كتب – محمد مقلد
استعرض المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة
المعدنية، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس
مجلس الوزراء، عقب اجتماع الحكومة، اليوم؛ محاور عمل الوزارة خلال المرحلة الحالية
ومؤشرات الأداء الأولية خلال الربع الأول من العام المالي 2024-2025، ومستهدفات
العام الجديد 2025، وعلى رأسها ضرورة التركيز على أنشطة الإنتاج والتعجيل بها
بأقصى سرعة.
المهندس كريم بدوى وزير البترول خلال كلمته بالمؤتمر |
بدأ المؤتمر بشرح للمهندس كريم بدوي، لأهداف وزارة
البترول والثروة المعدنية في المرحلة الحالية، والتي تتلخص في ستة محاور ، وفي هذا
الصدد، أشار وزير البترول والثروة المعدنية إلى أن المحور الأول يُسلط الضوء على
تلبية احتياجات المواطن من المواد البترولية من خلال التركيز على أنشطة الإنتاج
والاستكشاف مع التأكيد أن هذا الهدف يأتي على رأس أولويات وزارة البترول والثروة
المعدنية.
وأوضح الوزير أن المحور الثاني يُركز على تعظيم
الاستفادة من الثروات البترولية عبر معامل التكرير والبتروكيماويات لخلق قيمة
مضافة، أمّا المحور الثالث، فيستهدف تحقيق انطلاقة لقطاع التعدين وتعظيم قيمته
المضافة، فيما يُركز المحور الرابع على العمل كفريق واحد مع وزارة الكهرباء
والطاقة المتجددة ، لتوفير مزيج الطاقة لدفع نمو الاقتصاد المصري والاستفادة من
موقع مصر لإنتاج الهيدروجين وتجارة الطاقة ، ويُسلط المحور الخامس الضوء على ضرورة
خلق بيئة استثمار جاذبة، مع الحفاظ على السلامة وكفاءة استهلاك الطاقة وخفض
الانبعاثات، بينما يهدف المحور السادس إلى تعزيز التعاون الإقليمي لجذب
الاستثمارات في مصر والمنطقة.
ثم انتقل وزير البترول للحديث عن التحديات التي واجهت قطاع البترول والغاز خلال الفترة الأخيرة، على إثر تباطؤ عجلة الإنتاج والاستكشاف بسبب زيادة مستحقات الشركاء لعدة عوامل منها ، وجود فجوة بين سعر البيع والتكلفة، وارتفاع مستويات استهلاك الطاقة مع تزايد سعر الطاقة عالميا، وارتفاع سعر الصرف ، وأوضح المهندس كريم بدوي، أن كل تلك العوامل أدت إلى تناقص الإنتاج وتوقف أنشطة الحفر الجديدة، وتزايد الفاتورة الاستيرادية والضغط على العملة الصعبة، وبالتالي تراكم المزيد من مستحقات الشركاء وزيادة الفجوة مرة أخرى بين سعر البيع والتكلفة.
ثم تحدّث الوزير، عن الإجراءات المُتخذة لمواجهة هذه
التحديات، والتي تمثلت في تسديد دفعات دورية لمستحقات الشركاء لتوفير تدفقات نقدية
مستقرة تؤدي لاستئناف أنشطة تنمية الإنتاج والبحث والاستكشاف ، وطرح حزم تحفيز
استثمارية مقرونة بتسعير أكثر مرونة للمنتجات مع العمل على جذب مستثمرين جدد؛ وهو
ما نتج عنه تقليل الفجوة الاستيرادية وتخفيض تكاليف توفير المنتجات وصولًا إلى خفض
الفجوة بين السعر والتكلفة، حتى يتسنى إنهاء مشكلة تراكم المستحقات ورجوع دوران
عجلة الاستكشاف والإنتاج دون معوقات.
وأكد الوزير أهمية استمرار العمل الوثيق مع الشركاء
الأجانب ، مشيرًا إلى أن عدد الشركات
العاملة في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج بلغ (٥٧) شركة، من بينها (٨) شركات من
كبريات الشركات العالمية و(٦) شركات مصرية متخصصة، وأكثر من (١٢) شركة عالمية
متخصصة في مجال الخدمات البترولية والتكنولوجية، موضحًا في هذا الصدد أيضًا أنه تم
إطلاق حزمة الحوافز خلال الاجتماع مع الشركاء لتعزيز أنشطة الإنتاج في ٢٦ أغسطس
٢٠٢٤.
وختامًا لنهج العمل التكاملي لتحقيق مستهدفات الوزارة،
استعرض وزير البترول والثروة المعدنية ما تم من جهود بدعوة أكثر من (٢٠) مستثمرا
مصريا في ٣٠ سبتمبر الماضي للدخول بشكل مباشر للاستثمار في مجال تنمية الحقول
المُتقادمة لزيادة الإنتاج منها، وقد أبدى عدد منها الاهتمام بهذه الفرص، مشيرًا
إلى أنه جار اتخاذ الخطوات اللازمة لذلك، موضحًا أن من بين هذه الخطوات توقيع 5 مذكرات
تفاهم مع كبريات الشركات الوطنية، مع التأكيد على اجتذاب أطراف جديدة من القطاع
الخاص المصري للاستثمار في قطاع البترول والثروة المعدنية.
وفيما يخص الإنتاج ، قال الوزير ، بلغ الإنتاج الحالي
1.4 مليون برميل زيت مُكافئ يومي ، وتسعى الوزارة جاهدة لزيادة معدلات الإنتاج
لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض التكلفة الاستيرادية، مشيرًا إلى أنه تم إضافة إنتاج
جديد خلال الربع الأول (يوليو – سبتمبر) بلغ حوالي 30 ألف برميل زيت يوم و133
مليون قدم مكعب يوم.
وأضاف المهندس كريم بدوي ، أن شركة "بي بي"
فتم وضع خطة للإسراع بوضع المرحلة الثانية من مشروع (ريفين) على الإنتاج في يناير
(٢٠٢٥) عن طريق ضخ استثمارات إضافية، مع البدء في حفر حقل الكينج في بداية عام
(٢٠٢٥)، وفيما يخص شركة "أباتشي"، تم إسناد ٤ مناطق استكشافية بالصحراء
الغربية للشركة بغرض سرعة وضعها على خريطة الإنتاج، وتم الاتفاق حول حزمة الحوافز
المطروحة وتسعير الغاز المُنتج، ليبدأ الإنتاج في التزايد تدريجياً ليصل إلى (٨٠)
مليون قدم٣ في اليوم بنهاية العام (٢٠٢٥).
وفيما يخص الاستكشاف، استعرض وزير البترول والثروة
المعدنية بعض أنشطة الشركات العاملة في مجال الاستكشاف، خاصة بعد طرح حزمة
المحفزات الجديدة، مشيرًا في البداية إلى نتائج أعمال العام 2024 من يناير إلى
أكتوبر، حيث تم حفر 77 بئرًا استكشافيًا، نجحت في إضافة 54 كشفًا مُحققًا، 40 منها
كشف زيت و14 كشف غاز، كما تمت إضافة احتياطيات بمقدار 71 مليون برميل زيت و680
مليار قدم مكعب غاز.
وفيما يخص الأنشطة الجارية، استعرض المهندس كريم بدوي
بدء شركتي "شيفرون" و"إكسون موبيل" بحفر آبار استكشافية بغرب
المتوسط للمرة الأولى خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2024، مع استكمال المسح السيزمي
الإقليمي بتاريخ ٢٨سبتمبر 2024، لمساحة تبلغ ٢١٨٥ كم٢ غرب المتوسط، وكذلك
الاستعداد لإجراء المرحلة الثالثة للمسح السيزمي الإقليمي لمناطق خليج السويس
والبحر الأحمر.