كتب – محمد مقلد
في تمام الساعة الرابعة من صباح يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ، تلقى الجنرال ديفيد إليعازر ، رئيس الأركان الإسرائيلي فى هذا التوقيت ، مكالمة هاتفية من الجنرال زعيرا رئيس المخابرات الحربية ، أكد من خلالها ، أنه أصبح واضحًا الأن وبدون خطأ أو إنكار أن الجيشان المصري و السوري سوف يبادران بشن الحرب اليوم ، و أن وقت الهجوم قد خُطِط له أن يبدأ بعد أخر ضوء في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم.
جولدا مائير |
وعلى الفور تم انعقاد جلسة طارئة بمجلس الوزراء الإسرائيلي في الساعة الثامنة من صباح السادس من أكتوبر ، طلب خلالها الجنرال
إليعازر الموافقة على القيام بضربة جوية استباقية فورية و بالتعبئة الكاملة ، ولكن
جولدا مائير رئيسة الوزراء رفضت بشكل قاطع هذا الطلب وقالت ، إن مثل هذه الضربة مستحيلة من الناحية
السياسية ، معللة ذلك بأن نشوب أى حرب بين
إسرائيل والعرب لابد أن يكون الطرف البادئ بالحرب هم العرب وليس إسرائيل ، حتى
يتضح أمام جميع دول العالم بأن إسرائيل رد فعل وليست البادئة بالاعتداء لكسب تعاطف
العالم.
ومن جانبه وافق وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان ، على وجهة
نظر جولدا مائير ، وقرر القيام بالتعبئة الجزئية بداية من الساعة العاشرة صباحًا ، ولم تكن الإذاعة و التليفزيون الإسرائيليان
يعملان في يوم الاحتفال بعيد الغفران وهو نفس يوم حرب أكتوبر ، لذلك كان من
المستحيل القيام بإذاعة أى رسائل بشفرة من أجل التعبئة العامة لقوات الجيش الإسرائيلى.
واكتفى ديان ، بنقل المعلومات الخاصة بالحرب إلى القيادات
الشمالية والجنوبية ، تتضمن هجومًا عربيًا محتملاً في تمام الساعة السادسة من مساء
اليوم ، فقامت كل قيادة من فورها بإبلاغ القيادات التي تليها ، حيث تم إبلاغ قادة
الألوية الثلاثة على الجبهة الشمالية ، لكن التعليمات تأخرت كثيرًا في الوصول إلى
قادة الجبهة الجنوبية الذين كانوا يستعدون للاحتفال بوداع الجنرال مندلر ، الذي
كان قد تقرر نقله إلى موقع أخر، إلا أنه عندما وصله التحذير المتأخر طلب من
الجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية تحريك قواته إلى الأمام لكنه رفض ، وقال في
أسباب رفضه إنه مازالت هناك إمكانية لعدم إندلاع الحرب ، حتى فوجئت إسرائيل بأن
الحرب اشتعلت فى الساعة الثانية ظهراً وتحقق النصر للجيش المصرى العظيم.