يوميات – فاهم أفندى
فاهم أفندى كان راجع من شغله بيكلم نفسه وعمال يشاور بأيديه يمين وشمال زى
ما يكون اتجنن ، لدرجة أنه عدى أمام دكان
صديقه " محروس البقال " ومسلمش عليه زى ما هو متعود كل يوم ، وكأنه مش
شايفه أصلاً ، وطبعاً محروس جرى وراه ونادى عليه حتى استوقفه ، وقاله ، مالك يا
فاهم يا أخويا أنت بتكلم نفسك ولا أيه ، فى أيه ، أيه اللى حصل ، فرد عليه فاهم
أفندى ، سبنى يا محروس فى اللى أنا فيه ، أنا يا أخى فى مشكلة كبيرة ومش عارف أعمل
أيه ، خير يا فاهم مشكلة أيه كفنا الشر ،
تعالى بس استريح شوية فى الدكان أشرب حاجة ساقعة وأهدى كده وأحكيلى.
فعاد معه فاهم أفندى وجلس على الكرسى وبدأ يتناول الحاجة الساقعة ، وهو
يتمتم ، يا نهار أبيض طب أنا أعمل أيه ، وأحلها أزاى دى مش عارف ، هتضيع مستقبل
الراجل وهتدمر أسرته ، أعمل أيه بس يا ربى ، لو قلتله ممكن يزعل ، ودماغه توديه
لحتة تانية ، أنا مش عارف أعمل أيه ، فقاطع محروس تمتمته ، متقولى يا فاهم أيه
اللى مزعلك ، فى حاجة فى الشغل ضيقتك ، أقولك أيه بس يا محروس ، ده عمره ما يكون
شغل أصلاً ، أحنا عايشين فى أفلام هندى وكوارث بجد اللهم أحفظنا ، طب أهدى كده يا
فاهم وأحكيلى يمكن أقدر أساعدك.
المشكلة يا محروس يا أخويا ، إن معانه فى الشغل شيطانه بمعنى الكلمة وتقدر تقول
وأكتر من الشيطانه كمان ، اسمها منى أو " مونيكا " ، وهى ولا مونيكا ولا
حاجة ، القصد ، الحرباية دى تخصص صيد الرجال من زمايلنا ، وخراب بيوتهم وتدمير أسرهم وكلنا عارفين كده ،
وحذرتها قبل كده ومفيش فايدة ، يا راجل ده فى مرة ضربوها حتة علقة بسبب أنها كانت
هتخرب بيت زميل لنا ، وبرضو مفيش فايدة ، المصيبة السودة يا محروس ، أنها اليومين
دول بتلعب على 3 رجالة مرة واحدة ، و فى وقت واحد ، وبتكلمهم هم الثلاثة ،
ومعشماهم بالحب والهوى وكله ده عشان تستنزفهم براحتها ، وهم فى سابع نومة ، وده شئ عادى ميهمنيش فى حاجة ، بس بصراحة فى
واحد منهم أمره يهمنى جداً ، وقدامه مستقبل كبير ، والشيطانه دى بدأت تحاصره
بشباكها وربنا يستر وأقدر أنقذه قبل السقوط فى الوحل وتدمير نفسه ومستقبله وأسرته.
والله يا محروس يا أخويا ، أنا فكرت أبلغ عنها أو اشتكيها للمسئولين بس
هأقولهم أيه ، العيب مش عليها العيب على الرجالة الورق اللى بتنخدع فى أسلوب الدلع
والدلال ، بس أن جيت للحق يا محروس ، هم عندهم بعض العذر لأنها بتستخدم أسلوب
السحر والشعوذة عشان الراجل اللى يقع يتحول بقدرة تلك الأعمال السفلية لخادم لها
ينفذ رغباتها دون تردد ، يا راجل دى بتتحكم فيهم وبتشخط وتنطر ولا واحد فيهم بيقدر
يفتح بقه ، عرفت بقه أنهم معذورين ، ده يا راجل يا طيب من يومين كده اتكلمت فى
التليفون مع الثلاثة فى يوم واحد وبعد منتصف الليل ، والكلام كله واحد ، طبعاً
كلام مسهوك من نوعية " أنت روحى وقلبى وأنت اللى ليه فى الدنيا " وفى
كلام تانى مش هأقدر أقوله ، و تقفل التليفون مع ده تستلم التانى وتكرر نفس
الأسطوانة ، وهم فى غيبوبة كاملة ، ومخبيش
عليك أن معاية تسجيلات لبعض هذه المكالمات ، يمكن احتاجها فى يوم من الأيام.
محروس أصابه الذهول من اللى بيسمعه من صديقه فاهم أفندى ، وسأل نفسه ، بقه
الدولة موظفه الناس دى وبتديهم مرتبات عشان يعملوا كده ، عليه العوض ، وبدأ يسأل
صديقه فاهم ، طيب ممكن يا فاهم يا أخويا تكلم أنت الناس دى تحذرهم أو تتواصل مع
أسرهم لتنقذهم من الشيطانة دى ، فاهم بص لمحروس بصة تملئها الحسرة ورد عليه ، ولا
حاجة نافعة يا محروس ، ده فى واحد من الثلاثة بيته أتخرب بالفعل بعد ما اتجوزها
ولسه لحد دلوقتى لازق فيها وبيلهث وراها رغم أنه طلقها ، مع العلم أنها بتعامله معاملة العبيد.
والتانى يا ولداه " كابتن
" سابق قد الدنيا وراجل من أسرة
معروفة سيرتها محترمة ، ومتزوج من بيت طيب
وزوجته سيدة تربت على المبادئ والقيم والأخلاق ، تعبت كتير معاه عشان تبعده عن
الشيطانة دى عشان تحافظ على بيتها وأولادها ، بس مفيش فايدة ، هى دلوقتى معتقدة أنه ابتعد
عنها لكن للأسف ما زال يطارد تلك الحرباية حتى الآن ، وعلى فكرة يا محروس الكابتن
ده برضو أتجوزها عرفى لمدة سنتين ، ورغم أنها هتدمر أسرته وكانت هتضيع مستقبل ابنه
إلا أنه لسه متمسك بيها وبيطاردها ، وهأقولك ليه دلوقتى ، أما التالت يا محروس
فأنا مش هأقدر أكلمك عنه خالص ، بس الخوف أنه يكون وقع وانتهى الأمر وشرب السحر
ودخل الدوامة ربنا يستر وألحقه ، وخاصةً
بعد ما عزمته على الأكل منذ أيام وهى
طبعاً بتحط سحرها الشيطانى فى الأكل أو المية.
وسكت فاهم لبرهة ، ثم قال ، ناولنى والنبى يا محروس علبة سجاير ، سجايرى
خلصت ، ومحروس بيناوله علبة السجاير بدأ يستفسر منه ، أنت قلتلى هأقولك ليه
الكابتن لسه متمسك بيها ومش قادر يبعد عنها ، فعاد فاهم أفندى لسكوته للحظات ، ثم
عاود حديثه لصديقه ، بص يا محروس ، الحرباية دى مبتحبش حد خالص ولا يهمها أى راجل
ولا يهز شعره فى راسها ، وكلهم بالنسبة
لها مجموعة طراطير تتحكم فيهم وتحركهم بمزاجها ، كل اللى يهمها الفلوس والمصلحة وبس ، مبتفكرش
بقه فى نتيجة تصرفاتها الشيطانية دى ، ولا يفرق معاها البيوت اللى بتخربها.
ودايماً يا محروس بتستخدم أسلوب واحد لاصطياد ضحاياها من الرجال وطبعاً
معظم ضحاياها من زمايلها فى الشغل ، وعددهم على فكرة مش قليل ، ده فيهم واحد يا
محروس يدوب مسك أيديها ، دفع دم قلبه ، وطبعاً أديته السكة ، تعالى أتفرج عليه
دلوقتى خلاص لسع وبيكلم نفسه ، وواحد تانى عامل فيها قدام زميله " سبع
البرمبة " رغم أنه كان سيبلها البوابة سداح مداح ، وده خدت منه ما يقرب من 60 ألف جنيه وفضلت وراه لحد
ما كانت هتخرب بيته ، وواحد ثالث استغلت أنه فاتح محل لبيع الملابس ولعبت عليه
برضو ، وخدت أفضل أنواع الملابس ليها ولأولادها على حساب صاحب المخل طبعاً ، لحد
ما كان هيتخرب بيته ويقفل المحل خالص ، وغيرهم
كتير يا محروس هأبقه أحكيلك عنهم بعدين.
بس بصراحة يا محروس يحسب لها أنها مبتحبش الحرام ، اللى يقع تحت ايديها لا
يصل لغرفة النوم إلا بالحلال والزواج العرفى ، هى فى البداية تحدد الفريسة وتحدد
أزاى هتستفيد منها ، سواء فلوس أو أى مصلحة أخرى ومنها مصالح خاصة بالشغل ، وبعد كده تبدأ ترسم وشها بالمكياج
المستورد ، وترش البرفان أبو ريحة فاقعة ، وأثناء حديثها مع الضحية ، تستخدم
عينيها بنظرات لا تخترق القلب بقدر ما تخترق الشهوة الجنسية لدى الضحية ، وطبعاً
كل ده مع حركات جسدية مشعة ، وتبدأ بعد ذلك أحاديث التليفون فى ساعات متأخرة من
الليل وكلام السهوكة والايحاءات الجنسية ، حتى يسقط الزبون فى شبكة تلك الشيطانة.
وتأتى أخطر مرحلة ، مرحلة أنها
تعزمه على الأكل أو شرب العصائر أو حتى المياه ، وطبعاً فى شنطتها دائماً زجاجة
صغيرة والتى تتضمن شراب خاص بالسحر الأسود ، تضيف بعضه للأكل أو الشرب مهما كان نوعه ،
وبمجرد أن يتناولها الزبون يتحول خلال ساعات قليلة لعبد تحت قدميها ، ينفذ أوامرها دون تردد ، وبعد ذلك تأتى مرحلة الزواج العرفى
للبعض منهم فقط وليس لجميع الضحايا ، فهناك ضحايا تسطوا على أموالهم سريعاً وبدون
أى مجهود ، ودون أن تصل محطتهم معها لغرفة النوم.
طيب ، أظن أنت بتسأل نفسك دلوقتى يا محروس ، أيه اللى بيحصل بعد الزواج
العرفى ، أنا أقولك ، الشيطانة دى تقدر تقول كده أنها واخده دكتوراه فخرية فى
كيفية التعامل مع الرجل داخل غرفة النوم ، كل ما يخطر ببالك يا محروس بتعمله
للضحية ، لدرجة أنه بعدما يقضى ليلته الأولى معها يؤمن بأنه لم يقابل أى أمرأه
غيرها ، وأنها المرأة الوحيدة على وجه الأرض التى تستطيع التعامل مع الرجل فى مثل
هذه الحالات ، وبعد أن يدوب الراجل من دول فى أيديها خالص ، تبدأ مرحلة الحصول على
المكاسب ، كل حاجة اللى تخطر على بالك واللى متخطرش يا محروس بتاخدها منهم ، بس
الأهم بالنسبة لها الفلوس ، عرفت بقه يا محروس أنها مشكلة كبيرة ، فرد عليه محروس
، والله يا فاهم يا أخويا عندك حق تكلم نفسك ، بس أنت هتعمل أيه ، خليها على الله
يا محروس مفيش حاجة ملهاش حل ، ربك يعدلها ، يله عايز حاجة أنا هأروح أنام شوية
عشان عندى مشوار مهم بالليل ، ماشى يا فاهم مع ألف سلامة.