google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

المرأة الفولاذية وطموح الدكتوراه


 


بقلم – محمد مقلد

 


النساء أنواع تتباين بشكل كبير فى صفاتهن وطباعهن ونظرتهن للحياة ، فهناك المرأة الهادئة الرومانسية وهى نوعية من النساء أصبحن عملة نادرة فى هذه الأيام ، والمرأة النرجسية التى لا تعشق إلا نفسها  وتعتمد فى حياتها على نظرية " الأنا " ، والمرأة المتمردة وهى نوعية من النساء دائماً تجدهن ناقمات غير راضيات على أحوالهن ، لا يقبلن تحت أى ظرف ما قدره الله تعالى لهن ، كما أن من بين أنواع النساء أيضاً، المرأة الطموحة التى تحلم بأن يكون لها شخصيتها المنفردة  ، والمرأة الحديدية الفولاذية التى تتعرض فى حياتها لكوارث بما تحمله تلك الكلمة من معنى ، ولكنك تجدها على قدر المسئولية ، وتتفوق حتى على بعض الرجال فى مواجهة ما تتعرض له فى حياتها من أمور مؤلمة  ،  فتسبح ضد التيار لتحاول قدر المستطاع أن تصل لبر الأمان.

 

فأنواع النساء متعددة لا يتسع المجال لإلقاء الضوء عليهن جميعاً ، وبطبيعة الحال نقابل  نماذج واضحة فى حياتنا اليومية تمثل كل نوعية من أنواع النساء ، ولكن هناك امرأة أعتقد من وجهة نظرى أنها تمثل نموذج واضح للمرأة الفولاذية ، علماً بأنى اختلفت معها بشكل كبير من قبل ، لها أسلوب معين فى التعامل مع الآخرين ، وإن كانت الحياة وتقلباتها وما تعرضت له من مواقف صعبة جعلها تفقد الثقة فى معظم من يتعامل معها ، ولها كل الحق فى ذلك مع أخلاق البشر التى تبدلت بصورة مخيفة ، وفى ظل انتشار أصحاب الأقنعة المتعددة بشكل واضح .

 

فالمرأة التى رزقها الله تعالى بابن وحيد ، يتحول ابنها إلى الأمل الذى تعيش من أجله ، متعة الحياة بالنسبة لها أن تجده يكبر أمام عينيها ، فهو الوحيد الذى يرسم الابتسامة على وجهها ويجعل لحياتها قيمة ،   تبذل الغالى والرخيص من أجل إسعاده وتلبية كل طلباته ،  تراقب ملامحه وهى تتحول أمامها عاماً وراء الآخر ، ليشتد عوده ويصل به قطار العمر لمحطة  الشباب ، تفوق فى دراسته وأصبح على بعد خطوات أن يحقق الحلم الذى طالما كانت تنتظره ،  ومع اقتراب اللحظة التى طال انتظارها لتحصد فيها  نتيجة زرعتها ، كان لله تعالى رأى آخر فاختار روحه الطاهرة لتصعد لبارئها لتنجو من شهوات الدنيا وملذاتها ، ليحافظ على طهارة روحه ونقائها قبل أن يلوثها دنس الدنيا وما عليها من موبقات.

 

تخيلوا معى ، هل هناك أى كلمات فى معاجم اللغة مجتمعة  استطيع أن استعين بها لوصف حالها عقب هذه الفاجعة المؤلمة  ، أعتقد أن الأمر مستحيل ،  أنه " الموت " يا سادة بالنسبة لها ، ومع ذلك تجلدت وتحلت بالصبر وانخرطت فى حياتها العملية جسد بلا روح ، فروحها بلا مزايدة منى  صعدت لبارئها مع فقد ابنها الوحيد ، ونجاحها فى تجاوز الفاجعة والوصول فى عملها لدرجة مدير عام يعتبر أمر صعب للغاية ،  يجعلنا بالفعل نطلق عليها لقب " المرأة الفولاذية " التى تستحق لقب الأم المثالية مدى الحياة.

 

نموذج آخر للنساء ، والتى تمثل بصورة كبيرة نموذج " المرأة الطموحة "  امرأة نشأت داخل أسرة معظم أفرادها يعملون فى جهاز الشرطة ، ووالدها كان علم من أعلام رجال هذا الجهاز بمحافظة السويس  ، أعرفه منذ سنوات بحكم عملى بالصحافة ، وشاهدته بعينى وقت ثورة يناير وهو يواجه مع رجاله طوفان مجموعة من المخربين ، أثناء مسئوليته عن تأمين مبنى ديوان عام المحافظة ، حتى عندما تزوجت لم تخرج من هذه الدائرة أيضاً بالزواج من رجل شرطة معروف.

 

 ورغم ما تحقق لها من عائلة عريقة تتشرف بها ، وما توفر لها من سبل الراحة ،  إلا أنها لم تتأثر بذلك ، ومنعت نفسها من الغرق بين أمواج  مباهج ومتع الحياة ، وأبت أن  تسقط  فى فخ إهدار وقتها على صفحات السوشيال ميديا ،  و أخذت تبحث عن ذاتها ، وفضلت أن تختار لنفسها طريق الطموح ، ليقودها إلى تكوين شخصيتها الجديدة ، فاختارت طريق العلم ، فرفعت راية التحدى حتى حصلت على الدبلومة ، ومن بعدها الماجستير ،  وفى طريقها للحصول على الدكتوراه ، وأصبحت رغم صغر سنها من المحاضرين الذين يتنبأ لها بمستقبل واعد فى مجال التنمية البشرية ، فهى بعيداً عن لغة المجاملات نموذج مشرف للمرأة الطموحة التى لابد أن يحتذى بها  ،  فقد حددت لنفسها أهداف معينة حققت البعض منها ، ولا زالت تبحث عن تحقيق ما تبقى من حلمها ، وبطبيعة الحال المستوى الثقافى والعلمى الذى وصلت إليه سينعكس بدون أدنى شك على تربيتها لأبنائها ، فيستفيد منهم المجتمع مستقبلاً .    

    

   

 

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف