بقلم - محمد مقلد
أنا انسان عنيد بطبعى ، أثق فى نفسى لدرجة تفوق توقعات البشر ، خطواتى
دائماً ثابتة ، أزن أى أمر بعقلى قبل أن أخوض فيه ، لذلك كل معاركى الصحفية التى
خضتها مهما كانت قوتها ، خرجت منها بعون الله تعالى منتصراً ، فأنا بطبعى قوى فى
الحق ، لا أخشى أحد مهما كانت قوته وسلطانه ، فقد تعودت ألا أهاب إلا الله سبحانه
وتعالى.
ولكنى لأول مرة فى حياتى مدان للاعتذار
وأمام كل السادة القراء ، لشخصية ظلمتها بالحكم على صاحبها بتسرع واضح منى بدون
تروى وإلغاء عقلى لأول مرة بشكل كامل ، فأنا
هنا أقر وأعترف أننى أخطأت فى حق هذا الشخص الذى أعتز به جداً ، وتسببت بسرعة غضبى
وبعنجهية لا مبرر لها ، وبدون تفكير وتروى بعقل تعود على أن يزن أصعب القضايا ، فى
الإساءة بشكل فج وبصورة فظيعة لهذا الشخص وتسببت له فى أذى كبير وجرح عميق ، أشعر
بمرارته.
وأقر وأعترف ، أننى استخدمت كلمات وبعض الألفاظ التى لا وجود لها على أرض
الواقع ، بهدف الانتقام لا أكثر بعدما تسببت عوامل خارجية وأشخاص لا سامحهم الله
فى تفاقم الوضع بهذا الشكل ، وتمكنوا من التلاعب بعقلى ، فتحولت لوحش مجروح يبحث
عن الانتقام وفقط ، دون التأكد من صحة كل كواليس هذا الموضوع ، فوقعت فى المحظور
وكأنى تحولت لطفل صغير ، وتسببت فى إلحاق الأذى الشديد لهذه الشخصية ، ولكن هذا لا
يمنع أن بعض تصرفات وأفعال تلك الشخصية ساهم ولو بجزء بسيط فى الحالة التى أصابتنى
وقتها ، ولكن مهما كان فأنا أقر وأعترف أننى أخطأت خطأ كبير ما زلت أدفع ثمنه حتى
الآن.
أقر وأعترف أننى طوال تاريخى فى العمل الصحفى الذى بدأته منذ عام 1999 وحتى
الآن ، خضت خلالها معارك صحفية شرسة ضد الإرهاب والفساد ، لم أندم على أى مقال
كتبته طوال هذه الفترة الطويلة ، بينما أصابنى الندم والحسرة بعد تناول تلك
الشخصية فى مقالاتى ، بأسلوب أعترف بأنه ليس فى محله وبألفاظ مسيئة وغياب تام
لعقلى ، واعتبر ذلك نقطة سوداء فى حياتى الصحفية والشخصية ستظل تؤرقنى وتشعرنى
بالذنب ، حتى يأمر الله تعالى عزرائيل بأن يقبض روحى.
أقر وأعترف ، أننى منذ تلك القضية وأنا أعيش أيام صعبة للغاية لا يتحملها
بشر ، وأحاول بشتى الطرق أن أتهرب من الأماكن التى تتواجد بها تلك الشخصية ، وأبعد
قدر المستطاع عن رؤيته ، حتى أهون على نفسى الشعور القاتل الذى يحكم سيطرته علىً
بمجرد أن أشاهده أمامى ، فقد أصبحت غير قادر على مواجهة ضميرى الذى يطاردنى
ويؤنبنا بصفة مستمرة على تلك السقطة التى وقعت فيها بغباء منى ، وليس أمامى إلا
الله تعالى ليهون على وأنا أتذكر دائماً قوله تعالى " ربنا لا تحملنا ما لا
طاقة لنا به " صدق الله العظيم.