كتب – محمد مقلد
كشف
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، جون بايدن ، أن جهود الولايات المتحدة تتواصل خلال هذه الأيام وبشكل
مكثف ، من أجل اتمام اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ،
وقال خلال خطاب مفاجئ له ، إنه قبل شهر أكتوبر
الماضي، كان على اتصال دائم ومستمر مع محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ، ومسئولين
آخرين من دول أخرى من أجل الاعتراف الكامل بإسرائيل" باعتبارها جزءا من الشرق
الأوسط ، وذلك مقابل عدة اشتراطات .
وأوضح
الرئيس الأمريكى ، أنه لن يقوم بكشف أى
تفاصيل حول هذه الاشتراطات والمفاوضات في الوقت الحالى ، ولكن معظمها تدور حول
توفير الحماية للدول التى ستطبع مع إسرائيل ، وتوفير الأسلحة الحديثة لها للدفاع
عن نفسها ، مشيراً إلى أن الهجوم الذى شنته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية
بغلاف غزة يوم 7 أكتوبر ، كان مقصوداً ومخطط له لإفساد مساعى التطبيع بين السعودية وإسرائيل
وكانت
وزارة الخارجية السعودية قد خرجت منذ ساعات قليلة ببيان رسمى ، أكدت من خلاله أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية أو تطبيع مع
إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967
وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة
أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأعلنت الخارجية
السعودية عن استيائها من تصريحات عدد من المسئولين بالولايات المتحدة الأمريكية ،
والتى ادعوا من خلالها ، أن عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل تتجه للمسار
الصحيح ، وسوف تنتهى قريباً بالتطبيع بين الدولتين ، وهذا ما أغضب السلطات
السعودية ودفعها لإصدار البيان السالف ذكره عبر وزارة خارجيتها ، فيما اتصل محمد
بن سلمان ولى العهد السعودى بالرئيس الأمريكى بايدن ، ليعبر له عن غضب السعودية من
تصريحات المسئولين بالولايات المتحدة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل ، وكان ذلك
هو السبب في خروج الرئيس بايدن بخطاب مفاجئ الخميس ، ليعلن أن حماس هى من أفسدت
خطة التطبيع.
الجدير بالذكر ، أن
إسرائيل نجحت بالفعل في عقد اتفاقية " ابراهام " مع كل من المغرب
والبحرين والإمارات ، تقضى بالتطبيع بينها وبين تلك الدول الثلاث ، وسعت خلال
الفترة الأخيرة وفى سرية تامة ومن خلال مساعدة الإدارة الأمريكية للتطبيع مع دولة
ليبيا ، لولا تسريب لقاء وزيرى خارجية ليبيا وإسرائيل الذى عقد في العاصمة روما ،
مما آثار غضب الشعب الليبى فتوقفت مفاوضات التطبيع نهائياً بين ليبيا وإسرائيل.
وفى نفس الإطار ،
كانت قضية التطبيع بين المملكة السعودية وإسرائيل تسير بشكل سلس قبل حرب غزة ،
ووضعت السعودية شروطها للتطبيع ، وكان هناك شبه موافقة على تلك الشروط ، والتى
تمثلت في ضرورة انشاء مفاعل نووى سلمى بالمملكة على أن تقوم الولايات المتحدة
بإنشائه والإشراف عليه ، بجانب تسليح المملكة بنفس الأسلحة الحديثة التى تحصل
عليها إسرائيل ، فضلاً عن عقد اتفاقية دفاع عسكرى مشترك بين السعودية والولايات
المتحدة ، للدفاع عن السعودية في أوقات الخطر ، لاسيما وأن مسئولو المملكة كانوا
يخشون بشكل كبير من التهديدات الإيرانية والحوثية في حال اتمام عملية التطبيع مع
إسرائيل.
وكشفت مصادر خاصة ،
أن المملكة السعودية ، كانت قد وضعت شرط رابع للتطبيع مع إسرائيل ، والذى يتضمن
ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وتكون القدس الشرقية عاصمتها ، إلا أن
أسرائيل رفضت وبشدة تنفيذ مثل هذا الشرط ، بدعوى أن دولة فلسطينية مستقلة معناه تهديد أمن أسرائيل دوماً في المستقبل ، وأكدت المصادر ، أن السعودية مع الضغوط
الأمريكية تنازلت عن هذا الشرط مقابل تنفيذ شروطها الثلاثة الأخرى ، وهو ما كان سيتم
تنفيذه بالفعل لولا هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر
الماضى.