كتب – محمد مقلد
الشعب الإسرائيلى من أجبن الشعوب على وجه الأرض ، فمنذ اندلاع الحرب فى غزة
عقب أحداث السابع من أكتوبر ، ومع التهديدات الإيرانية ، بدأت أعداد كبيرة من العائلات الإسرائيلية لاتخاذ
القرار للهروب من الخوف والذعر الذى أصابهم من جراء تلك الحرب ، حتى فاق عدد الذين
هجروا إسرائيل بعد اندلاع الحرب إلى أكثر من 20 ألف مواطن ، رغم المزايا والإغراءات
التى تحاول الحكومة الإسرائيلية منحها لهم للعدول عن وجهتهم بترك ومغادرة إسرائيل
لدول أخرى ، حتى من استمر منهم فى إسرائيل معظمهم أصابتهم أمراض نفسية وعصبية ،
والبعض منهم بدأ يلجأ للانتحار للتخلص من هذا الكابوس الذى صدرته لهم الحرب.
الإسرائيليون يواصلون الهرب خارج البلاد |
ووصل أمر الهروب من إسرائيل إلى الجيش نفسه ، والذى يضم عدد ليس بالقليل من
المرتزقة ولاسيما الملحقين على سلاحى الدفاع الجوى من الطيارين والهندسة الميكانيكية ، حتى هجر الجيش
الإسرائيلى خلال الشهر الأخير ما لا يقل عن 200 مجند حسب وسائل الإعلام العبرية
والعالمية ، وبسبب الخوف الذى أصاب الشعب الإسرائيلى تأثرت حالتهم النفسية بصورة
غير مسبوقة ، لدرجة أن الأطباء النفسيون فى إسرائيل يعملون طوال اليوم حتى يتم
الكشف على كل المترددين عليهم يومياً وأصبح حلم المواطن الإسرائيلية ، أن ينجح فى
زيارة الطبيب النفسانى.
وذكرت وسائل إعلام عبرية ، أنه أصبح من الصعب أن يحدد المواطن فى إسرائيل
موعداً مع طبيب نفسى لتزايد أعداد المصابين بأمراض نفسية وخلل عصبى بسبب الحرب
الدائرة فى غزة ، حتى وصلت سعر الساعة الواحدة فى لقاء الطبيب النفسى فى إسرائيل إلى
450 شيكل أى 122 دولار فى الساعة الواحدة ، فيما أصبحت إسرائيل تواجه أزمة حقيقية
لتوفير الأدوية النفسية وأدوية الاكتئاب وغيرها من أدوية المهدئات والأخرى التى
تساعد على النوم ، وكشفت الصحف العبرية أن حالات الانتحار بين المواطنين فى
إسرائيل زادت خلال العام الحالى 2024 بنسبة 12% عن العام الماضى بسبب حالة
الاكتئاب والخوف الزائد من جراء الحرب فى غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية ، أن الإسرائيليين زادت مخاوفهم بنسبة أكبر فى ظل
الترقب الحذر من اندلاع حرب طويلة الأمد بسبب التهديدات الإيرانية التى أصبحت كابوس مزعج
لهم ، رغم تأخر الجانب الإيرانى فى عملية الرد المزمع القيام بها ، والمثير للدهشة
ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية من تكالب الإسرائيليين على شراء كميات كبيرة من
المعلبات والمواد الغذائية تساعدهم على العيش لفترة طويلة داخل الملاجئ فى حال
اندلاع الحرب كما هو متوقع ، مما أسفر عنه زيادة الأسعار لتلك المعلبات بصورة
كبيرة مع ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة بعد قضية الخضروات الأردنية التى تصيب
بمرض الكوليرا.
وعبر الكاتب الإسرائيلى " افرايم غانور " فى
مقال له فى صحيفة “معاريف” عن بعض ما وصلت له إسرائيل بعد عشرة أشهر من الحرب ،
حيث كتب يقول " هذا ليس كل شيء، فإنّ مستوطنات الغلاف لا تزال
مهجورة ، ومعظم سكانها مهجّرون ويخشون العودة إلى منطقة أصابتهم بصدمة شديدة ، وهي
منطقة لا يزال بإمكانك سماع دوي المدافع والصواريخ فيها كل يوم ، أمّا شمال
“إسرائيل”، عرش الصهيونية، فأصبح ركاماً من الخراب ومستوطنات مهجورة وغابات محترقة
، من دون ردٍ فعّال على الهجمات اليومية لحزب الله بالصواريخ والطائرات المسيّرة.