كتب – محمد مقلد
الانهيارات التى
بدأت تضرب سد السرج الأثيوبى ، بسبب تجاهل الشركات المنفذة لمشروع السد لتلك
الكهوف المتواجدة أسفل أساسات سد السرج وسد النهضة ، وكان خبير السدود الدكتور
محمد حافظ قد أعلن فى بيان له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك
" أن الانهيار الذى حدث تحت سد السرج ، هو انهيار ناتج من وجود كهوف جيرية
أسفل السد ، فهو انهيار فجائى نتج عن كسر الطبقة العليا الطينية وظهر تحتها فراغ
كبير.
وأوضح جافظ ، أن هذا الكسر بهذه الوضعية ، هو نوع من أنواع الانهيارات الأرضية للكهوف
الجيرية الموجودة تحت سد السرج في منطقة (الفاليت) ، وعن ادارك الشركات الإيطالية
والفرنسية والصينية التي تعمل في سد النهضة أن تحت سد السرج يوجد كهوف ، أكد حافظ
أن تلك الشركات على علم كامل بوجود كهوف تحت أساسات السد الخرساني وسد السرج ،
ولكنهم أكدوا أنهم قد أصلحوا كل تلك الكهوف ولا يوجد أي خطر مستقبلي منها.
الكارثة الكبرى ، أن الانهيار الكامل لسد السرج ، سوف
يؤدى إلى غرق السودان بالكامل ووقوع ضحايا بالجملة من أبناء البلد الشقيق ، مثلما
حدث من قبل عندما انهار جزء من هذا السد وأدى إلى غرق عدد من القرى السودانية
ومصرع عدد كبير من السودانيين ، ويؤكد
الخبراء ، أن سد السرج ، هو الداعم الرئيسي لسد النهضة الإثيوبي، وهو سد ركامي
حاجز بين جبلين ويحجز خلفه 50 مليار متر مكعب من المياه ، بينما يتحمل سد النهضة
14 مليار متر مكعب فقط من المياه، مما يجعل هذا السد، أخطر مكون في مشروع سد
النهضة.
ورصدت الأقمار
الصناعية عمليات انفجار سفلى في سد السرج الركامي أدت إلي تسريب كميات كبيرة من
المياه ، مما أجبر إثيوبيا على فتح 3 بوبات بسد النهضة ، لإخراج هذه الكميات
المهولة من المياه والطمي، التي تسببت بدورها في انهيار سد الأربعات السوداني ،
الأمر الذى ينذر بقرب حلول كارثة مروعة بالمنطقة بعدما تبين أن سد النهضة أيضاً
تحت أساساته يوجد مجموعة كبيرة من الكهوف الجيرية
الجدير بالذكر أن شركة "G. Censini" الإيطالية ، المنفذة لسد النهضة
والسرج، استخدمت أسلوبًا حديثًا لرسم صورة تكشف ما يوجد أسفل أساسات جسم سد النهضة
، وأيضا أسفل سد السرج الركامي، معتمدة على أبحاث التربة يسمى "الكشف
الجيوفيزيكل"
وأشارت أبحاث الشركة الإيطالية إلى أن فكرة هذا النوع من
أبحاث التربة لا تحتاج عمل أي جسات أرضية أو أخذ عينات ، والاعتماد يكون على فكرة
إرسال موجة صوتية عبر طبقات الأرض المفترض بناء السد الخرساني عليها، ثم استقبالها
عبر ما يعرف بـ"جيوفون".
وكشفت الشركة الإيطالية من خلال تلك الموجات، على أساسات
الجدار الشرقي والغربي لسد النهضة، بالإضافة إلى عدد من الكابلات الأخرى في قاع
مجرى النيل، وبينت تحاليل النتائج الإحصائية وجود عدد كبير من الكهوف أسفل أساسات
سد النهضة، وأغلبها يقع عند منسوب 485 مترًا فوق سطح البحر، أي أسفل أساسات السد
بنحو 15 مترًا فقط.
وأكدت أبحاث الشركة الإيطالية ، أن هذه الكهوف ناتجة عن
تحلل أحجار جيرية تقع تحت قاع أساسات سد النهضة ، وتحدث عملية تحلل تعرضت لها
كربونات الكالسيوم وأكسيد الكالسيوم ، نتيجة لعملية غسيل جزئيات الكالسيوم من تلك
الأحجار، ما أدى لهشاشتها، التي كونت فجوات كهفية ضخمة.
والكارثة، التي فجرتها تحاليل الشركة الإيطالية المنفذة
لسد النهضة، أن تلك الفجوات الكهفية، لا يوجد أي دليل علمي يؤكد أو ينفي ملئها بأي
مادة صلبة، وجاء صب خرسانة أساسات السد بشكل عاجل، وعملية تحسين التربة التي سبقت
صب خرسانة الأساسات السد فشلت، ما أدى إلى إصابة التربة بما يسمى بـ "سيولة
الطبقات".
وأظهرت دراسات خبراء علوم الـ "جيوتكنيك"،
التي اعتمدت على تحليل بيانات أمواج "جيوفون"، أن أساسات سد السرج
المكمل لسد النهضة وهو سد ركامي، ليست مبنية على نوع واحد من الصخور، وأنها مبنيه
على 4 أنواع مختلفة، جزء منه بُني على صخور جرانيت، وجزء آخر على صخور
"الفاليت"، ورابع مبني على صخور "شيست"، وأن معظم تلك الصخور
مصابة بعوامل التعرية ما جعلها مفككة وضعيفة ، مما يهدد بانهيار تلك السدود فى أى
وقت.