كتب – محمد مقلد
يواصل العدو الإسرائيلي مجازره الوحشية يومياً ضد
المدنيين العزل من الفلسطينيين المحاصرين بمدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية ، فمنذ ساعات قليلة ، استدرجت إسرائيل عدد كبير من الفلسطينيين عبر ممر شارع الرشيد ،
بهدف حصولهم على المساعدات الغذائية القادمة لهم ، ولكن بعدما تحرك المئات من الفلسطينيين
لتلك المنطقة كانت الدبابات والطائرات الإسرائيلية فى انتظارهم ، وقصفتهم بوحشية
مما أسفر عنه استشهاد 112 فلسطينى وإصابة 670 آخرين ، فى مجزرة وحشية جديدة تنظضم لمجازر
الاحتلال الإسرائيلى منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وأطلق بعض الإعلاميين على تلك المجزرة اسم " مجزرة
الطحين " لأن المساعدات التى وصلت لتلك المنطقة كانت الكميات الكبيرة منها
عبارة عن دقيق أبيض ، حتى يستخدمه أبناء القطاع المحاصرين فى صنع الخبز ، ولكن
للأسف الشديد امتزج هذا الدقيق بدماء مئات الشهداء والجرحى ، وتعالت الصرخات لتعلن فى وجه العالم أجمع مدى وحشية الجيش الإسرائيلى فى التعامل مع المدنيين
العزل ، وسط صمت صارخ ومخزى من جميع دول العالم وعلى رأسها الدول العربية
والإسلامية.
وأكد شهود عيان ممن أنقذتهم العناية الإلهية من الموت
المحقق بـ " مجزرة الطحين " أنهم تلقوا رسائل عبر تطبيق الواتساب ، تؤكد
وصول المساعدات لشارع الرشيد بمنطقة الدوار الـ17 ، وشددوا على أن الجانب
الإسرائيلى ساهم فى الإعلان عن وصول تلك المساعدات ، مما منحهم الأمان ودفعهم للتوجه
بدون خوف لمكان وصول المساعدات ، ولكنهم وحسب وصفهم ، فوجئوا بسقوطهم فى فخ نصبه
لهم الجيش الإسرائيلى ، بعدما تسارعت دباباته وطائراته فى حصد أرواح المدنيين
المجتمعين حول المساعدات فى مشهد مأسوى سيظل وصمة عار فى جبين العالم أجمع.
وكانت بعض هذه الشاحنات من المقرر لها أن تنقل المساعدات
لشمال قطاع غزة ، ولكن بدلاً من نقل المساعدات تم تحميل عشرات الجثث على تلك
الشاحنات ، لنقلها لشمال القطاع لدفنها ، والشئ القاسى فى هذا المشهد الدموى ، أن
المدنيين الذين ما زالوا مقيمين بشمال القطاع ، اندفعوا تجاه إحدى الشاحنات على أمل
أنها تنقل لهم بعض المساعدات التى
ستنقذهم من حالة الجوع التى سيطرت عليهم ، ولكنهم فوجئوا بأن الشاحنة تحمل جثث
العشرات من أخوانهم ، بدلاً من حمل المواد الغذائية والطحي.
وبعدما تناقلت وسائل الإعلام العالمية تفاصيل تلك
المجزرة الوحشية ، بدأت الحكومة الإسرائيلية ، تحاول التنصل من المسئولية ، حيث
أعلنت وسائل الإعلام العبرية عن تصريحات لمسئولين إسرائيليين ، ادعوا من خلالها ،
أن المدنيين الذين احتشدوا بالآلاف حول المساعدات ، اقتربوا من قوة عسكرية
إسرائيلية ، مما دفع القوة لإطلاق النار عليهم ، كما برر المتحدث الرسمى باسم
الجيش الإسرائيلى تلك المجزرة ، بأن سقوط العشرات من الشهداء بسبب التزاحم الشديد
والدهس ، ولكن معظم الإصابات الناتجة عن تلك المجزرة وقعت بالرقبة لمعظم المصابين
، حسب تأكيدات الأطباء المعالجين ، مما يؤكد تعمد الاحتلال قتل المدنيين ، ويكذب تصريحات المسئولين الإسرائيليين.
وبلغ الاستخفاف أكبر مدى له بعد خروج المثير للجدل
دائماً إيتمار بن غفير ، وزير الأمن الإسرائيلى ، بتصريحات جديدة له لوسائل
الإعلام العبرية ، ليصف الجنود الذى أطلقوا النار على المدنيين بـ " مجزرة
الطحين " بالأبطال ، أما قمة المأساة التى يعيشها أبناء قطاع غزة ، ما كشفه
شهود عيان ووكالة " الأناضول " بأن القناصة الإسرائيليين يستهدفون
المدنيين أثناء تجمعهم حول شاحنات المساعدات الإنسانية ، وأن هناك فيديوهات ومقاطع
مصورة تؤكد ذلك.