كتب – محمد مقلد
استمرار المجازر الإسرائيلية فى حق المدنيين العزل بجنوب
قطاع غزة ، دفعت جناحى القوة فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للإعلان
عن غضبهما من مواصلة إسرائيل لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين ، وإذا كانت أمريكا قد
غيرت من موقفها تجاه إسرائيل ، فإن الدب الروسى موقفه واضح منذ اندلاع تلك الحرب ،
حيث كان الرفض الدائم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تغير موقفها الداعم على
طول الخط لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة ، وذلك بعدما شهدت الولايات المتحدة معارضة شديدة للغاية من بعض
الدول والمراكز والمنظمات السياسية والحقوقية على تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل
فى تلك الحرب الغير متكافئة ، فقد قدمت
140 منظمة حقوقية فى العالم ، مذكرة تحث المحاكم الفيدرالية على محاسبة الولايات
المتحدة على الفشل في منع الإبادة الجماعية المحتملة في غزة.
تلك المنظمات الدولية
لحقوق الإنسان ، تمثل الآلاف من محامي العدالة الاجتماعية على مستوى العالم ،
أصدروا مذكرة للتدخل في الاستئناف المقدم من منظمات حقوقية فلسطينية وفلسطينيين
مقيمين في غزة وفلسطينيين أمريكيين آخرين، في قضية الحركة الدولية للدفاع عن
الأطفال فى فلسطين ضد بايدن وآخرين.
وتدعو المذكرة إلى ضرورة النظر في المزاعم بأن كبار
المسؤولين الأمريكيين ، لم يفشلوا في منع
أعمال الإبادة الجماعية المحتملة من قبل إسرائيل ، في غزة فحسب، بل إنهم أيضا متواطئون
في أعمال العنف والإبادة الجماعية التى
تشنها إسرائيل على المدنيين بقطاع غزة.
وهذا هو الأمر الذى دفع جون بايدن رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية ، لإصدار عدة تصريحات مؤخراً ، تطالب إسرائيل بوقف حرب الإبادة التى
تقودها ضد المدنيين العزل بقطاع غزة ، وتطالب إسرائيل بضرورة إيصال المساعدات
الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين بمدينة رفح ، بل ووصلت التصريحات إلى وقف اطلاق
النار فى غزة وإجراء انتخابات فى إسرائيل لاختيار حكومة جديدة ، وكل ذلك حسب خبراء
سياسيين ، يرجع إلى تأثير حرب إسرائيل فى غزة على فرص بايدن فى الفوز بانتخابات
الرئاسة الأمريكية ، المقرر لها نوفمبر العام الجارى.
وفى نفس الإطار ، قام يسرائيل كاتس ، وزير الخارجية الإسرائيلي ، باستدعاء أناتولى
فيكتوروف سفير روسيا في تل أبيب لـ"التوبيخ"، بعد سلسلة تصريحات أدلى
بها مسؤولون روس ضد إسرائيل، وفق إعلام عبري ، حيث قالت القناة 13 العبرية ، إنّ كاتس استدعى سفير موسكو
لدى إسرائيل لإجراء "محادثة توبيخ" في مقر وزارة الخارجية بمدينة القدس ،
مشيرة إلى أنّ السبب هو سلسلة تصريحات لمسؤولين كبار في موسكو ضد إسرائيل.
نتنياهو يعلن التحدى
ومن جانبه ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن
حلفاء إسرائيل "ذاكرتهم ضعيفة" فيما يتعلق بهجوم حــماس في السابع من
أكتوبر على المستوطنات الإسرائيلية ، مضيفا أن إسرائيل ستواصل هجومها على قطاع غزة
رغم الضغوط الدولية المتزايدة.
وأكد نتنياهو في مستهل اجتماع للحكومة ، أما بالنسبة لأصدقائنا
في المجتمع الدولي أقول هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ بهذه السرعة نسيتم يوم
السابع من أكتوبر، أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة ، لافتاً أن الجيش
الإسرائيلى سوف ينفذ عمليات في رفح
وسيستغرق الأمر بضعة أسابيع
ورفض نتنياهو توجيه المجتمع الدولي فى محاولته للدفع باتجاه انتخابات في
إسرائيل ووقف الحرب ، مشدداً على أنهم لن يخضعوا لهذه الضغوط ، لأن إسرائيل سوف تخسر الحـرب في
غزة ، إذا أوقفت القـتال قبل تحقيق جميع أهدافها
ففى افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية ربط نتنياهو بين الانتخابات
وشرعية استمرار الحرب على غزة ، وانتقد تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن قائلاً ، أصدقائنا في
المجتمع الدولي أقول لهم " ذاكرتكم
قصيرة جداُ، نسيتم السابع من أكتوبر " ، وتابع نتنياهو فى انتقاده لبايدن ، الضغوطات الدولية ضدنا
تتزايد في المجتمع الدولي ، وهناك من يحاول وقف الحرب قبل تحقيق أهدافها ، ويعملون
على ذلك من خلال ادعاءات باطلة ضد الجيش الإسرائيلي ، وضد الحكومة وضد رئيس حكومة إسرائيل ، من خلال
الدعوة لانتخابات في ذروة الحرب.
مصر تدين وتحذر
وفى نفس الإطار ، أدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية ،
مواصلة القوات الإسرائيلية الاعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة ،
الأمر الذي أودى بحياة أكثر من ٦٠ شهيداً خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية، يضافون إلى
مئات الشهداء الذين سقطوا وهم ينتظرون المساعدات الإنسانية في دوار الكويت ومن
قبله دوار النابلسي.
وطلبت مصر من إسرائيل ، بضرورة وقف سياسات العقاب
الجماعي ضد سكان قطاع غزة ، بما في ذلك الحصار والتجويع والاستهداف العشوائي
للمدنيين ، وتدمير البنية التحتية ، في انتهاك كامل لأحكام القانون الدولي
والقانون الدولي الإنساني.
ودعت جمهورية مصر العربية إسرائيل إلى الامتثال لمسئولياتها
باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وفي مقدمتها مسئوليتها عن توفير الحماية والحياة
الكريمة للمواطنين تحت الاحتلال ، والنأي عن استهداف المدنيين، وحتمية توفير المساعدات
العاجلة لسكان القطاع.
كما جددت مصر التحذير من مخاطر القيام بأية عملية عسكرية
في مدينة رفح ، لعواقبها الإنسانية الوخيمة التي ستلحق بالمدنيين الفلسطينيين ، الذين
لجأوا إلى رفح باعتبارها الملاذ الآمن الأخير داخل القطاع ، معتبرة أن الإقدام على
هذا الإجراء رغم التحذيرات والرفض الدولي له ، يعكس عدم الاكتراث بأرواح المدنيين
الأبرياء، ويُعد مخالفةً جسيمةً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجددت مصر مطالبتها للأطراف الدولية المؤثرة ، ومجلس
الأمن ، بالاضطلاع بالمسئولية القانونية والإنسانية ، من خلال المطالبة بالوقف
الفوري لإطلاق النار في غزة، ومنع سيناريو التهجير من التحقق بكافة السبل ، ووضع
حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين ، وإنفاذ المساعدات الإنسانية
بشكل عاجل وبكافة السبل إلى داخل القطاع.