بقلم – محمد مقلد
مع انتشار المدارس الدولية فى مصر خلال الفترة الأخيرة ، تزايد الخطر بشكل
واضح وصريح على مستقبل الأجيال القادمة ، مما يهدد قيم ومبادئ المجتمع بأمور
تتنافى مع تقاليد ديننا الإسلامى الحنيف ، لاسيما فى ظل ما يتم اكتشافه يوماً تلو
الآخر من مناهج تعليمية شاذة يتم تدريسها داخل تلك المدارس ، فى ظل الغيبوبة التى
أصابت المسئولين عن وزارة التربية والتعليم لمتابعة ومراقبة المناهج التى تدّرس
بها.
وحتى نتعرف أكثر على ما تمثله المدارس الدولية من خطورة بالغة على عقول
أبنائنا ، يكفى أن نذكر اكتشاف تدريس مناهج متعلقة بتشجيع " المثلية الجنسية
" ونشوب العلاقات الجنسية الشاذة بين أصحاب الجنس الواحد ، فضلاً عن تواجد
معلومات خطيرة ومضللة داخل بعض المناهج التى يتم تدريسها بالمدارس الدولية ، منها
على سبيل المثال لا الحصر ، الادعاء بحقيقة واقعة صلب السيد المسيح ، وأن اليهود
هم شعب الله المختار ، بجانب الادعاء بأن
فلسطين وسيناء أرض الميعاد لليهود ، وغيرها من الأكاذيب التى تؤكد أن اليهود فى
العالم هم وراء انتشار مثل هذه المدارس بوطننا العربى.
فرجال الأعمال اليهود والمقربين بالطبع من الماسونية العالمية ، وضعوا مخطط
بعيد الأمد ، يهدف إلى تدمير التعليم فى الوطن العربى ، وتدريس مواد من شأنها أن
تربى أجيال هشة تفكيرها الأول فى هدم مبادئ الإسلام والانفتاح أكثر وأكثر على
العلمانية بمعناها الماسونى ، والترسيخ لقيمة اليهود ومكانتهم ، وما هى إلا أموال
ضخمة يتم ضخها لإغراء الدول العربية فتكون النتيجة انتشار تلك المدارس على أرضها ،
وبرتوكول تلو الآخر من معظم الدول الأوربية مع الدول العربية فيما يخص التعليم ،
حتى تحتل تلك المدارس المشهد التعليمى وتصبح صاحبة الكلمة الأولى فى تشكيل سلوك
وأخلاق الأجيال القادمة.
والغريب أن المسئولين عن التعليم فى معظم الدول العربية لم يفطنوا للوهلة
الأولى أن تلك المدارس خلفها أيادى رجال أعمال يهود ، يضخوا مليارات الدولارات
لنشر الفكر الماسونى العالمى عن طريق زرعه داخل عقول أبنائنا منذ الصغر ، ففى مصر
على سبيل المثال تم خلال عام 2017 اكتشاف تدريس مناهج تروج للفكر اليهودى وتدعوا
للمثلية الجنسية داخل بعض المدارس الدولية ، ومرت تلك الحادثة مرور الكرام ، فلما
الاندهاش عندما نكتشف مؤخراً أن مدارس " ران " الألمانية بالتجمع الخامس
تقوم بتدريس مادة المثلية الجنسية لطلاب الصف السادس الابتدائى.
وللحقيقة فالسبب الرئيسى فى ذلك لا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم
فحسب ، بل يقع على عاتق أولياء الأمور أنفسهم ، الذين تسابقوا فيما بينهم لإلحاق
أبنائهم بتلك المدارس ودفع مبالغ مالية كبيرة ، ليس بهدف تعليم أبنائهم بقدر
تفاخرهم بأن أبنائهم يدرسون فى مدارس دولية ، وتم وضعهم فى ليفل عالى كما يقولون ،
من أجل الفشخرة الكدابة لا أكثر من ذلك ، وفى النهاية يفاجئون بأبنائهم تخرجوا من تلك
المدارس لجامعة الشيطان ، واختيار طريق الجنس والعربدة وتناول المخدرات وغيرها من
أمور الانحطاط الأخلاقى.
نحن يا سادة فى خطر حقيقى ، خطر يهدد مستقبلنا ومستقبل تلك الأجيال ، ولابد
أن يكون هناك وقفة حاسمة من قبل وزارة التربية والتعليم ضد هذه المدارس وإجبارهم
على الالتزام بالأسس والمعايير التى تحكم التعليم فى مصر ، ويكفى أن أقول لكم أن
مسئولى مدارس " ران " الألمانية ، عقب اكتشاف فضيحة تدريس مادة " المثلية
الجنسية " للصف السادس الإبتدائى ، خرجوا ليدافعوا عن أنفسهم ويؤكدون أن جميع
المناهج يتم مراجعتها عن طريق وزارة التربية والتعليم ، وهو أمر مريب لا أجد أى
تعليق عليها ، إلا أن أقول " ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا "