بقلم – محمد مقلد
المسلسل الذى تدور أحداثه حالياً بمدينة رفح الفلسطينية بالقرب من الحدود المصرية ، يحمل الكثير من الخبايا والنوايا السيئة من الجانب الإسرائيلى ويكشف اللعبة القذزة التى يقودها الإعلام العبرى ، فما يحدث فى رفح مخطط واضح من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية لتأجيج مشاعر الشعب المصرى ضد قيادته السياسية ومحاولة رخيصة لزعزعة ثقة المصريين فى جيشهم ومدى قوته.
فإسرائيل تعلم علم اليقين أنها لا تقوى هذه الأيام على الدخول فى حرب
مباشرة مع مصر وإلا ستكون نهايتها ، وهذا ما أكده الخبراء العسكريين من إسرائيل
نفسها ، لذلك بدأت تلعب لعبة مكشوفة من أجل زرع حالة انشقاق ما بين القيادة
السياسية والشعب المصرى ، فعقب استشهاد المجند المصرى برصاص الاحتلال الإسرائيلى على
الحدود فى رفح ، خرج الإعلام العبرى ليعلن وعلى الملأ أن الحكومة الإسرائيلية
تواصلت مع السلطة المصرية واتفقت معها على تمرير الحادث بشكل طبيعى ، مع منع
الصحافة بالبلدين من نشر أى تفاصيل عن الحادث ، رغم أن صحيفة " يديعوت احرونوت " الإسرائيلية نشرت الحادث بشكل مفصل ، ونقلت عنها
للأسف الشديد وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
والهدف واضح من هذا التصرف الغريب ، أن تصل المعلومة للشعب المصرى ، ويبدأ
فى الشعور بالغصة والثورة الغاضبة ضد قيادته السياسية ، وإظهار الجيش المصرى فى
صورة العاجز عن الرد على تجاوزات الجيش الإسرائيلى ، وبالتالى يبدأ الشعب المصرى
فى فقد الثقة بقيادته السياسية وهذا هو بيت القصيد ، وهو أسلوب بدأت إسرائيل تلجأ
إليه بصورة واضحة عندما قررت اقتحام رفح ، فمنذ فترة وجيزة اقتحم مجموعة من الجيش
الإسرائيلى محور فلادليفيا التابع للسيادة المصرية ورفعت إحدى المركبات العسكرية
العلم الإسرائيلى ، وقاموا بتصوير تلك الحادثة وبثها عبر وسائل الإعلام بهدف إثارة
الشعب المصرى أيضاً.
فإذا كانت إسرائيل تبحث عن الدخول فى حرب مباشرة مع مصر، لكانت استغلت
حادثة محمد المجند المصرى الذى قتل 3 جنود إسرائيليين على الحدود من قبل أو حتى
استغلوا واقعة المجند المصرى أيمن حسن الذى أطلق الرصاص على أتوبيس إسرائيلى وقتل
عدد منهم ، ولكن إسرائيل تعرف مدى قوة
الجيش المصرى وأنها لا تقوى على الدخول فى حرب مباشرة معه ، وللأسف الشديد يعيش
بيننا من يساهموا فى نجاح المخطط الصهيونى ، ممن يجهلون ما يخطط له الجانب
الإسرائيلى ، ويخرجون بلا وعى وبجهل واضح منهم عبر السوشيال ميديا لإعلان الغضب من وقوف الجيش
المصرى مكتوف الأيدى تجاه ما يحدث من الجيش الإسرائيلى على الحدود.
فمن الواضح أن هناك من يعيش بيننا وتسيطر عليهم العاطفة ، والتى تعتبر
العدو الأول لأى دولة تمر بما تمر به مصر فى هذه التوقيت ، فالحرب يا سادة ليست
بالقرار العاطفى الذى يتم اتخاذه لمجرد حادثة استشهاد مجند أو مجندين ، وإلا
كانت إسرائيل نفسها عقب الحادثين المذكورين سالفاً ، دخلت فى حرب سريعة ومباشرة مع
مصر ، أفيقوا يرحمكم الله واتركوا ما يحدث فى رفح للقيادة السياسية ، فهم أعلم منا
جميعاً بما يحدث هناك ، ويعرفون جيداً مصلحة البلد ، لا نريد أن نتحول لقطيع
يقودنا إعلام العدو ومن يساندهم من الخونة ، حافظوا على بلادكم وساندوا جيشكم
واصطفوا خلف القيادة السياسية ، حتى يشعر العدو الإسرائيلى أننا كيان واحد متماسك لا
تؤثر فيه مثل هذه الألاعيب القذرة.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد.