فضيحة تدريس مادة " المثلية الجنسية " بمدرسة بالتجمع الخامس

كتبت - مديحة عطية 

 

أزمة حقيقية تواجهها المدارس الدولية داخل مصر عقب اكتشاف أولياء أمور مدرسة دولية شهيرة بمنطقة التجمع الخامس ، إضافة مادة لتدريس " المثلية الجنسية " لطلاب الصف السادس الإبتدائى ، لاسيما عقب اعتراض أولياء أمور الطلاب على تدريس تلك المادة ، والتقدم ببلاغ رسمى للنائب العام ضد مسئولى المدرسة ، بينما انتفضت النائبة أمل سلامة عضو مجلس النواب وأعلنت تقديم طلب إحاطة عاجل حول تدريس تلك المادة اللاأخلاقية داخل مدرسة في مصر.

مدارس ران الألمانية

وأوضح عدد من التربويين والمتخصصين في مصر ، أن المدارس الدولية تمثل خطر حقيقى على قيم ومبادئ المجتمع ومن شأنها أن تربى أجيال يفتقدون لمبادئ المجتمع وأحكامه الدينية سواء للدين الإسلامى أو المسيحى ، مؤكدين أن الخطر الحقيقى في مثل هذه المدارس أن معظمها تابعة لرجال أعمال يهود من الباطن ، وهدفهم الحقيقى هو هدم قيم وعادات المجتمع المصرى ، وتربية أجيال تلهث وراء أشياء تؤدى لإنهيار أى دولة مستقبلاً

 

 

بدأت تفاصيل تلك القضية تظهر على سطح الأحداث خلال الساعات القليلة الماضية ، بعدما تقدم أشرف ناجي المحامى ، كوكيل عن أولياء أمور طلاب مجموعة مدارس " ران " الألمانية  الخاصة بالتجمع الخامس ، ببلاغ للنائب العام المستشار محمد شوقي ، ضد المسؤولين بالمدرسة ، يتهمهم من خلاله بتدريس مادة بالصف السادس الإبتدائى ، تنشر الدعوة إلى انتشار " المثلية الجنسية " لما تحمله المادة من تدريس أوضاع شاذة وهدامة تدعو إلى إتيان الرذيلة وهدم القيم والأخلاق ، حيث تتضمن تلك المادة ، التشجيع على ميل الشاب لنفس جنسه أو تقوم الفتاة بالارتباط والميل لنفس جنسها دون النظر إلى الدين والقيم والأخلاق.

 

وأكد محامى أولياء الأمور فى بلاغه ،  أنه حصل على نسخة من كتاب تلك المادة التى تدرس لتلاميذ الصف السادس الابتدائي ، وتساءل عن الوضع فى باقي السنوات الدراسية التي يتم تدريسها  في هذه المدارس ، معتبراً أن ما يتم تدريسه  لتلاميذ الصف السادس الابتدائي وما بعدها من صفوف أخرى ،  أفكار شاذة وخارجة عن قيم وأخلاق وتقاليد وعادات المجتمع ،  ناهيك عن  أنها تخالف تعاليم الإسلام الذي هو الدين الرسمي للدولة ، بل ويخالف جميع الأديان.

 

وحذر مقدم البلاغ من خطورة تدريس تلك المادة ، لأنها ستفتح الطريق للشباب والفتيات كي يرتبط بعضهم ببعض ، وتنشأ بين أبناء الجنس الواحد علاقات شاذة ، بما يتنافى مع الآداب والأخلاق وتعاليم الدين وقيم وعادات وتقاليد المجتمع بوجه عام ،  وهذا يبتعد عن الطريق القويم في تكوين أسرة هادئة ومستقرة ، وهو أمر مشين في المجتمع المصري ، لأنها مادة ببساطة شديدة تدعو لنشر البغاء والرزيلة والفجور.  

 

الخطير في هذا الأمر أن  مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي ، فطنوا لما يدرس في تلك المدرسة وقاموا بنشر مقتطفات من الكتاب ، من بينها  درس يحمل عنوان " ماهي العائلة؟ "، وفيه إشارات واضحة  إلى زواج المثليين ، وعلاقة الزوج بزوجته والأب بأبنائه والأم بالأب ، وهو الأمر الذى دفع عدد من أولياء أمور بعض الطلاب بالمدرسة للتقدم بطلبات لنقل أبنائهم من تلك المدرسة.

 

تحرك برلمانى

 

ومن  جانبها أعلنت النائبة  أمل سلامة ، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ، عن حزب الحرية المصري ، إنها تستعد للتقدم بطلب إحاطة عاجل عقب إجازة عيد الفطر المبارك ، موجه لرئيس الحكومة والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم ، يتضمن الاستفسار عن أسباب تدريس مادة " المثلية الجنسية " بالمدرسة المشار إليها ، والتساؤل عن  الإجراءات الرقابية التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم  على المدارس الدولية ، لمنع تدريس مادة تتضمن أفكارا من شأنها استغلال براءة الأطفال وهدم القيم والأخلاق والعادات المجتمعية ، وتعاليم وثوابت الأديان السماوية، بدعوتها إلى المثلية الجنسية لطلاب الصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس الدولية بالتجمع الخامس.

صفحة من كتاب تدريس المثلية الجنسية بمدارس ران

وطالبت النائبة أمل سلامة بضرورة تشديد الرقابة من جانب وزارة التربية والتعليم على جميع المدارس الخاصة والدولية ، والتأكد من صلاحية المواد الدراسية التي يتم تدريسها للطلاب بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة ،  لتكون متماشية مع أخلاق وعادات المجتمع المصرى ، مع ضرورة إغلاق  المدارس التي لا تلتزم بالضوابط والمعايير العلمية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم ، وذلك لحماية أبنائنا الطلاب من التعرض للأفكار التى تمثل خطورة عليهم وعلى مستقبل المجتمع بالكامل.

 

رد المدرسة وموقف الوزارة

 

ومن جانبها بدأت إدارة المدرسة تدافع عن نفسها في ظل الهجوم الشرس الذى تعرضت له مؤخراً ، حيث أصدرت بيان على لسان  المستشار القانوني لها ، أكد من خلاله ، أن أشرف ناجى المحامي مقدم البلاغ  ، هو محامى والد الطالب سيف محمد فاروق ، والذي كان مقيدا بالمدرسة ورسب في امتحانات الصف الأول الإعدادى  خلال العام الدراسي 2022/2023، وقام والده بتحويله من المدرسة إلى مدرسة نفرتاري الخاصة .

 

وأضاف محامى المدرسة ،  أن ولي أمر الطالب أقام بعد ذلك طعن أمام محكمة القضاء الإداري يحمل رقم  74020 لسنة 77 في مؤجل الجلسة 14/4/2024 لاختصام محافظ القاهرة والتقديم الجهة الإدارية كراسات الإجابة والأسئلة للمادة المطعون عليها (وهذا حقه لا خلاف على ذلك).

 

وشدد محامى المدرسة ،  أن مجموعة مدارس " ران "  حاصلة على ترخيص من قبل وزارة التربية والتعليم ، وجميع المواد الدراسية التى تدرس لطلاب المدرسة تخضع لرقابة الوزارة ، ومصرح بها ،  بما فيها المواد الخاصة بالمناهج الألمانية من مرحلة رياض الأطفال وحتى مرحلة التعليم الثانوي، وذلك طبقا لتوصية لجنة شئون المدارس التي تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة دولية بجلستها رقم 122 بتاريخ 15/9/2011 والمعتمد محضرها من وزير التربية والتعليم.

 

 

يأتى ذلك في الوقت الذى أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم ، عن تشكيل لجنة من الخبراء المتخصصين ، لمراجعة المواد التى يتم تدريسها بمدارس " ران " الألمانية ، وعلى رأسها المادة التى أثارت هذا الجدل الكبير ، مؤكدة أنه في حال التأكد من تلك الأمور سيتم توجيه المدرسة بإلغاء تدريس تلك المادة على الفور وفى حال عدم التزام مسئوليها سوف نضطر لوقف عمل المدرسة داخل مصر.