كتب – ناصر عبد الحميد
يبدو أن البحث عن المال وبأى وسيلة أصاب البعض بالهوس ودفعهم للتضحية بأى شئ مهما كانت أهميته لتكوين ثروات مشبوهه ، واستخدام كافة الأساليب الغير آدمية لتحقيق هدفهم المشبوه ، حتى وصلت الأمور لدى البعض إلى ذبح الأطفال لتقديمها كقرابين لحراس المقابر الفرعونية من الجان لفتحها من أجل العثور على الآثار والسطو عليها وبيعها بملايين الجنيهات ، فالآثار هى أقصر الطرق للوصول للغناء الفاحش.
وأقرب الوقائع التى تدمى القلوب ، وتؤكد استغلال الأطفال
وذبحهم من أجل الحصول على الآثار ، الجريمة التى وقعت منذ ساعات قليلة بمركز البداري التابع لمحافظة أسيوط ، والتى تسببت فى حالة من الهلع والرعب لدى
المواطنين ، بعدما عثرت أجهزة الأمن على جثة طفل صغير تعرض للذبح ومبتور كفى
اليدين ، وعقب التحرى عن الواقعة عن طريق مباحث مديرية أمن أسيوط ، تبين أن الحادث
يتعلق بالتنقيب عن الآثار.
وطالبت النيابة العامة بسرعة كشف ملابسات الحادث ، حتى
تمكنت مباحث المديرية من تحديد هوية مرتكبي الحادث ، حيث تبين أنهم ثلاثة أشقاء تم إلقاء القبض عليهم ، وبمواجهتهم
وتضييق الخناق عليهم ، اعترفوا بأنهم
كانوا بصدد فتح إحدى المقابر الفرعونية للعثور على الآثار ، ولكنهم فوجئوا بخادم
المقبرة يطلب كفى طفل صغير حتى يتثنى له فتح المقبرة لهم ، مما دفعهم لاختطاف
الطفل المجنى عليه وذبحه وقطع كفى يديه لتقديمها كقرباناً لحارس المقبرة من أجل
فتحها لهم.
قضايا مشابهه
الغريب أن تلك النوعية من الجرائم انتشر بشكل كبير
لسيطرة شيطان الثراء السريع على البعض ممن لديهم الإصرار على فعل أى شئ من أجل
تكوين ثروات مشبوهه ، فمنذ 8 سنوات تقريباً وبمحافظة المنيا عثرت أجهزة الأمن على
جثة طفل صغير 6 سنوات ، و عثر عليه مذبوحاً ومفصول الرأس وبالتحرى عن الواقعة تبين
أن عصابة للتنقيب عن الآثار وراء الحادث ، بعدما اعترفوا فى التحقيقات الرسمية ،
أن خادم إحدى المقابر الفرعونية أثناء تنقيبهم عن الآثار بأحد المنازل ، طلب منهم
دماء طفل صغير من أجل فتح المقبرة لهم للحصول على ما بها من آثار فرعونية ،
وخلال شهر
سبتمبر من عام 2021 وقعت جريمة مشابهه بمركز
ديروط بمحافظة أسيوط أيضا ، بعد قيام عصابة للتنقيب عن الآثار بذبح شاب 16 عاماً ،
وتقطيع جثته لتقديمها قربانا لحارس أحد
المقابر من الجان ، لفتح أبواب المقبرة ، والغريب أنه تبين أن وراء هذا الحادث ، عم المجنى عليه وزوجته وأبنائهم الثلاثة ،
والذين اعترفوا بأن حارس مقبرة أثرية طلب منهم دماء شاب فى عمر المجنى عليه حتى
يفتح لهم أبواب المقبرة فلم يجدوا إلا أحد أقاربهم ليقتلوه ويقدموه قرباناً لحارس
المقبرة .
وهناك قضايا من تلك النوعية انتشرت بصورة مريبة ، يكون
فيها الجانى الأب أو الأم أو حتى الأخ ، فهناك أكثر من حادثة ذبح أطفال صغار
ولاسيما بمحافظات الصعيد ، لتقديم جثثهم قرباناً للجان من حراس المقابر الأثرية ،
لفتح تلك المقابر والحصول على ما بداخلها من آثار ، ومع التحريات التى تقوم بها
أجهزة الأمن تكون المفاجأة أن الجناة على صلة قرابة من الدرجة الأولى للأطفال المذبوحين ، والذين ضحى بدمائهم أقاربهم من أجل
المال والثراء الفاحش بشكل سريع.