بقلم – محمد مقلد
انتشر بين العاملين بقطاع البترول ، خبر يدعى أن هناك اتجاه داخل وزارة البترول لاتخاذ قرار بمنح سيدات القطاع إجازة استثنائية بسبب تخفيف أحمال الكهرباء ، وأنا هنا في مقالى هذا ليس لدى اعتراض على منح السيدات إجازة طويلة حتى خروجهن على المعاش مع حصولهن على كافة حقوقهن المالية والخدمية ، فهذا الأمر لا يعنينى في شئ ، وتلك وجهة نظر شخصية منى فقط ، ولكن هناك المئات بل الآلاف من الرجال العاملين بالقطاع رفعوا شعار الرفض لهذا القرار إذا كان صحيحاً من الأساس.
ووجهة
نظر هؤلاء العاملون ، أن المجتمع دائماً ما ينادى بأن المرأة مثل الرجل ، مثلما
قالت رحمة الله عليها سعاد حسنى " البنت زى الولد مهاش كمالة عدد " وما
دام للسيدات كل الحقوق والواجبات التى على الرجال ، سواء من العاملين بقطاع
البترول أو غيره من قطاعات الدولة ، فلا يجوز من وجهة نظرهم أن يتم تمييز النساء
تحت أى ظرف بمثل هذه القرارات ، لاسيما وأن سيدات القطاع حصلن على إجازة استثنائية
من قبل تعدت العامين أثناء وباء " كورونا " وعقب عودتهن طالبت بعضهن
بحصولهن على ترقيات يرى البعض أنها ليست من حقهن ، مما أدى لنشوب العديد من
الأزمات ببعض شركات القطاع.
عموماً
وبعيداً عن لغة الرفض أو القبول لمثل هذا القرار ، فقد تواصلت مع عدد من المسئولين بقطاع البترول
للوقوف على حقيقة هذا الخبر ، والتأكد إذا كان صحيحاً من عدمه ، ففوجئت بأن
الوزارة نفسها لأول مرة تسمع هذا الكلام ، وأنه لم يخرج من حيز الشائعة مثله مثل
شائعة عمل الموظفين من المنزل عن طريق " أون لاين " في يوم الأحد من كل
أسبوع ، وإن كان الخبر الأخير وارد جداً تطبيقه مثل العام الماضى خلال شهر أغسطس
المقبل ، ومن هذا المنطلق بدأت في البحث عن مصدر الخبر وما هو الغرض من نشره في هذا
التوقيت.
للحقيقة
مصدر شائعة منح إجازة لسيدات قطاع البترول لتخفيف الأحمال ، صدر عن شخص واحد فقط
وهو عثمان علام رئيس تحرير موقع " المستقبل البترولى " ولا توجد أى
وسيلة إعلامية أخرى سواء كانت عامة أو مختصة بالبترول والطاقة تناولت هذا الخبر ،
وأنا أعرف الأسباب التى دفعت علام لنشر هذا الخبر الغريب ، نعم غريب فهل وجود
السيدات في العمل هو السبب في زيادة الأحمال على شبكات الكهرباء ؟ الإجابة لا وألف لا ، لأن شركات البترول لا
ينقطع فيها التيار الكهربائى إطلاقاً ، سواء تواجدت السيدات في العمل أو لا ، وذلك
بسبب ظروف عمل تلك الشركات التى تقضى بعدم قطع الكهرباء ، فضلاً عن أن المكاتب ومواقع العمل تحتوى على
كوكتيل واضح بين الرجال والسيدات ، وغياب السيدات لن يؤثر في شئ ولن تغلق المكاتب
أو المواقع لفصل التيار الكهربائى من أجل
تخفيف الأحمال.
وربما
يتساءل هنا البعض إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لجأ عثمان علام لنشر مثل هذا الخبر؟
وكما قلت سالفاً أن أعرف الأسباب جميعها ، منها أسباب احتفظ بها لنفسى ربما احتاج
إليها مستقبلاً ، وأسباب أخرى متعلقة بتطلعه لزيادة المشتركين لديه على قناة
" حكاوى علام " على موقع " اليوتيوب " والدليل على ذلك ، أنه
أعلن عن نشر تفاصيل خبر المطالبة بمنح السيدات إجازة استثنائية بسبب تخفيف الأحمال
عبر حلقة تبث على قناة " حكاوى علام " بعد 24 ساعة ، وطالب كل السيدات
بقطاع البترول بمتابعة الحلقة ، وطالبهن بالاشتراك في القناة ، وبذلك يكسب عدد
أكبر من المشتركين لمعرفته أن هذا الأمر يهم جميع السيدات.
خلاصة
القول أن إصدار مثل هذا القرار صعب للغاية ، وسوف يؤدى لإحداث بلبة داخل جميع
شركات قطاع البترول ، وعلى العاملين بالقطاع قبل تصديق أى خبر ينشر على أى موقع
حتى ولو كان موقع " عيون الخريف " الذى أتشرف بإدارة تحريره ، أن
يستخدموا لغة العقل والمنطق أولاً قبل اللهث وراء شائعات ستأخذهم لعالم أحلام غير
موجود على أرض الواقع.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد