google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

دموع أسامة الموشى

دموع أسامة الموشى



بقلم – محمد مقلد



أسامة الموشى من الشخصيات المهذبة ، أخلاقه الحسنة تعطر سيرته عند ذكرها فى أى مكان ، فهو شخصية هادئة متزنة ، قليل الكلام ، عرفته منذ سنوات عديدة عندما كان عضواً بمجلس محلى المحافظة ، علاقتى به كانت محدودة بشكل كبير ، لا أحدثه إلا فى أضيق الحدود ، لذلك اندهشت بعدما عرفت أنه أصبح رئيساً لمجلس إدارة نادى منتخب السويس ، فشخصيته من الصعب أن تتأقلم على هذا الجو الذى تسيطر عليه المؤامرات والضرب من تحت الحزام ، فتوقعت أنه سيفشل لا محالة فى مهمته ليس لأنه جدير بهذا المنصب ، ولكن لأن الجو الذى سيعمل فيه أعرفه جيداً لا يتماشى على الإطلاق مع طبيعة شخصيته.

 

وعندما شاهدته خلف السور الحديدى عقب مباراة  نادى العبور وفوز منتخب السويس والصعود " للممتاز ب " ، بدا لى  وكأنه كان خلف قضبان سجن التحدى والإرادة ، فاندفعت دموعه بعد صدور الحكم ببراءته وخروجه من سجن الضغوط وقلة الموارد والانتقادات الحادة والحروب  التى تعرض لها ، دموع حقيقية غير مصطنعة تعبر عن مدى الحالة التى مر بها هذا الرجل طوال الفترة الماضية.

 

دموع الموشى ما هى إلا انعكاس واضح على ما تعانيه الأندية الشعبية فى مصر ، ووصولها لحافة الهاوية واقترابها من سطور النهاية لتاريخ طويل ظل يمتع الجماهير فى كل المحافظات المصرية ، دموع تكشف مدى القيود التى فرضتها المادة على اللعبة الشعبية الأولى فى مصر ، المادة التى دفعت الموشى لبيع سيارته الخاصة ليوفر الموارد المالية ليكمل مسيرته مع الفريق لتحقيق حلم الصعود لجماهير بلد الغريب ، دموع توضح قيمة بعض جماهير السويس عندما جمعوا المال من جيوبهم الخاصة لدفع مكافآت فورية للاعبى الفريق عقب مباراة الصعود.

 

دموع الموشى اعتبرها من وجهة نظرى رسالة شديدة اللهجة لكل مسئول عن الرياضة فى مصر ، بل أعتبرها رسالة لكبار المسئولين وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ، رسالة خطها الرجل بعينيه بحبر دموع حارقة لعلها تكون مؤثرة لينتفض هؤلاء المسئولون ويقدرون قيمة الأندية الشعبية ومدى تأثيرها فى أبناء المحافظات المختلفة ،  وأهميتها فى صنع كرة القدم فى مصر ، رسالة طرحت السؤال الأهم " ماذا تنتظرون ؟ " ، هل تنتظرون حتى يتحول الدورى المصرى لدورى شركات ، وتفقد اللعبة قيمتها وشعبيتها خلال السنوات القليلة القادمة.

 

بالفعل ماذا تنتظرون ، هل تنتظرون حتى تفيقوا على أن الدورى المصرى مبارياته لا تلعب إلا بمحافظة القاهرة فقط ومعها محافظة أو اثنتين على أقصى تقدير ، ووقتها أقسم لكم  ستتحول ملاعب الأندية الشعبية فى المحافظات المختلفة إلى أوكار للعربدة  وتناول المخدرات والأعمال المنافية للآداب ، لأنها ببساطة لن تكون سوى خرابات وإطلال تبكى أمامها العيون على سنوات مضت ، هل تفضلون أن تتحول الملاعب فى المباريات إلى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ، فالجمهور يا سادة هو الماء والزرع والحياة نفسها لكرة القدم ومن غيره ستجد نفسك وكأنك أمام مسرحية يعرضها الأبطال فى مسرح خالى من المتفرجين فتفقد حيوتها وقيمتها.

 

دموع الموشى يا سادة لم تعبر عن فرحته فقط بصعود منتخب السويس ، بل هى جرس انذار واضح وصريح أمام الجميع ، جرس انذار للوضع الذى ينتظر جميع الأندية الشعبية فى المستقبل القريب فى ظل تحول كرة القدم لصناعة استثمارية مع قلة الموارد لتلك الأندية بتاريخها العريق ، فها هو الإسماعيلى بتاريخه الطويل على أبواب النهاية ، وسيأتى من بعده الاتحاد والمصرى وغيرهم من الأندية الشعبية ، طالما هناك غول اسمه أندية الاستثمار والشركات ، التى تمتلك الإمكانيات اللازمة التى تساعدها على التواجد وسط الكبار فى عالم كرة القدم.

 

أفيقوا يرحمكم الله ، وابحثوا عن الحلول الجذرية لتوفير موارد مالية ثابتة ومستمرة للأندية الشعبية للحفاظ على تلك الكيانات التى تمثل الحياة لجماهير المحافظات المختلفة ، أفيقوا قبل فوات الآوان. 


" اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد "     

   

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف