google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

جزيرة سقطرى وتصدير الرعب لإيران والدول العربية

كتب – محمد مقلد

 

اليمن تضم  22 محافظة ، أهمها على الإطلاق محافظة " أرخبيل سقطرى " والتى تقع شمال غرب المحيط الهندي بالقرب من سواحل محافظة المهرة ، وتتكون تلك المحافظة من عدة مدن صغيرة وجزر ، من بينها  جزر عبد الكورى و سقطرى وصيال وفرعون وغيرها ، وتمكن أهمية تلك المحافظة فى أن من ينجح في اخضاعها لسيطرته تفتح أمامه الطريق ليتحكم بصورة كبيرة فى خليج عدن والبحر العربي وشمال المحيط الهادى وجنوب البحر الأحمر ، وبالتالى التحكم في مضيق باب المندب.


جزيرة سقطرى وتصدير الرعب لإيران والدول العربية
جزيرة سقطرى اليمنية


 ونظراً لأهمية الاستراتيجية لمحافظة " أرخبيل سقطرى " لما تتمتع به من موقع جغرافى ممتاز ، بدأت أطماع عدد من الدول تتجه للسيطرة عليها ، على رأسها دولة الإمارات ، والتى استغلت بصورة كبيرة تواجدها العسكرى المتمثل في مجموعة الانفصاليين  بدعوى محاربة الحوثيين ، حتى تمكنت من احتلال جزيرة سقطرى، عقب طرد قوات الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي في يونيو من عام  2020.

 

ومن الطبيعى عقب سيطرة الإمارات على تلك المنطقة ، أن يكون لها التحكم الكامل فى أهم مواني اليمن ، حتى سيطرت على ما يقرب من عشرة موانئ  على رأسها  عدن والضبة والمكلا  والمخا وبلحاف والخوخة وغيرها من الموانئ ،  وحتى تعضد الإمارات من تواجدها بجزيرة " سقطرى "  قامت في مارس من عام 2023 ، بإنشاء ميناء جديد في منطقة المهرة ، وصلت تكلفته إلى100 مليون دولار حسب ما أكدته وسائل الإعلام العالمية في حينه ، ومن البديهى بتمكن الإمارات من السيطرة على مضيق باب المدن والموانئ السالف ذكرها ، أن تتحول للاعب رئيسى بالمنطقة بعد سيطرتها على أهم ممر للتجارة العالمية والإقليمية في العالم.

 


الدور الإسرائيلى واتفاقية إبراهام

 


بعد الذى وصلت له الإمارات من تقدم ملحوظ بمنطقة سقطرى باليمن ، بات بعض خبراء السياسة العرب ، يكشفون عن وجه آخر لتلك السيطرة يمثل خطورة بالغة على منطقة الشرق الأوسط بالكامل ويهدد عدد من الدول العربية بجانب التهديد الصريح لإيران ، في ظل استغلال إسرائيل لاتفاقية إبراهام مع الإمارات ، والبدء في إنشاء قاعدة عسكرية بمنطقة سقطرى وبالتحديد عند جزيرة عبد الكورى ، تحت التحكم الكامل للولايات المتحدة وإسرائيل لخدمة مصالح كل دولة منهما ، حيث ترى أمريكا أن السيطرة على تلك المنطقة يؤمن البضائع المارة بالبحر الأحمر من أى خطر ولاسيما خطر الحوثيين ، بينما ترى إسرائيل بجانب عملية تأمين التجارة ، أن تلك القاعدة العسكرية ستمثل مصدر قلق دائم لإيران وعدد من الدول العربية.

 

وللحقيقة كانت إسرائيل بعيدة بشكل كبير عن المشهد الذى يحدث بمنطقة سقطرى اليمنية ، حتى خرجت  صحيفة " معاريف "  العبرية ، بتقرير مطول في 29 من شهر يوليو الماضى لتفضح الأمر برمته ،  حيث أكدت الصحيفة ،  بأن إسرائيل تسابق الزمن مع الإمارات للانتهاء من إنشاء  قاعدة عسكرية استخباراتية في جزيرة “عبد الكوري” اليمنية في أرخبيل سقطرى، بمدخل باب المندب.

 

وقالت الصحيفة العبرية نصاً في تقريرها ، " أن الإمارات و إسرائيل تجهزان قاعدة عسكرية ستمثل كابوساً لإيران والحوثيين على مقربة من حدودهما ، وأن تلك القاعدة  تحت المظلة الأميركية ، بعد تزايد هجمات الجماعة الحوثية في البحر الأحمر ، وذلك بعد لقاء رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريل، وقادة عسكريين من الإمارات ودول أخرى وذلك في شهر يونيو 2024.

 

ولم تكن الصحيفة العبرية هى الوحيدة التى كشفت عن التواجد الإسرائيلي بجزيرتى سقطرى وعبد الكورى ،  فموقع المنتدى اليهودي الفرنسي والتابع للجالية اليهودية بفرنسا  "  " JForum ، كان قد كشف من خلال تقرير صحفى ، أن الإمارات وإسرائيل تخططان لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى ، مؤكداً أن إسرائيل والإمارات تضع كل الاستعدادات اللوجستية، لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب المندب في جزيرة سقطرى.

 

كما  كشف موقع “ساوث فرونت” الأميركي للتحليلات الاستخبارية أيضا ، عن نية الإمارات وإسرائيل إنشاء مواقع عسكرية واستخباراتية في جزيرة سقطرى ، ونقل الموقع عن مصادر عربية وفرنسية قولها ،  إن وفدا من الضباط الإماراتيين والإسرائيليين قام بزيارة  الجزيرة ، وتفقد عدة مواقع بهدف إنشاء مواقع استخباراتية ، هذا بجانب تقرير نشره " المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية " في نوفمبر من عام 2023، كشف من خلاله ،  أن سقطرى تضم قاعدة استخباراتية إماراتية بالتعاون مع إسرائيل ، يمكن أن تنشر بها أجهزة استشعار إسرائيلية الصنع لمواجهة الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

 

 

 

الصراع السعودى الإماراتى

 


على الرغم من أن السعودية كانت الأسبق من الإمارات لمعرفة ما تمثله جزيرتى سقطرى وعبد الكورى من أهمية استراتيجية ، وكان تواجدها العسكرى قبل الإماراتى بتلك المنطقة ، لكنها كانت أقل نشاطاً ولم تفيق من غفلتها إلا بعد الأنباء المؤكدة بوجود تحالف إماراتى إسرائيلى برعاية أمريكية ، لإنشاء قاعدة عسكرية بجزيرة عبد الكورى ،  

 

فبدأت التحركات السعودية تنشط خلال الفترة الأخيرة بالمنطقة ، حتى لا تترك زمام المنطقة في يد الإمارات وحدها ، في ظل الصراع القائم بين الدولتين للسيطرة على بعض المواقع الاستراتيجية بالمنطقة العربية ، ولكن الخطوة التى سبقت بها الإمارات بجانب مساندة إسرائيل وأمريكا لها ، جعل التواجد الإماراتى الأكثر سيطرة من نظيره السعودى ، ويكفى أن الإمارات بمجرد أن وضعت قدمها بمنطقة سقطرى ،  قامت بتجنيد 900 من شبان المنطقة يعملون لصالحها مقابل مبالغ مالية كبيرة.

 

ولم تكتف الإمارات بذلك بل لجأت لإنشاء عدد من المشروعات التى تزيد من التواصل بينها وبين سكان المنطقة ، على رأسها ، إنشاء شبكة محمول تابعة لشركة زين ، وحولتها لجزء من شبكة تلك الشركة في الإمارات نفسها ، كما يوجد نشاط كبير عن طريق " مؤسسة خليفة " التى تقدم جميع الخدمات لسكان المنطقة ، فضلاً عن خدمات  للهلال الأحمر والذى يقوده  أبو مبارك خلفان المزروعي ، وجاءت السيطرة الإماراتية بشكل واضح بعدما عضدت من تحالفها مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر إدارياً وأمنياً على الجزيرة.

 

تلك التحركات الإماراتية مكنتها من أن تسبق السعودية بعدة خطوات بمنطقة سقطرى ، رغم أن السعودية كانت أول من أحتل الجزيرة عن طريق لواء عسكري يضم 850 ضابط وجندى سعودي بكامل عتادهم ومستلزماتهم ، ومع بداية احتلالها للجزيرة كانت المملكة السعودية تنظم رحلات طيران يومية للجزيرة ،  أضف إلى ذلك أن السعودية تمتلك أيضاً ثلاثة أبراج اتصالات بالجزيرة يوجد بكل برج منها قوة عسكرية سعودية ، وموقع آخر كانت السيطرة فيه للسعودية متواجد بمنطقة حديبو بالهيئة العامة لحماية البيئة ، ورغم ذلك كله كانت للإمارات الغلبة ، وأصبح مشروع القاعدة العسكرية بينها وبين إسرائيل تحت المظلة الأمريكية أمر واقع ، وهو ما وضع السعودية في موقف صعب تحاول إيجاد حلول له ولكن بعد فوات الآوان.

 

 

 

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف