بقلم – محمد مقلد
اليوم 14 سبتمبر 2024 هو أول يوم فى العام الثانى لصدور
موقع " عيون الخريف " فاليوم هو يوم السعادة والفرح لكل العاملين به ،
أول عيد ميلاد لموقعنا الذى واجه فى عامه الأول الكثير من الصعوبات والمعوقات التى
تمكنا من التغلب عليها والمضى قدماً من نجاح لنجاح بمشيئة وعون الله تعالى ، وللحقيقة كنت أتمنى تنظيم احتفالية تليق بهذا
الحدث ولكن انشغالي هذه الأيام بكتابة راوية " رجل فوق السحاب " وكتاب
" يومياتى مع قادة الإرهاب والتطرف " قتل الوقت وأصبحت غير متفرغ تماماً
لأى احتفالات من أى نوع ، حتى أحقق حلمى لعل وعسى أن أنجو بنفسى من جحيم الوظيفة
وما بها من مشاكل أرقتني وأجهدتني كثيراً.
ولم يكن الموقع وحده الذى واجه الكثير من المشكلات خلال
هذا العام ، ولكن مدير عام التحرير كاتب هذه السطور ، يصنفه من أصعب الأعوام التى
مر بها قطار حياته ، عام واجهت فيه تجارب صعبة للغاية ، تجارب غريبة عنى وعن
شخصيتى وأخلاقى والعادات التى تربيت عليها ، لقد فقدت نفسى بما تحمله هذه الكلمة
من معنى ، وأحاول الآن بكل قوة استعادتها من جديد ، وإلقاء ما مضى فى صندوق
الذكريات وأغلاقه بشكل محكم وإلقاء المفتاح فى مياه بحر النسيان الأبدى ، فقد قررت ألا أتذكر ألا مشروع الكفاح لتحقيق
الهدف والوصول لمحطة النجاح والتفوق لأجد ذاتى التى حكمت عليها بسكونى وكسلى أن تتساوى مع أشخاص لولا الظروف ما كنت سمحت
لنفسى مجرد أن ألقى عليهم السلام .
وإذا كان هذا العام صعب وأيامه تسابقت فيها الأحزان
والآلام لتفوز بالاستقرار داخل وجدانى ، فصدور موقع " عيون الخريف "
أعتبره أحلى ما فى هذا العام ، هذا العام القاسى الذى استنزف طاقتى ، وكشف عن حقائق
وطبائع بشرية لم أكن أصدقها لولا أنى عاصرتها بنفسى ، وشاهدتها أمام عينى ، لقد
تعاملت مع رجال ، وأنا هنا كلى أسف على إطلاق صفة رجال عليهم ، فهم وبكل خزى وعار
لا يمتلكون منها إلا تدوين كلمة " ذكر " فى خانة الجنس ببطاقات الهوية ،
لا يعرفون معنى المبادئ ولا الصدق ولا حتى التعامل باحترام ، تصرفاتهم مريبة
وكأنهم نساء يرتدون زى الرجال ، طريقة تفكيرهم سطحية ، كل همهم المصالح الشخصية
واللهث خلف شهواتهم الحيوانية ، انحدار سلوكى وانحطاط أخلاقى والبعد عن أبسط قواعد
الدين.
أنه عالم مرهق لشخص مثلى كان منغلق على نفسه ، وعندما
قرر فتح باب العزلة اصطدم بتلك الحقائق التى أفقدته الثقة حتى فى نفسه وما يؤمن به
من عادات وتقاليد ، حتى جرفه التيار وكاد أن يسقط فى هذا العالم المنحدر لولا أنه
استفاق قبل فوات الأوان ، ليبحث عن سبيل للهروب بنفسه لمكان بعيد ليبدأ رحلة
تنقيتها من الشوائب التى علقت بها من جراء الاحتكاك بشخصيات لا تمت لبنى البشر بأى
صلة ، شخصيات تنظر للأمور بصورة سطحية فأغرتهم المظاهر والعالم المادى والمباهج
الدنيوية التى لا تغنى أبداً عن التدين والرباط الروحى بين العبد وربه ، أنها
الأيام تتصارع وتسابق بعضها البعض لتصل بنا للمحطة الأخيرة فى الحياة ، فمثل هؤلاء
لم يفكروا ولو لمرة واحدة الوقوف أمام المرآة ليحاسبوا أنفسهم ، ويروا عيبوهم
وأخطائهم والذنوب التى خلعت ردائهم لتحل محلها ، ولكنها لن ولم تستر عورتهم ، أنه
عالم مخيف تقلباته وسلوك أشخاصه وأهدافهم من الحياة حوله لعالم كئيب حزين يأن من
الألم.
بالفعل كان عاماً صعب للغاية ، تجاربه كانت قاسية ، ولكنى
استفدت منها وتعلمت أموراً لم أكن لأتعلمها ، والحمد لله نجحت فى أن اتخطى معظم
التجارب بنجاح ، وإن كان بعضها ترك أثره السيئ بداخلى ، وأراهن على الأيام لتمحوه
مستقبلاً ، ولكن قدر الله تعالى لى تجربة قاسية للغاية خلال هذا العام الذى أتحدث
عنه ، لا أعلم لماذا اصطفاني الله من بين البشر لأخوضها وأعانى
منها معاناة لا يطيقها إنسان؟ ومع ذلك كان لدى إيمان كامل بأن الله لديه الحكمة من
وراء ذلك ، وهو وحده الذى لديه السر ويعلم ما هو الهدف من خوضها، فهو تعالى العالم
بالأسرار والغيبيات.
وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية