كتب – ناصر عبد الحميد
الفيديو الذى تم تداوله على بين راود " السوشيال ميديا " خلال
الساعات الأخيرة ، والذى يوضح ظهور سمكة قرش من نوع " تايجر " بالقرب من أحد الشواطئ بالعين السخنة ، كان له
ردود أفعال متباينة ، فبعض المصطافين لم يلتفتوا لهذا الأمر واصروا على استكمال
رحلتهم والاستمتاع بوقتهم مع اتخاذ الحيطة والحذر ، والبعض الآخر آثر السلامة وفضل عدم استكمال مصيفة والعودة من حيث أتى ،
فيما استغلت الكتائب الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية هذا الحدث لتوجيه نقد
للحكومة المصرية وتهويل القضية بهدف ضرب موسم السياحة.
وكشفت مصادر تابعة لوزارة البيئة ، أن تواجد القرش
بمنطقة شواطئ العين السخنة أمر طبيعى ، وهناك رصد من قبل الجهات المعنية لتواجد
القرش بهذه المناطق فى هذا التوقيت من كل عام ، لاستكمال دورتها البيئية ، وأوضحت المصادر ، أنه على رأس الأسباب لظهور سمك
القرش فى مياه البحر الأحمر بالقرب من الشواطئ ، يرجع إلى القاء السفن المارة
لمخلفات الأغذية والحيوانات النافقة وغيرها ، مما أدى لتغذية أسماء القرش عليها
وبالتالى أدى لتغير سلوكه ، وبات القرش يبحث عن تلك النوعية من الطعام ، وهذا ممكن
الخطورة.
وأوضحت المصادر
، أن هناك حسب الدراسات البيئية التى أجريت فى هذا الشأن ما يقرب من 46 نوع من
أنواع أسماك القرش تعيش فى البحر الأحمر ، منها أسماك مقيمة بشكل دائم وهناك أنواع
أخر لا تتواجد بالبحر الأحمر إلا فى أوقات محددة من كل عام ، وشددت المصادر على
ضرورة أن يتبع المصطافين تعليمات مسئولى البيئة فى هذا الشأن ، وتجنب السباحة بشكل
منفرد حتى لا يتعرضوا لأى خطر من قبل سمك
القرش
ومن بين تلك التعليمات التى كشفتها المصادر ، عدم مهاجمة أسماك القرش بأى شكل من الأشكال ، أو
جذب انتباهها بإلقاء الأطعمة لها أو محاولة تصويرها ، لأن كل ذلك يؤدى لتغير
سلوكها بسبب تغير دورتها الغذائية ، مما يدفع أسماك القرش لمحاولة التواجد بالقرب
من الشواطئ للبحث عن الأطعمة ، لذلك لابد من تركها حتى تعود من حيث أتت لقاع البحر
لاستكمال دورتها فى التوازن البيئى بشكل طبيعى.
والمشكلة الكبرى فى ظهور نوعية تلك الأسماك بالقرب من
شواطئ السخنة ، أن القرى السياحية والفنادق بالعين السخنة ، سوف يتضاعف عدد المصطافين
بها عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة
، ومن هذا المنطلق أصدرت وزارة البيئة تعليماتها للمسئولين لديها بأن يراقبوا بشكل
دقيق حركة أسماك القرش بالقرب من الشواطئ سواء بالعين السخنة أو جنوب سيناء ،
وارشاد المصطافين بشكل متواصل عن كيفية التعامل فى مثل هذه الظروف.
وبطبيعة الحال وكما هى عادتها ، استغلت جماعة الإخوان
الإرهابية هذا الحدث ، وتناولته وسائل الإعلام الموالية لها من زاوية فيها تخويف
واضح للمواطنين حتى يهربوا من القرى والفنادق المتواجدة على شواطئ البحر الأحمر ،
بهدف ضرب موسم السياحة ، ووصلت الأمور إلى اتهام عدد من الكتائب الإعلامية التابعة
للجماعة المحظورة الحكومة المصرية بأن إهمالها فى التعامل مع الحدث السابق فى
العام المنقضى والذى شهد التهام سائح روسى بمنطقة الغردقة ، وترك المسئولون السفن
العابرة تلقى مخلفاتها والحيوانات النافقة بمياه البحر دون اتخاذ أى إجراء معها
مما تسبب فى ظهور سمك القرش بالمنطقة ، واعدوا أيضاً أن المنطقة مكتظة بأسماك
القرش وبأنواع مختلفة ، وهو على عكس ما يصرح به مسئولى البيئة بالمنطقة.