google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

مونيكا والمغّيبون الثلاثة


 


يوميات – فاهم أفندى

 


فاهم أفندى كان راجع من شغله بيكلم نفسه وعمال يشاور بأيديه يمين وشمال زى ما يكون اتجنن ، لدرجة أنه عدى أمام  دكان صديقه " محروس البقال " ومسلمش عليه زى ما هو متعود كل يوم ، وكأنه مش شايفه أصلاً ، وطبعاً محروس جرى وراه ونادى عليه حتى استوقفه ، وقاله ، مالك يا فاهم يا أخويا أنت بتكلم نفسك ولا أيه ، فى أيه ، أيه اللى حصل ، فرد عليه فاهم أفندى ، سبنى يا محروس فى اللى أنا فيه ، أنا يا أخى فى مشكلة كبيرة ومش عارف أعمل أيه ، خير يا فاهم مشكلة أيه كفنا الشر ،  تعالى بس استريح شوية فى الدكان أشرب حاجة ساقعة وأهدى كده وأحكيلى.

 

فعاد معه فاهم أفندى وجلس على الكرسى وبدأ يتناول الحاجة الساقعة ، وهو يتمتم ، يا نهار أبيض طب أنا أعمل أيه ، وأحلها أزاى دى مش عارف ، هتضيع مستقبل الراجل وهتدمر أسرته ، أعمل أيه بس يا ربى ، لو قلتله ممكن يزعل ، ودماغه توديه لحتة تانية ، أنا مش عارف أعمل أيه ، فقاطع محروس تمتمته ، متقولى يا فاهم أيه اللى مزعلك ، فى حاجة فى الشغل ضيقتك ، أقولك أيه بس يا محروس ، ده عمره ما يكون شغل أصلاً ، أحنا عايشين فى أفلام هندى وكوارث بجد اللهم أحفظنا ، طب أهدى كده يا فاهم وأحكيلى يمكن أقدر أساعدك.

 

المشكلة يا محروس يا أخويا ، إن معانه فى الشغل شيطانه بمعنى الكلمة وتقدر تقول وأكتر من الشيطانه كمان ، اسمها منى أو " مونيكا " ، وهى ولا مونيكا ولا حاجة ، القصد ، الحرباية دى تخصص صيد الرجال من زمايلنا  ، وخراب بيوتهم وتدمير أسرهم وكلنا عارفين كده ، وحذرتها قبل كده ومفيش فايدة ، يا راجل ده فى مرة ضربوها حتة علقة بسبب أنها كانت هتخرب بيت زميل لنا ، وبرضو مفيش فايدة ، المصيبة السودة يا محروس ، أنها اليومين دول بتلعب على 3 رجالة مرة واحدة ، و فى وقت واحد ، وبتكلمهم هم الثلاثة ، ومعشماهم بالحب والهوى وكله ده عشان تستنزفهم براحتها ، وهم فى سابع نومة ،  وده شئ عادى ميهمنيش فى حاجة ، بس بصراحة فى واحد منهم أمره يهمنى جداً ، وقدامه مستقبل كبير ، والشيطانه دى بدأت تحاصره بشباكها وربنا يستر وأقدر أنقذه قبل السقوط فى الوحل وتدمير نفسه ومستقبله وأسرته.

 

والله يا محروس يا أخويا ، أنا فكرت أبلغ عنها أو اشتكيها للمسئولين بس هأقولهم أيه ، العيب مش عليها العيب على الرجالة الورق اللى بتنخدع فى أسلوب الدلع والدلال ، بس أن جيت للحق يا محروس ، هم عندهم بعض العذر لأنها بتستخدم أسلوب السحر والشعوذة عشان الراجل اللى يقع يتحول بقدرة تلك الأعمال السفلية لخادم لها ينفذ رغباتها دون تردد ، يا راجل دى بتتحكم فيهم وبتشخط وتنطر ولا واحد فيهم بيقدر يفتح بقه ، عرفت بقه أنهم معذورين ، ده يا راجل يا طيب من يومين كده اتكلمت فى التليفون مع الثلاثة فى يوم واحد وبعد منتصف الليل ، والكلام كله واحد ، طبعاً كلام مسهوك من نوعية " أنت روحى وقلبى وأنت اللى ليه فى الدنيا " وفى كلام تانى مش هأقدر أقوله ، و تقفل التليفون مع ده تستلم التانى وتكرر نفس الأسطوانة  ، وهم فى غيبوبة كاملة ، ومخبيش عليك أن معاية تسجيلات لبعض هذه المكالمات ، يمكن احتاجها فى يوم من الأيام.

 

محروس أصابه الذهول من اللى بيسمعه من صديقه فاهم أفندى ، وسأل نفسه ، بقه الدولة موظفه الناس دى وبتديهم مرتبات عشان يعملوا كده ، عليه العوض ، وبدأ يسأل صديقه فاهم ، طيب ممكن يا فاهم يا أخويا تكلم أنت الناس دى تحذرهم أو تتواصل مع أسرهم لتنقذهم من الشيطانة دى ، فاهم بص لمحروس بصة تملئها الحسرة ورد عليه ، ولا حاجة نافعة يا محروس ، ده فى واحد من الثلاثة بيته أتخرب بالفعل بعد ما اتجوزها ولسه لحد دلوقتى لازق فيها وبيلهث وراها رغم أنه طلقها  ، مع العلم أنها بتعامله معاملة العبيد.

 

 والتانى يا ولداه " كابتن " سابق  قد الدنيا وراجل من أسرة معروفة سيرتها محترمة ،  ومتزوج من بيت طيب وزوجته سيدة تربت على المبادئ والقيم والأخلاق ، تعبت كتير معاه عشان تبعده عن الشيطانة دى عشان تحافظ على بيتها وأولادها ،  بس مفيش فايدة ، هى دلوقتى معتقدة أنه ابتعد عنها لكن للأسف ما زال يطارد تلك الحرباية حتى الآن ، وعلى فكرة يا محروس الكابتن ده برضو أتجوزها عرفى لمدة سنتين ، ورغم أنها هتدمر أسرته وكانت هتضيع مستقبل ابنه إلا أنه لسه متمسك بيها وبيطاردها ، وهأقولك ليه دلوقتى ، أما التالت يا محروس فأنا مش هأقدر أكلمك عنه خالص ، بس الخوف أنه يكون وقع وانتهى الأمر وشرب السحر ودخل الدوامة ربنا يستر وألحقه  ، وخاصةً بعد ما  عزمته على الأكل منذ أيام وهى طبعاً بتحط سحرها الشيطانى فى الأكل أو المية.

 

وسكت فاهم لبرهة ، ثم قال ، ناولنى والنبى يا محروس علبة سجاير ، سجايرى خلصت ، ومحروس بيناوله علبة السجاير بدأ يستفسر منه ، أنت قلتلى هأقولك ليه الكابتن لسه متمسك بيها ومش قادر يبعد عنها ، فعاد فاهم أفندى لسكوته للحظات ، ثم عاود حديثه لصديقه ، بص يا محروس ، الحرباية دى مبتحبش حد خالص ولا يهمها أى راجل ولا يهز شعره فى راسها  ، وكلهم بالنسبة لها مجموعة طراطير تتحكم فيهم وتحركهم بمزاجها ،  كل اللى يهمها الفلوس والمصلحة وبس ، مبتفكرش بقه فى نتيجة تصرفاتها الشيطانية دى ، ولا يفرق معاها البيوت اللى بتخربها.

 

ودايماً يا محروس بتستخدم أسلوب واحد لاصطياد ضحاياها من الرجال وطبعاً معظم ضحاياها من زمايلها فى الشغل ، وعددهم على فكرة مش قليل ، ده فيهم واحد يا محروس يدوب مسك أيديها ، دفع دم قلبه ، وطبعاً أديته السكة ، تعالى أتفرج عليه دلوقتى خلاص لسع وبيكلم نفسه ، وواحد تانى عامل فيها قدام زميله " سبع البرمبة " رغم أنه كان سيبلها البوابة سداح مداح ، وده  خدت منه ما يقرب من 60 ألف جنيه وفضلت وراه لحد ما كانت هتخرب بيته ، وواحد ثالث استغلت أنه فاتح محل لبيع الملابس ولعبت عليه برضو ، وخدت أفضل أنواع الملابس ليها ولأولادها على حساب صاحب المخل طبعاً ، لحد ما كان هيتخرب بيته ويقفل المحل خالص ،  وغيرهم كتير يا محروس هأبقه أحكيلك عنهم بعدين.

 

بس بصراحة يا محروس يحسب لها أنها مبتحبش الحرام ، اللى يقع تحت ايديها لا يصل لغرفة النوم إلا بالحلال والزواج العرفى ، هى فى البداية تحدد الفريسة وتحدد أزاى هتستفيد منها ، سواء فلوس أو أى مصلحة أخرى ومنها مصالح خاصة  بالشغل ، وبعد كده تبدأ ترسم وشها بالمكياج المستورد ، وترش البرفان أبو ريحة فاقعة ، وأثناء حديثها مع الضحية ، تستخدم عينيها بنظرات لا تخترق القلب بقدر ما تخترق الشهوة الجنسية لدى الضحية ، وطبعاً كل ده مع حركات جسدية مشعة ، وتبدأ بعد ذلك أحاديث التليفون فى ساعات متأخرة من الليل وكلام السهوكة والايحاءات الجنسية ، حتى يسقط الزبون فى شبكة تلك الشيطانة.

 

 وتأتى أخطر مرحلة ، مرحلة أنها تعزمه على الأكل أو شرب العصائر أو حتى المياه ، وطبعاً فى شنطتها دائماً زجاجة صغيرة والتى تتضمن شراب خاص بالسحر الأسود  ، تضيف بعضه للأكل أو الشرب مهما كان نوعه ، وبمجرد أن يتناولها الزبون يتحول خلال ساعات قليلة لعبد تحت قدميها ، ينفذ أوامرها  دون تردد ، وبعد ذلك تأتى مرحلة الزواج العرفى للبعض منهم فقط وليس لجميع الضحايا ، فهناك ضحايا تسطوا على أموالهم سريعاً وبدون أى مجهود ، ودون أن تصل محطتهم معها لغرفة النوم.

 

طيب ، أظن أنت بتسأل نفسك دلوقتى يا محروس ، أيه اللى بيحصل بعد الزواج العرفى ، أنا أقولك ، الشيطانة دى تقدر تقول كده أنها واخده دكتوراه فخرية فى كيفية التعامل مع الرجل داخل غرفة النوم ، كل ما يخطر ببالك يا محروس بتعمله للضحية ، لدرجة أنه بعدما يقضى ليلته الأولى معها يؤمن بأنه لم يقابل أى أمرأه غيرها ، وأنها المرأة الوحيدة على وجه الأرض التى تستطيع التعامل مع الرجل فى مثل هذه الحالات ، وبعد أن يدوب الراجل من دول فى أيديها خالص ، تبدأ مرحلة الحصول على المكاسب ، كل حاجة اللى تخطر على بالك واللى متخطرش يا محروس بتاخدها منهم ، بس الأهم بالنسبة لها الفلوس ، عرفت بقه يا محروس أنها مشكلة كبيرة ، فرد عليه محروس ، والله يا فاهم يا أخويا عندك حق تكلم نفسك ، بس أنت هتعمل أيه ، خليها على الله يا محروس مفيش حاجة ملهاش حل ، ربك يعدلها ، يله عايز حاجة أنا هأروح أنام شوية عشان عندى مشوار مهم بالليل ، ماشى يا فاهم مع ألف سلامة.

        

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف