كتب- ناصر عبد الحميد
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" العالمية
تصريحات قالت أنها صادرة عن مسؤولين
مصريين ، تفيد بأن قيادة الجيش المصري أصدرت تعليمات للجنود على الحدود
مع قطاع غزة بالرد الفورى إذا تم إطلاق
النار عليهم من جانب قوات الجيش الإسرائيلى.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها ، أنه مع قيام إسرائيل بنشر قواتها على طول الحدود
الجنوبية لقطاع غزة خلال الأيام الأخيرة ، أصدر الجيش المصري تعليمات للجنود على
الحدود بالرد الفورى بإطلاق النار إذا تم إطلاق النار عليهم من الجانب الإسرائيلى
، مع التحلى بأقصى درجات ضبط النفس وعدم إطلاق النار إلا إذا تعرضوا للقصف من
الجنود الإسرائيليين ، وذلك فى الوقت الذى
حذرت فيه مصر إسرائيل من أنها لن تتردد في الرد عسكريا إذا تعرض أمنها للتهديد.
وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر مصرية ، بأنه إذا فشلت "استراتيجية الاحتواء"
ستجمد الحكومة المصرية العلاقات مع إسرائيل بالكامل ، وربما تلجأ لتنفيذ تهديدها
بسحب السفير المصرى فى إسرائيل ، ويأتى ذلك عقب زيادة حدة التوتر بين الجانبين عقب استشهاد جندي مصرى على الشريط الحدودي مع
رفح ، ونقلت وسائل إعلام مصرية أخبار تؤكد
تحذير الجانب المصرى من المساس بأمن وسلامة عناصر التأمين المصرية المنتشرة على
الحدود ، بعد حادثة إطلاق النار بين الجنود المصريين والإسرائيليين برفح.
وزاد من حدة التوترات خلال الساعات الأخيرة ، ما نقلته
وسائل إعلام عبرية من اكتشاف 20 فتحة نفق ومنصات لإطلاق الصواريخ بمحور فلادليفيا
، فمن جانبها اعتبرت السلطات المصرية تلك
التصرفات الاسرائيلية خرقا لبنود اتفاقية كامب ديفيد وتهديدا للعلاقات بين البلدين
، فيما اعتبرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات التقارير الاسرائيلية حول العثور
على أنفاق مجرد ادعاءات وأكاذيب لتبرير مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض
سياسية.
بينما نقلت القناة العبرية " i24NEWS"
أخبار أكدت من خلالها أن مصر أرسلت عدة رسائل
الى إسرائيل مفادها أن دفعها للتورط في الحرب ليس مقبولا ، وستكون أضراره على
إسرائيل أكبر بكثير ، وهو الأمر الذى أكده عدد من الخبراء العسكريين فى إسرائيل ،
والذين أجمعوا على أن إسرائيل ستخسر الكثير وستكون كارثة كبرى فى حال الدخول فى
حرب مع مصر فى تلك الآونة
كما أكدت القناة العبرية ، أن الرسائل المصرية نقلت للجانب الإسرائيلى عن
طريق وسطاء أمريكيين ، وتضمنت تأكيدا على أن " الدعم الأوروبي والأمريكي
" لإسرائيل ، لن يضمن لها خوض حرب على كل الجبهات مرة واحدة ، وسط الاستعداد
القتالي المصري واستعدادها للرد على أى تجاوزات إسرائيلية من شأنها انتهاك السيادة
المصرية فى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ، لاسيما بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي
سيطرته على محور فيلادلفيا بالكامل المحاذي للحدود مع مصر.
وجاءت التحذيرات المصرية أيضاً ، عقب خروج وزير الخارجية
الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، ليتهم مصر
بإغلاق معبر رفح ، وادعى أن القاهرة " تملك المفتاح " وأن ذلك هو سبب
حدوث أزمة إنسانية في غزة ، وأضاف أن "العالم يضع مسؤولية الوضع الإنساني (في
غزة) على عاتق إسرائيل ، لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في
أيدي أصدقائنا المصريين ، وهو الأمر الذى ردت عليه السلطات المصرية بالنفى وأبلغت
الإدارة الأمريكية بكل ما يتعلق حول معبر رفح والتعنت الإسرائيلى فى ادخال
المساعدات للمدنيين بقطاع غزة
كما احتجت السلطات المصرية بشكل قوى على اقتحام الجيش
الإسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية ، وألمحت بأن تلك العملية من شأنها أن تعرض معاهدة السلام للخطر ، ومن الأمور الأخرى
التى تؤكد تدهور العلاقات بين البلدين ، إعلان وزارة الخارجية المصرية أنها ستنضم
إلى قضية جنوب إفريقيا، التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.