كتب – محمد مقلد
يبدو
أن الحكومة الإسرائيلية مع استمرار الحرب على قطاع غزة وعجزها عن القضاء على رجال
المقاومة داخل القطاع ، ستكون أمام تحدى كبير مع لجوء عدد ليس بالقليل من الجنود
الإسرائيليين لأساليب متنوعة للهرب من التجنيد ، وترك الجيش الإسرائيلى ، بل
ومغادرة تل أبيب نفسها لدول أخرى ، حيث تمكن أكثر من 1500 مجند من ترك الجيش
الإسرائيلى ومن بينهم 900 مجند بسبب إعترافهم بإصابتهم بمرض الجنون والخلل العقلى
، فضلاً عن تقديم الشباب نفس التقارير لعدم التحاقهم بالخدمة العسكرية.
المجندون الإسرائيليون يلجأون للجنون للهرب من الخدمة العسكرية |
هذا
وقد أزاحت صحيفة " يديعوت احرونوت " العبرية الستار عن هرب عدد كبير من
الجنود الإسرائيليين من أداء خدمة العسكرية عن طريق الادعاء بإصابتهم بأمراض نفسية
وعقلية ، كما كشفت وسائل الإعلام العبرية عن ترك عدد كبير من الجنود والضباط
المرتزقة ، وعلى رأسهم من يعملون في سلاح الطيران الجيش الإسرائيلى ، وعودتهم لبلادهم ، وذلك عقب ادانة محكمة العدل الدولية إسرائيل في حربها
على قطاع غزة ، وحالة الانقلاب التى شهدتها معظم دول العالم على إسرائيل وإعلان
التضامن مع دولة فلسطين.
حيث
تناولت الصحيفة العبرية قضية الهروب من الجيش الإسرائيلى بتبنى واضح لوجهة نظر
الحكومة نفسها ، فقد ادعت الصحيفة في تقرير مطول ، أن عدداً من
الجنود في الجيش الإسرائيلى يلجأون لحيل كاذبة من أجل الهروب من الخدمة العسكرية
في الجيش ، بدعوى أنهم مصابون بأمراض نفسية واضطراب عقلى ، وذلك بمساعدة واضحة عن طريق مجموعة من الأطباء
المتخصصين في الأمراض النفسية ، ومحامون تبين تواطؤهم مع هؤلاء الجنود مقابل
حصولهم على مقابل مادى ، حسب ادعاء الصحيفة.
وادعت
الصحيفة وجود عدد كبير من الشباب الأصحاء الذين يبلغون من العمر 18
عاما ، لجأوا لحيلة التقارير الطبية الكاذبة التي يعدها أطباء
نفسيون حول الحالة النفسية والعقلية للآلاف من المكلفين بالخدمة العسكرية أو
الاحتياط ، بالإضافة إلى المحامين الفاسدين الذين ساعدوا
هؤلاء الشباب للهروب من أداء الخدمة العسكرية ، مقابل حصولهم على مبالغ مالية نظير
ذلك.
ونقلت
الصحيفة تصريحات صادرة عن مسؤول كبير في هيئة مكافحة الفساد الاسرائيلية أكد من
خلالها ، أن ما يقرب من 10% من الشباب المستفيد من الإعفاء من الخدمة العسكرية كان لأسباب طبية وعقلية ، وتساءل في تصريحه للصحيفة
، هل 10% من السكان وصل بهم الحال للخلل النفسى والعقلى هكذا ، لافتاً أن اكتشاف كذبهم وتدليسهم أمر غاية في الصعوبة
، لتقديمهم تقارير طبية تؤكد إصابتهم بأمراض نفسية صادرة من أطباء نفسيين ،فإذا
أردنا التحقيق في هذا الأمر فسوف ننهار.
كما
نقلت صحيفة " يديعوت احرونوت " تصريحات صادرة عن قائد أحد التشكيلات
العسكرية في جيش الاحتلال ، أنه لو توصل لعدد من الأطباء أو المحامين المدلسين ممن
منحوا هؤلاء الشباب شهادات تدعى إصابتهم بأمراض نفسية وعقلية ، سوف يقوم بقتلهم بشراسة حتى يتنازلوا عن التراخيص الصادرة لهم من لجان الأخلاقيات المهنية ، فيما أكد قادة جيش الاحتلال الإسرائيلى على
ضرورة إدخال تعديلات في التجنيد المكثف لليهود المتزمتين المعروفين بالحريديم ، من
حيث تعديل الاختبارات المخصصة لالتحاقهم بصفوف الجيش، وإنشاء قواعد تدريب جديدة،
وتكييف القواعد لخدمة الحريديم.
الجدير
بالذكر ، أنه بعد مرور شهرين من حرب إسرائيل على قطاع غزة ، بدأت وسائل الإعلام
العبرية ، تزيح الستار عن عمليات هروب جماعية لمجندين داخل الجيش الإسرائيلى ، وأن
عدد كبير منهم لجأ لإصدار شهادات طبية من أطباء نفسيين تشير إلى إصابتهم بأمراض
نفسية وعقلية ، وأن القطاع الأكبر من هؤلاء عقب خروجهم من التجنيد ، تركوا إسرائيل
واتجهوا لدول أخرى ، للهروب من جحيم الحرب بقطاع غزة.