصاد أكثر قدرة على مواجهة الصدمات.