كتب – حامد طلبة
انتشرت فى الآونة الأخيرة صفحات على مواقع التواصل
الاجتماعى ، ولا سيما تطبيق " الفيس بوك " تروج لإعلانات خاصة بزواج
الشباب تحت عنوان " فرصة عمل عظيمة " حيث تعلن تلك الصفحات على توفير فرص لزواج
الشباب من أجنبيات ، مقابل حصول الشاب على 20 ألف دولار بخلاف الحصول على الإقامة بدولة
الزوجة ، وتضمنت بعض الإعلانات الحصول على الجنسية للدولة الأجنبية التى تنتمى لها
الزوجة.
 |
| الدول الاسكندنافية |
عيون الخريف تدق ناقوس الخطر
القضية بالفعل شائكة وتحمل بين طياتها أمور يضيع معها مستقبل الشباب الذين
يقبلون على مثل هذه الزيجات ، فهناك عدد كبير من الشباب وقع فى فخ تلك العصابات
لهثاً وراء حلم السفر للعمل بالخارج ، ويستيقظون على كابوس مزعج بأنهم تعرضوا
لعملية نصب محكمة ، والموضوع برمته لا يخرج عن الحصول على نطفة أو الحيوانات
المنوية لهؤلاء الشباب من أجل الحفاظ على نسل الدول الأجنبية التى دفعت نسائها
للزواج من الشباب العربى للحفاظ على النسل الذى بدأ ينقرض لديها ويهدد وجودها فى
المستقبل.
القضية متعلقة فى المقام الأول بالدول التى يعانى رجالها من قلة الخصوبة
وعدم الانجاب ، حتى الأصحاء منهم معظم أبنائهم من الإناث وتلك الدول تبحث عن زيادة
عدد الذكور لديها للحفاظ على النسل ، وعلى رأس تلك الدول كما هو معروف الدول
الإسكندنافية وهى خمسة دول " السويد والدنمارك وفنلندا واسكتلندا والنرويج
" ، لذلك تقدم تلك الدول مزايا أكبر للشباب المصرى للزواج من نسائهم ، تصل
إلى حد الحصول على الجنسية ، والتى يتم سحبها منهم بعد أداء مهمتهم.
" عيون الخريف " التقت عدد من ضحايا تلك العصابات ، وهم عدد من
الشباب الذين وقعوا فريسة بين أنياب هؤلاء للهث وراء تحقيق أحلامهم ، والذين
يستفيقوا فى النهاية على كابوس مزعج ، ويعضون أصابع الندم على ال لسنوات التى ضاعت
من أعمارهم للجرى وراء هذا السراب.
" أحمد – ع – هـ " عاطل ، 45 عاماً ، أكد أنه خلال عام 2015 ،
عرف عن طريق صديق له بأن هناك سيدة تجلس على كافتيريا شهيرة بمحافظة السويس ،
تساعد الشباب على الزواج من أجنبيات مقابل حصول الشاب على 10 آلاف دولار وجنسية
الدولة الأجنبية التى يتزوج منها ، مشيراً إلى أنه طار من الفرح من كلام صديقه
وأسرع لتلك السيدة ليحقق حلم حياته بالسفر للخارج لبناء مستقبلة ، وفى ظرف أسبوع
واحد تزوج من فتاة سويدية تدعى " مريانا " فائقة الجمال وحصل على الـ 10
آلاف دولار وجنسية السويد ، وسافر مع زوجته لمدينة استكهولم عاصمة السويد للإقامة
فيها مع زوجته.
وأكد أحمد ، أن السيدة التى قامت بمساعدته فى هذا الزواج لم تتلقى منه أى
مبالغ مالية لأنها تحصل على حقها من جانب الفتاة الأجنبية ، وعرضت عليه قبل الزواج
أن يختار فتاة من 3 دول ، السويد والدنمارك وفنلندا ، موضحاً أن تكاليف السفر
بالكامل وكافة الالتزامات تكفلت بها زوجته الأجنبية.
وتابع أحمد ، أنه قضى مع زوجته عامين وأنجب منها توأم بنت وولد ، حتى فوجئ
فى أحد الأيام بأن الحكومة السويدية تطالبه بالانفصال عن زوجته ، لأن إقامته سوف
تنتهى ، وطالبوه باصطحاب ابنته معه أما الولد فسوف يعيش مع الزوجة ، وخلاصة القول على حسب تأكيد أحمد أنه تم طرده
من السويد شر طرده ، واكتشف أن زواجه ما هو إلا خدعه من أجل انجاب ولد للحفاظ على
نسل تلك الدولة ، لاسيما وأن آلاف الشباب العربى وقع فى تلك المصيدة.
أما أغرب الوقائع فى تلك القضية ، واقعة " عبد الصادق – ر – ع "
43 عاماً ، من المنصورة ، والذى أكد فى حديثه مع " عيون الخريف " أنه
وقع فى فخ عصابات تزويج المصريين من الأجنبيات ، حيث تزوج فتاة من الدنمارك ، وقبل
الزواج ، أجروا له تحاليل خاصة بالانجاب ، وعندما تأكدوا أنه لا يوجد عائق صحى
يعيقه عن الانجاب ، تزوج الفتاة الدنماركية ، وحصل على 12 ألف دولار ، بخلاف
الجنسية الدنماركية.
وأضاف عبد الصادق أنه سافر مع زوجته للدنمارك ، ومر عام دون انجاب أى أطفال
، حتى فوجئ باستدعاء من قبل الأمن الدنماركى ، يطالبوه بالرحيل عن الدنمارك
والعودة إلى مصر بدعوى أن زوجته طلبت الانفصال عنه ولن يحصل بعد ذلك على تجديد
الإقامة ، مع سحب الجنسية منه ، مؤكداً أنه كان عبارة عن وسيلة رخيصة فى أيدى
هؤلاء من أجل انجاب أولاد يحصلون على الجنسية الدنماركية ، وبعد ذلك يتم طردى من الدولة واجبارى عن
الابتعاد عن أولادى ، لافتاً أنه عاد إلى مصر حاملاً خيبة الأمل فى مستقبل اعتقد
أنه ابتسم له.
أجهزة الأمن فى مصر ، لم تكن ببعيدة عن تتبع تلك العصابات ، التى تفننت فى
تدمير الشباب المصرى ، للحفاظ على نسل دول أجنبية ، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من
تتبع عدد من صفحات تلك العصابات بمواقع التواصل الاجتماعى ، وتمكنت من إلقاء القبض
عليهم ، كان آخرها عصابة تتزعمها سيدة بمحافظة سوهاج ، والتى كانت تقوم بتزويج
الشباب من أجنبيات مقابل 20 ألف دولار ، وعثر بحوزتها على عدد من الهواتف
والمستندات التى تؤكد صحة الاتهام ، وبمواجهتها اعترفت تفصيلاً بصحة الاتهامات ،
فتحرر محضر بالواقعة وتحويله للنيابة العامة والتى أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات.