كتب – محمد مقلد
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في جلسة
حوارية بشأن الوضع في قطاع غزة ، ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي
العالمي الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض ، وذلك بحضور الدكتور بشر الخصاونة،
رئيس الوزراء بالمملكة الأردنية الهاشمية، والسيدة سيجريد كاج كبير منسقي الأمم
المتحدة للشؤون الإنسانية.
الدكتور مصطفى مدبولى خلال مشاركته بالمنتدى |
وفي مستهل كلمته، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس
الوزراء عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية ، في حسن تنظيم المنتدى الاقتصادي العالمي، موجهًا
الشكر لخادم الحرمين الشريفين، الملك
سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان على دعمهما لإخراج
المنتدى بهذه الصورة الناجحة.
وقال مدبولي ، إن مصر منذ اللحظة الأولى لنشوب هذه الحرب
أعلنت موقفها بكل وضوح ، بأنها تعارض تمامًا كل صور الهجوم على المدنيين من
الجانبين ، ونحن لا ندعم ما حدث في السابع من أكتوبر ضد المواطنين الإسرائيليين ،
ولكن ردة الفعل من الجانب الإسرائيلي كانت صادمة ، إذ كانت بمثابة عقاب جماعي لكل
الفلسطينيين سكان قطاع غزة ، وليس ردًا عقابيًا لحماس وحدها، ودفع جميع
الفلسطينيين في قطاع غزة ثمن ما حدث في يوم السابع من أكتوبر.
وتابع ، نحن
نتحدث عن تضرر نحو 2,5 مليون مواطن فلسطيني كان يعيشون بقطاع غزة ، حيث بلغ عدد
القتلى أكثر من ٣٤ ألف شخص ، وتعرض ٧٧ ألف شخص لجروح وإصابات ، فضلًا عن وجود ما
يقرب من ٧ آلاف شخص تحت الأنقاض ، وإلى جانب ذلك فإن أكثر من 84% من المنشآت
الصحية تم تدميرها، كما توقفت المنظومة التعليمية، وتم تدمير أكثر من 70% من
البنية التحتية بالقطاع.
وأكد أنه حتى لو نجحت جهود الوساطة في وقف إطلاق النار
اليوم ، وبدأنا ننظر لمستقبل هذا القطاع، نحن نتحدث -بدون مبالغة- عن عقود حتى
يعود القطاع لما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.
وأوضح مدبولى ، أن ثمة ما بين 1,3 و1,4 مليون نازح
فلسطيني منتشرين وموزَّعين على الحدود بين مصر ومعبر رفح ، لافتًا إلى أن أي نوع
من الهجوم على هؤلاء سيكون بمثابة إجراءً كارثي
، كما سيؤدي إلى النزوح الجماعي لهؤلاء الفلسطينيين بحثًا عن موطِن آمن، ما
يمكن أن يضع ضغوطًا على المنطقة الحدودية مع مصر.
وأكد رئيس مجلس الوزراء على الهدف الرئيس بشأن الحل
السياسي للقضية الفلسطينية، وهو "حل الدولتين"، مشيرًا إلى أن أي
مفاوضات لم تنتهِ بحل الدولتين ستُفضي إلى استمرار تلك الأزمة دون توقف، لذا؛ يجب
أن يعمل العالم جاهدًا لإيقاف الهجمات والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ثمّ تبنّي
الخطوات التي من شأنها الوصول إلى حل الدولتين.
وشدد مدبولى على أن ما يحدث فى غزة يخالف كل ما تعلمناه
وسمعناه من الغرب عن حقوق الإنسان ، والاحتياجات الإنسانية الأساسية والديمقراطية
وكل الأمور الأخرى التي يتبناها الغرب ، وهذا يخلق شكوكًا حول جدية تبني هذه
المبادئ ، و لو أنكم تعتقدون أن إرجاء قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحل
الأمر، أو أن هذا سيكون في صالح إسرائيل ، فأنتم مخطئون تمامًا، على العكس سيكون هذا ضد
مستقبل إسرائيل، ولا يمكنكم تصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل.