كتب – محمد مقلد
عقب
التحركات الاستفزازية من جانب الجيش الإسرائيلى للحكومة المصرية ، عقب واقعة رفع
العلم الإسرائيلى بمحور فلادليفيا الواقع على الحدود المصرية الفلسطينية ، قررت
إسرائيل سحب جيشها بشكل كامل من المحور ، فيما تصاعدت الأزمة بين الرئيس الأمريكى
بايدن والحكومة الإسرائيلية عقب تعليق شحنة الأسلحة التى كانت متجهه من أمريكا
لإسرائيل ، فى مسلسل هزلى واضح.
شهدت
الأيام القليلة الماضية تحركات من الجيش الإسرائيلى ، لتنفيذ وعودهم باقتحام مدينة
رفح ، رغم تحذيرات معظم دول العالم من خطورة هذا التحرك ، لذلك اكتفى الجيش
الإسرائيلى بالتوغل البرى داخل المدينة وكأنه في استعراض قوى لا أكثر من ذلك ،
ويؤكد هذا الأمر قيام آلية عسكرية إسرائيلية بالتواغل لمحور فلادليفيا ورفع العلم
الإسرائيلى ، وهو تصرف يعكس أن إسرائيل تحاول أن تثبت للعالم أن في استطاعتها
اقتحام رفح والسيطرة عليها بشكل كامل.
ولكن
التصرف الإسرائيلى داخل المحور ، قوبل بغضب شديد من الجانب المصرى ، حيث لوحت
القيادة السياسية المصرية بأن مثل هذه التحركات تقضى على معاهدة " كامب ديفيد
" وأن جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر للتصدى لهذا الأمر ، وأعقب ذلك شكوى من
مصر للولايات المتحدة وأخرى لإسرائيل نفسها ، وذلك بالتزامن مع الأخبار المسربة
والتى تؤكد أن مجلس الحرب العسكرى المصرى أصبح في حالة انعقاد دائم ، الأمر الذى
أقلق الحكومة الإسرائيلية واضطرها لسحب جيشها بالكامل من محور فلادليفيا خوفاً من أى رد
فعل من الجانب المصرى.
بايدن
وقصة الأسلحة
الرئيس
الأمريكى بايدن ، أعلن عبر وسائل الإعلام العالمية عن تعليق شحنة أسلحة كانت متجهه
لإسرائيل ، بسبب إصرار نتنياهو وحكومته على اقتحام مدينة رفح ، مما يهدد بوقوع كارثة
انسانية ضد المدنيين المكتظين داخل المدينة على الحدود مع مصر ، ولكن بنيامين
نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى خرج عبر وسائل الإعلام العبرية ليعلن رفضه
لتصريحات بايدن ، مؤكداً أن تعليق شحنة الأسلحة من عدمه لن يثنى إسرائيل عن اقتحام
رفح ، وملاحقة عناصر كتائب القسام ، في تحدى واضح لتصريحات بايدن.
حيث
أكد نتنياهو ، أن إسرائيل ستقاتل بأظافرها إذا اضطُرت إلى ذلك ، فنحن نواجه مرة
أخرى أعداءً عازمين على تدميرنا ، وأقول لقادة العالم ، أي قدر من الضغط ، وأي قرار
من أي منتدى دولي ، لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها ، وأن عددًا لا يحصى من
الأشخاص المحترمين حول العالم يدعمون قضيتنا العادلة ، حسب وصفه ، سنهزم أعداءنا الذين ارتكبوا الإبـادة الجماعية
، فلن يحدث ذلك مرة أخرى.
وكان
الرئيس الأميركي، جو بايدن ، قال في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية، ، إن
القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل وتوقفت الآن عن إرسالها إليها ، استخدمها الجيش الإسرائيلى في قتل مدنيين فلسطينيين ، مؤكداً أنه تم قتل المدنيين في غزة بسبب نوعية
تلك القنابل والتى تزن الواحدة " 907 كيلوجرامات " بعد استهداف المناطق
المكتظة بالسكان في غزة باستخدام تلك القنابل.
وشدد
الرئيس الأميركي أنه إذا دخل الجيش
الإسرائيلى مدينة رفح ، فلن أزودهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق ضد مدن ، ولن
نسلمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استخدمت حتى الآن في الحرب الدائرة بين
إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
لماذا تغير موقف
بايدن؟
الرئيس الأمريكى
بايدن ، أصبح مضطر إلى استخدام تلك السياسة ضد إسرائيل حتى ولو كانت تصريحاته
بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلى ، وذلك بعد أن أصبح بايدن في موقف صعب للغاية وفرصة
تتضاءل في انتخابات الرئاسة الأمريكية والمقرر لها نوفمبر المقبل ، عقب
مساندته الواضحة لإسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى في غزة ، وانقلاب معظم الشعب الأمريكى وعدد من أعضاء الكونجرس والمسلمين في الولايات المتحدة ضده ،
وانتقاد سياسته التى أدت إلى إبادة عشرات الآلاف من المدنيين بقطاع غزة.
ومن هنا يحاول بايدن
البحث عن مخرج يحسن صورته أمام شعبه أولاً والعالم بوجه عام ، لذلك وجد ضالته في قضية
صفقة السلاح ، والخروج بتصريحات تؤكد أنه تم تعليقها ورفضه إرسالها لإسرائيل إذا
أصرت على اقتحام مدينة رفح ، فيما كشف بعض خبراء السياسة أن التصريحات المتبادلة
ما بين بايدن ونتنياهو ، ما هى إلا مسلسل مكشوف له هدف محدد الأيام القليلة
القادمة ستكشف عن نواياه الحقيقية ، لذلك بدأت إسرائيل تقدم قدم وتأخر الثانية في عملية
اقتحام رفح بشكل فعلى.