حقيقة مسلسل الكارتون لإسرائيل وإيران والأطراف المستفيدة

كتب – محمد مقلد

أعرب بعض المحللين السياسيين فى دولة الصين ، عن سخريتهم مما يحدث بين إسرائيل وإيران على الساحة خلال الأيام القليلة الماضية من تبادل لإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ ، التى لم تحقق الأهداف التى أطلقت من أجلها ، حيث يرى المحللون الصينيون أن الضربة الأخيرة من إسرائيل تجاه إيران وعدم تعليق الجانب الإسرائيلى عليها ، يؤكد أن الطرفين يميلان للتهدئة وأن كل ما يحدث بينهما تمثيلية ، فيما اتهم الفلسطينيون فى غزة ، إيران بأنها السبب الرئيسى فيما تعرضوا له من قصف عنيف وتدمير خلال الساعات الأخيرة.

ويأتى ذلك فى الوقت الذى خرج فيه عدد من الفلسطينيين المقيميين فى غزة ، عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، ليؤكدوا أن ما يحدث بين إسرائيل وإيران ما هو ألا تمثيلية مفضوحة ومسرحية مستفيد منها جميع الأطراف المشاركة فى أحداثها  ، وأن إيران اتفقت مع إسرائيل والغرب على تدمير فلسطين ، مؤكدين أن كل ما يحدث بين إسرائيل وإيران ما هو إلا للتغطية على ما يحدث من مجازر ضد الفلسطينيين فى غزة ، وليس هناك حرب أقليمية أو غيره كما يردد البعض لإرهاب دول المنطقة ،  فكل ذلك فى النهاية تمثيلية واضحة.

 

كما أكد البعض الآخر من الفلسطينيين ، أن المناوشات بين إسرائيل وإيران ستنتهى خلال أيام قليلة ، وستنكشف كل الوجوه قريباً ، مشيرين إلى أنه لأول مرة نرى خلال أى حرب أن كل طرف يخبر الآخر عن موعد الضربة والأسلحة المستخدمة وعددها ، وفى النهاية تسقط كل الطائرات المسيرة والصواريخ فى أماكن خالية لضمان عدم إصابتها لأى أهداف ، واصفين ذلك بمسلسلات الكارتون التى يشاهدها الأطفال الصغار.

 

نتائج المسرحية وأطراف الاستفادة

 

يتضح من خلال القراءات الأخيرة للوضع العسكرى وتصريحات جميع الأطراف ، أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل ما هو إلا مسرحية سينتهى الفصل الأخير منها خلال أيام قليلة ، ولكن التساؤلات تتزايد حول تلك الحرب الوهمية بين القوتين ومن المستفيد من هذا الصراع الكاذب.

 

مما لا يدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة على رأس المستفيدين من تلك المسرحية ، لأنها تحاول أن تبث الخوف فى قلوب حكام العرب ولاسيما دول الخليج من القوة الإيرانية بالمنطقة ، وإظهار إيران  أمام تلك الدول بالبعبع الذى يهدد الجميع بالمنطقة بما فيهم إسرائيل نفسها ،  وتكون النتيجة أن تتمسك جميع الدول وعلى رأسها دول الخليج بالتواجد الأمريكى بالمنطقة لحمايتهم من الخطر الأيرانى ، وهى فى الحقيقة تواجد لحماية أمريكا لمصالحها وفقط ومص دماء دول الخليج ونهب ثرواتها النفطية.

 

كما أن تلك المسرحية ستفتح الطريق أمام عودة عملية التطبيع ما بين إسرائيل والسعودية حتى ولو كانت على مدى بعيد بعض الشئ ، لأن إيران وقتها لن تعترض عقب مشاركتها فى تلك المؤامرة على القضية الفلسطينية ، ويرى بعض المحللين السياسيين أن الفترة المقبلة ربما تشهد تخفيف العقوبات الاقتصادية والسياسية على إيران ، والتى صدرت من مجلس الأمن سابقاً بسبب ملف السلاح النووى ، ومن هنا يتضح مدى استفادة إيران من تلك المسرحية.

 

أما إسرائيل فتعتبر مكاسبها عديدة من وراء هذا العمل المسرحى ، فقد نجحت هى وباقى الممثلين فى هذا العمل فى لفت أنظار العالم بعيداً عن المجازر التى تحدث ضد المدنيين فى قطاع غزة ، وتخفيف حدة الهجوم الذى تتعرض له من المعارضين بعدما اتضح هزيمتها أمام كتائب المقاومة وفشل جيشها الذى طالما تغنت به فى القضاء على تلك الكتائب ، وعدم تحقيق أى مكاسب تذكر على أرض الواقع ، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية والسياسية وفى أرواح جنودها ، التى تعرضت لها منذ بداية الحرب على غزة وحتى الآن.

 

ولا يخف على أحد ، أن تلك المسرحية ربما تكون تمهيد واضح لمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاجتياح رفح خلال الأيام القليلة القادمة ، كما أن الحكومة الإسرائيلية نجحت من وراء تلك المسرحية فى تخفيف الضغوط الرهيبة عليها من جانب أسر المعتقلين الإسرائيليين لدى حركة حماس ، والغريب أن معظم دول العالم تعلم جيداً أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل مسرحية فصولها معروضة أمام الجميع ، ومع ذلك تخرج هذه الدول لتطالب بالتهدئة وتعلن عن مخاوفها من حرب إقليمية لا وجود لها على أرض الواقع.