بقلم – محمد مقلد
الحياة بالنسبة له عبارة عن كلمات يخطها قلمه ، ليبحث عن مستقبل بين
العبارات التى يملأها حبره على ورقة بيضاء ، فالكتابة بمثابة الأكسجين الذى يستمد
منها قوته ليستكمل مسيرته بين بنى البشر ، يحترم الجميع ويقدره كل من حوله ،
شخصيته قوية لا يخش إلا الله تعالى ، صورته وسمعته دائماً يتغنى بها معظم من حوله
، فهو بدون مجاملة يميل لنصرة الضعفاء ، ويساعد قدر استطاعته كل من يطلب مساعدته ،
يعيش حياة عنوانها الهدوء ، وملامحها البحث عن المستقبل الأفضل له ولمن حوله.
وظل صاحبنا محتفظ بثوب أخلاقه وسمعته ناصع البياض ، يجعله دائماً مرفوع
الرأس يتباهى بنفسه وقيمته بعيداً عن لغة الكبرياء والغرور ، ولكن المجتمع الذى لا
يرحم لم يعجبه أن يظل بطل قصتنا هكذا صفحته بيضاء ، وأصر على أن يشوه ملامحها بحبر
قلم أسود بحروف وكلمات لا يفك طلاسمها ويترجم لغتها إلا شيطان يجيد الرقص على سمعة
الآخرين.
وتحول صاحبنا من شخص يعتز بنفسه ومكانته الاجتماعية إلى شخص مختلف تماماً ،
وبين عشية وضحاها صعد على خشبة المسرح ليلعب دور " القرد أبو صديرى "
يضحك عليه المشاهدين ويتناوبوا الأحاديث المشينة عنه ، والنيل من سمعته وتشويه صورته
، مما جعله يصل لقمة الحزن والألم ، ولما لا بعد أن سلم لهم مفتاح المسرح شخص حمل
له بطل قصتنا معزة تفوق الوصف ، ووضعه فى مكانة عالية ، لا يقبل أن توجه له أى
اساءة تحت أى ظرف ، يدافع عنه فى كل المحافل ولا يقبل ما يقال عنه ، واعتبر نفسه
السيف الذى يبتر أى شئ يقترب منه ليعكر صفو حياته ، وكان همه الأول أن يحسن من صورته
التى يراها الكثيرين فيه ، ووصل بحلمه معه أن ينتشله من بيئة مشوشة اختارها لنفسه
وبمحض إرادته لبيئة نقية لا يعكر صفوها أى شائبة.
لقد تعرض صاحبنا بالفعل خلال الفترة الأخيرة لضغوط رهيبة لا يتحملها بشر ،
وكم من الشائعات التى لا يقبلها رغم أنها من الممكن أن تمر على أى شخص غيره دون أن
يعيرها أى اهتمام ، ونقل النمامين والمنافقين أحاديث على لسانه ، هو بالفعل برئ
منها ولا تسمح له أخلاقه أن يخوض فيها تحت أى ظرف ، ومهما كانت مرارة وقسوة تلك التجربة
القاسية ، فصاحبنا يرى أنه خرج منها بأكبر فائدة على الإطلاق ، فقد انكشفت أمامه
كل الوجوه وعرف من معه ومن عليه ، وأيقن من هم الذين استغلوا الأزمة لتحقيق أهدافهم
الشخصية ، ومن سعى بصورة أو بأخرى لتشويه
صورته والتقليل منه ومن مكانته التى كانت وستظل فى عنان السماء رغم محاولات هؤلاء
الأقزام.
واكتشف صاحبنا أنه يعيش بالفعل وسط مستنقع لا يعرف ادنى معانى الانسانية
والأخلاق ، مستنقع قائم على النفاق والكذب والنميمة والفتنة ، لا ينمو بين جدرانه
إلا أصحاب الأقنعة المتعددة ، مجموعة من الشياطين داخل نفوس للأسف بشرية ، ومثل
هذا المستنقع من المستحيل أن يعيش فيه انسان يرى الدنيا بعيون لا يراها مثل هؤلاء
المنافقين.
ومن أجل هذا كان قراره أن يبتعد وينجوا بنفسه من هذه البيئة الملوثة ،
ولكنه آثر أن تكون طريقة الابتعاد والسبيل إليها سر لا يعلمه إلا الله تعالى ،
ولكن حتى يعلم الجميع فشخصيته لا تنسى الإساءة أبداً ، وقرر بين وبين نفسه أن يكون
انتقامه شديد لا يتحمله كل من سولت له نفسه أن يلعب دور الشرير فى هذا الفيلم
الهابط ، فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، ولكل شئ وقته وأوانه.
اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد