google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الإمارات " الصهيوعربية " ... السم فى العسل


 


بقلم – محمد مقلد



دولة الإمارات هذا الثعبان الخبيث الذى يبث سمومه فى جسد الوطن العربى ، أصبح يمثل خطراً واضحاً على استقرار البلدان العربية والمنطقة بالكامل ، تلك الدولة التى تحولت لذراع تستخدمه إسرائيل لتنفيذ مخطط مرعب يقضى على أى قوة تحاول أن تقف ضد إسرائيل ، فليس بخافى على أحد دور تلك الدولة " الصهيوعربية "  فى تدعيم حميدتى فى السودان لمواجهة الجيش السودانى واستمرار المواجهات العسكرية ، ودورها الواضح فى تدعيم خليفة حفتر فى ليبيا ، كلها أمور تجعلنا نضع تلك الدولة فى منطقة الاتهام.

 

وفى الفترة الأخيرة بدأت الإمارات تبث السم فى العسل فى علاقاتها بمصر ، وتستخدم أسلوب ملتوى للنيل من أكبر دول المنطقة ، وتنفذ المخطط الصهيونى ضد الدولة المصرية بدقة وبخطوات مخيفة ، وبالنظر لحجم الاستثمارات الإماراتية داخل مصر والبنود الخاصة بتنظيم تلك الاستثمارات ، نشتم رائحة الخطر والسم القاتل الذى توجهه تلك الدولة " الصهيوعربية " ، وبالفعل يتضح أسلوب السم فى العسل الذى تستخدمه تلك الدولة الخبيثة فى تعاملها مع مصر.

 

بدأ الزحف الإماراتى للسيطرة على محاور هامة فى الاقتصاد المصرى بدعوى الاستثمار ،  في يناير من عام  2017، من خلال اتفاقية التعاون المالي والفني، والتى وافق عليها  مجلس النواب فى شهر يوليو من نفس العام ، والشئ المرعب فى تلك الاتفاقية ما ورد ببنودها من حماية كاملة للاستثمار الإمارتى ، فهى بنود يرى معظم خبراء السياسة والإقتصاد بأنها مخيفة ، فعل سبيل المثال أقرت المادة 14 من الاتفاقية  بمنع مصر من سن قوانين تؤثر على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المشترك.

 

 بينما جاءت المادة 15 لتمنع مصر صاحبة الأرض والمشروعات المقامة من اللجوء للتحكيم حال خلافها مع الإمارات ، حيث اقتصرت طرق حل المشكلات الاقتصادية بين الطرفين على التفاوض والتشاور ، وكأن الإمارات حصلت بذلك على حصانة خاصة من اللجوء ضدها للتحكيم الدولى ، وإن كنت أرى من وجهة نظرى أن هذا البند يصب فى الصالح المصرى بصورة كبيرة ، وهو ما سيتضح جلياً عند وقوع خلاف مصرى إماراتى بشأن المشروعات الاستثمارية ، والأيام كفيلة بأن تثبت صحة وجهة نظرى فى هذا الشأن.

 

حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر يفوق أى دولة أخرى فى العالم ، فإذا كان مشروع رأس الحكمة العملاق أخر المشروعات الاستثمارية للإمارات داخل مصر ، فهناك مشروعات أخرى فى معظم القطاعات الحيوية ، من صحة واتصالات ونقل برى وسياحة  وخلافه  ، فها هى شركة أبراج كابيتال الاقتصادية الإماراتية قد نجحت فى  شراء 12 مستشفى خاصًا، أبرزها مستشفيات النيل وكيلوباترا والقاهرة التخصصى ، بخلاف معامل التحاليل ، فضلاً عن شراء شركة آمون للأدوية ، كما استحوذت الإمارات  على 30% من حصة  الشركة الشرقية للدخان

 

وفى مجال الاتصالات وصل إجمالي عدد الشركات الإماراتية العاملة فى هذا القطاع الحيوى ، إلى 674 شركة، تعمل بالسوق المصرية، وفقًا لآخر الإحصائيات، بينما بلغ حجم استثمارات شركة الاتصالات الإماراتية في مصر 36 مليار جنيه مصري ، وفى مجال النقل البحرى والموانئ فحدث ولا حرج ، فقد سيطرة الإمارات على عدد من الموانئ والمشروعات اللوجستية المتعلقة بالنقل البحرى.

 

وأنا هنا لست ضد الاستثمار فلا يوجد اقتصاد فى العالم لا يهتم بالاستثمار الأجنبى حتى ينتعش ، ولكن خطوات هذا الثعبان العربى خلال الفترة الأخيرة ضد مصر ، وقضية تطبيعه مع إسرائيل وعلاقته بالمغرب المنضمة هى الأخرى لاتفاقية " إبراهام " ، كشفت نوايا خبيثة لا تبحث عن الخير والأمان لمصر وشعبها ، وأن على علم كامل بأن الأجهزة الاستخباراتية فى مصر راصدة كل هذه التحركات والتصرفات الإماراتية الغريبة ، ففى الوقت الذى خرجت فيه الخارجية الإماراتية لتدين إسرائيل وتصريحات نتنياهو حول محور فلادليفيا ، جاءت التصريحات الإسرائيلية كالصاعقة ، والتى أكدت أن بعد نهاية الحرب سيتم تسليم المحور لقوة عسكرية إماراتية ، لأن السلطات الإسرائيلية لا تستأمن سيطرة مصر على المحور ، ولم يخرج أى مسئول إماراتى لرفض تلك التصريحات والتأكيد على أن المحور تحت السيادة المصرية.

 

وهذا الأمر كشفت تفاصيله  القناة 14 العبرية ، والتى أكدت أن  المخطط يتم بحثه ضمن إطار خطة اليوم التالي للحرب ، حيث سيتم نشر قوات اماراتية على طول الحدود بين غزة ومصر , وبأن الاساس المنطقي لذلك أن الجنود الاماراتيين أقل عرضة لإغراءات الرشوة والفساد ،  وأن الثقة بين الإمارات وأسرائيل أكبر بكثير من الثقة بين مصر وأسرائيل

 

ومع صدور تلك التصريحات المريبة ، جاءت زيارة وزيرة الدفاع الأثيوبية لدولة الإمارات الخبيثة وعقد لقاء مع وزير الدفاع الإماراتى ، بدعوى تعزيز التعاون المشترك وتدعيم العلاقات العسكرية بين البلدين ، ورغم أن الزيارة تعد مريبة فى هذا التوقيت بالذات مع تفاقم أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبية ، واعلان الإمارات بصورة ربما لا تكون معلنة مساندة الجانب الأثيوبى فى أزمة سد النهضة ، فالأمر ليس غريباً فالإمارات كما هو معروف لديها استثمارات عملاقة فى سد النهضة باتفاق واضح مع إسرائيل ، فهى التى قامت بالتدخل لدى المغرب لعمل اتفاقية تعاون عسكرى بين المغرب وإثيوبية ، لتعلن المغرب مساندتها لأثيوبيا فى أزمة سد النهضة.

 

ومن وجهة نظرى ، أن التدخل الإماراتى فى هذا الملف الشائك ، ربما يشهد تصعيد وأموراً غير مسبوقة فى العلاقة المصرية الإماراتية مستقبلاً ، لأنه ببساطة يمس أمن المواطن المصرى ،  وقد ظهر الدور الإماراتى الخبيث فى هذا الملف ، عقب تصريحات الرئيس السيسي ، بأن المساس بحق مصر في مياه النيل " خط أحمر " ، حيث فوجئنا بالدولة " الصهيوعربية "  ترسل مساعدات إنسانية إلى إقليم " تيجراي "  الإثيوبي، تتضمن 46 طنًا من المواد الغذائية والمستلزمات الصحية ،  ونقلت حينها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن سفير الإمارات لدى إثيوبيا، أن هذه المساعدات تأتي في إطار توجيهات قيادة الدولة، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للشعوب الشقيقة والصديقة ، هذا بخلاف كم المساعدات فى القطاعات الأخرى ، وإعلان مسئولين إماراتيين فى أكثر من مناسبة مساندة أثيوبيا فى أزمة سد النهضة ، الأمر بالفعل خطير ويحتاج لوقفة حاسمة لقطع رأس هذا الثعبان السام قبل فوات الأوان.


اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف