بقلم – محمد مقلد
تمكنت الأجهزة الأمنية والاستخبارتية المصرية من إلقاء
القبض على خلية إرهابية تتكون من 6 عناصر إجرامية تنتمى لجنسيات مختلفة ، تعمل
لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلى ، وذلك بعد تحديد مكان اختبائهم داخل إحدى المناطق بحى الجناين
بمحافظة السويس ، وتمكنت عناصر تلك الخلية من التسلل داخل البلاد عن طريق رحلات السياحة
القادمة لمدينة الغردقة بالبحر الأحمر ، وكشفت التحريات الأولية مع تلك العناصر
الإرهابية ، أنها تعمل لصالح الموساد الإسرائيلى ، وخططت لاستهداف مؤسسات حيوية
داخل مصر ومن بينها استهداف قناة السويس.
الخبر الذى أمامكم الآن بعد نشره بهذه الصيغة سوف
تتناقله وسائل ووكالات الأنباء العالمية فور نشره بوسائل الإعلام المصرية ،
وبالتالى نتيجته أن تدين مصر ودول العالم إسرائيل على هذا التصرف ، والعبث فى أمن
البلاد الداخلى والتخطيط للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية فى دولة أخرى ، ومن
الممكن مع نشر الخبر أن يخرج عدد من المسئولين بعدد من الدول الأجنبية لإدانة إسرائيل
على هذا التصرف ، مع أن الخبر لا أساس له من الصحة ، وخبر كاذب جملة وتفصيلاً ، لأنه
ببساطة غير مدعم بالأدلة سواء بنشر تفاصيل عن تلك الخلية من أسماء عناصرها
وجنسياتهم ، مع نشر الصور والفيديوهات
الحقيقية التى تؤكد أنه حدث وقع بالفعل.
والسبب الرئيسى لنشرى مثل هذا الخبر الخطير، الذى يتضح
كذبه فى صدر المقال ، ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلى بمساعدة إعلامها المضلل
من أجل توريط مصر بأى وسيلة وباستخدام كافة الطرق المضللة ، لإظهار الدولة المصرية
أمام العالم أن حدودها مع غزة ولاسيما بمحور فلادليفيا غير آمنة ، ويتم تهريب
السلاح والعناصر المسلحة عبر تلك الحدود بواسطة عدد من الأنفاق ، لتضع إسرائيل
لنفسها المبرر أمام دول العالم لاحتلال المحور أو قل السيطرة الكاملة عليه بدعوى
تأمين نفسها ، علماً بأنه لا توجد أنفاق من الأساس بتلك المنطقة عقب تدميرها بشكل
كامل أثناء حرب الدولة المصرية على الإرهاب بشبه جزيرة سيناء.
فقد فوجئنا كما فوجئت دول العالم بأخبار تتداول عبر
وسائل الإعلام العبرية تؤكد أن إسرائيل فرضت سيطرتها على محور فلادليفيا من الجانب
الفلسطينى ، واكتشفت 20 نفقاً أرضياً ، تستخدم لتهريب السلاح والمعدات العسكرية
لرجال المقاومة بقطاع غزة ، بل ووصل الأمر إلى الادعاء باكتشاف عدد من منصات
الصواريخ المعدة لإطلاق الصواريخ فى العمق الإسرائيلى ، ونشر فيديوهات تدعى أنها
تخص تلك الأنفاق ومنصات الصواريخ ، وهى بعيدة كل البعد عن الادعاءات الإسرائيلية
ولا تكشف أى فتحات خاصة بأنفاق أو منصات صواريخ ، وهذا يعضد التصريحات الخاصة
بالأمن المصرى التى نفت وجود أى انفاق بمحور فلادليفيا.
وفى حقيقة الأمر لقد ظهرت النوايا الصهيونية فى هذا الأمر
مع خروج مجموعة من الأشخاص الملثمين عبر أحد الفيديوهات ، ادعوا بأنهم جماعة أطلقت
على نفسها " كتائب الفاروق " وأنها تتمركز فى سيناء ، وتستعد لاستهداف
المدن الإسرائيلية ، ووقتها فطن موقع " عيون الخريف " لتلك اللعبة
الصهيونية القذرة ، ونشر تقرير مطول أكدنا من خلاله أن تلك الجماعة الإرهابية
جماعة وهمية لا وجود لها فى الحقيقة وما هى إلا مجموعة من العناصر التى تعمل لصالح
إسرائيل ، تهدف فقط إلى إثبات بالكذب والتضليل أن هناك جماعات إرهابية داخل سيناء
تهدد الأمن الإسرائيلى ، ومن بعدها اختفت تلك الجماعة الوهمية نهائياً ، واكتفت
ببيانها الأول فقط ، ليتضح أن ما نشره الموقع كان حقيقة وأن الأمر لا يخرج عن مخطط
إسرائيلى.
ومن الواضح أن الرئيس السيسى نفسه ، فطن إلى ما يخطط له الجانب
الإسرائيلى وتطلعه للسيطرة على محور فلادليفيا وهو أمر لا تقبله مصر تحت أى ظرف ،
وخرج فى قمة بكين المنعقدة حالياً فى الصين ، ليطالب العالم كله بأن يوقف المجازر
الإسرائيلية ضد سكان رفح الفلسطينية ويضمن وصول المساعدات الانسانية لسكان
رفح ، والتصدى بكل حسم للمخطط الإسرائيلى
الذى يهدف إلى التهجير القسرى لسكان قطاع غزة.
يا سادة مصر تتعرض لمؤامرة واضحة من العدو الإسرائيلى ،
الذى يستخدم إعلامه بحرفية شديدة للوصول لأهدافه ، ونحن هنا إعلامنا وللأسف مشغول بانفصال
الفنانة مش عارف أيه عن الفنان إياه ، وزواج فلانة من علان ، وأمور عديدة تافهة للغاية ، حتى عندما يحاول المسيطرون على
الإعلام فى مصر التصدى لتلك المحاولات
الإعلامية الصهيونية ، يظهر عجزهم فى استخدام الأسلوب الأمثل للوقوف فى وجه الهالة
الإعلامية الصهونية ، وللأسف الشديد ما دام إعلامنا يسيطر عليه أحمد موسى وعمرو
أديب ومن على شاكلتهم سنظل محلك سر.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد