كتب – محمد مقلد
انتابت مخاوف كبيرة الحكومة الفرنسية ، فى ظل انتشار
عمليات الإرهاب خلال الفترة الأخيرة فى عدد من الدول ، وأن كافة المعلومات
الاستخباراتية الفرنسية تؤكد أن فرنسا ومعها بلجيكا والدنمارك على رأس الدول
الأوربية التى يخطط الإرهاب لاستهدافها خلال الفترة المقبلة ، واستضافة فرنسا
لدولة الألعاب الأوليمبية فى الفترة من 26 يوليو المقبل وحتى 11 أغسطس ، زاد من
حدة تلك المخاوف لاسيما وأن مقولة بن لادن الشهيرة ، والتى أكد فيها ضرورة استغلال
الأحداث الرياضية الكبرى ودور السينما والمسارح ، لشن العمليات الإرهابية ما زالت
عالقة فى أذهان الحكومة الفرنسية.
المخاوف لدى الحكومة الفرنسية وصلت لذروتها ، وذلك عقب
نجاح قوات الأمن الفرنسية فى 5 مارس الماضى ، فى إلقاء القبض على مواطن مصري
الجنسية ، تؤكد المصادر الأمنية ، أنه على صلة بتنظيم «داعش» للاشتباه بأنه كان يخطط
مع زملاء له لاعتداء يستهدف " كاتدرائية
نوتردام " الواقعة في قلب باريس ، والتي لم ينته العمل من ترميمها بعد الحريق
الكبير الذي تعرضت له خلال عام 2019، والمقرر إعادة افتتاحها فى ديسمبر المقبل.
كما أن هناك مخاوف واضحة لدى الحكومة الفرنسية ، من أن
يكون هذا العنصر المقبوض عليه ضمن خلية إرهابية ، تسللت إلى فرنسا خلال الأيام
القليلة الماضية مع آخرين ، لاستغلال دورة الألعاب الأوليمبية لشن هجمات إرهابية
متنوعة ، خاصةً وأنه من المتوقع أن تشهد فرنسا حشود كبيرة من الجماهير من جميع دول
العالم خلال تلك البطولة ، وإمكانية تسلل عناصر إرهابية وسط تلك الحشود.
وتتزايد المخاوف الفرنسية ، عقب الهجوم الإرهابي الذي
وقع فى 23 مارس الماضى ، و استهدف قاعة الحفلات «كروكوس سيتي هول» في العاصمة
الروسية موسكو ، وأسفر عنه سقوط 137 قتيل بالإضافة
لعشرات الجرحى ، لذلك عمدت السلطات الفرنسية إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية ،
أهمها رفع مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة العليا ، ونشر الآلاف من رجال الأمن
والجيش والمخابرات في الأماكن الحيوية ، وتشديد
الحراسة الأمنية ، على المدارس والأماكن الدينية ، مع تكثيف العمليات الخاصة بالدوريات
، ووضع مواقع التواصل الاجتماعي تحت رقابة
مشددة.
السلطات الفرنسية مع تزايد تلك المخاوف وهواجس مقولة بن
لادن الشهيرة ، بشن العمليات الإرهابية فى المناسبات الرياضية الكبرى ، بدأت تضع
حزام أمنى محكم على كافة المطارات والموانئ ، والعمل على مراجعة البيانات
والمعلومات الخاصة بالأشخاص المشتبه فيهم والذين سيصلون لفرنسا خلال الفترة
المقبلة ، ولاسيما ممن سيتوجهون للبلاد ضمن بعثات وجماهير دورة الألعاب الأوليمبية
والتى ستشهد اقبال أعداد غفيرة ومن جنسيات مختلفة للعاصمة الفرنسية باريس.
ولم تتوقف الخطة الأمنية لدى الحكومة الفرنسية عند هذا الحد ، بل لجأت لعدد
من الدول الأوربية القريبة منها ، من أجل إرسال قوات أمنية إضافية لباريس خلال شهر
مايو المقبل ، من أجل المساعدة فى الخطة الأمنية لفرنسا ، من أجل تأمين دورة
الألعاب الأوليمبية والتى تستضيفها العاصمة باريس وعدد من المدن الفرنسية الكبرى.