google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الغلابه يلجئون لطعام الكلاب بسبب ارتفاع الأسعار

كتبت – مروة عامر


الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر مثلها مثل كل دول العالم ، وما تلاها من ارتفاع غير مسبوق فى أسعار السلع الغذائية ولا سيما اللحوم  ، ألقى بظلاله على قطاع عريض من المصريين وخاصةً طبقة الكادحين ومحدودى الدخل ، وتغيرت بصورة واضحة حركة الأسواق من شراء وبيع ، مما دفع الغلابة للإقبال بصورة كبيرة على طعام الكلاب والقطط من أجنحة وأرجل الفراخ.


الغلابه يلجئون لطعام الكلاب بسبب ارتفاع الأسعار
أرجل الفراخ أصبحت وجبة البروتين للغلابة 


فقد انخفضت حركة الإقبال على محلات الجزارة بعدما قفزت أسعار اللحوم خلال فترة وجيزة قفزة هائلة حتى تعدت الـ 450 جنيهاً للكيلو الواحد ، ومن الطبيعى أن تتأثر أسعار الدواجن والأسماك حيث وصل سعر الدجاج الأبيض إلى 120 جنيه للكيلو ، ناهيك عن أسعار الزيت والأرز والسكر والخضروات والخبز الحر وخلافه من السلع الغذائية الرئيسية.

 

ومن الطبيعى مع هذا الارتفاع الكبير فى الأسعار ، أن تكون طبقة محدودى الدخل الأكثر تأثراً ، لذلك كان لابد لهم أن يبحثوا عن سبل جديدة ومختلفة تساعدهم على التعايش مع تلك الفترة الصعبة للغاية ، وتوفير الغذاء اللازم لأبنائهم ولا سيما اللحوم والدواجن ، ولكن كيف ؟ وبأى طريقة ؟

 

الإجابة ببساطة ، أن تلك الطبقة الكادحة بدأت تلجأ لشراء أجنحة وأرجل الفراخ ، والتى يقبل عليها بعض الناس لشرائها كوجبة أساسية للكلاب والقطط ، الأمر الذى ساهم فى انتعاش سوق أطراف الفراخ ، وأصبح لها سعر نظراً للإقبال الكبير عليها من الغلابة ومحدودى الدخل ، حتى وصل سعر كيلو الأجنحة إلى 90 جنيهاً ، وكيلو الأرجل 50 جنيهاً ، فى سابقة غريبة لم تحدث من قبل.

 

" عيون الخريف " التقت عدد من المواطنين عقب شرائهم أجنحة وأرجل الفراخ ، والذين أجمعوا على أن ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن ، جعلهم عاجزين عن توفيرها لأبنائهم الذين يطالبون بتناولها بصفة مستمرة مثلهم مثل غيرهم ، فلم يجدوا أمامهم أى سبيل إلا الاقبال على شراء الأجنحة والأرجل لتلبية احتياج أبنائهم للبروتين ولاسيما مع ارتفاع أسعار الأسماك أيضاً خلال الفترة الأخيرة.

 

والمأساة الحقيقية لخصتها لنا " أم سعيد " ربة منزل ، وهى سيدة فقدت زوجها منذ عشر سنوات ، الذى توفى وترك فى عنقها 4 أبناء ، جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة ، وما تركه لها من معاش شهرى لا يكف حتى لتسديد قيمة المرافق من كهرباء ومياه وغاز ، أم سعيد أكدت لـ " عيون الخريف " أنها كانت قبل تلك الأزمة الاقتصادية ، تشترى كيلو لحمة وفرخة واحدة شهرياً ، ولكن مع الارتفاع فى الأسعار بهذا الشكل الجنونى لجميع السلع الغذائية وعلى رأسها اللحوم ، لم تجد أمامها إلا اللجوء لشراء أجنحة وأرجل الفراخ ، بل وأكدت أيضاً أنها تجلب العظام من جزار تعرفه ، لمجرد أن الشوربة التى تعدها بتلك العظام تحمل رائحة اللحمة.

 

بالفعل أم سعيد نموذج واضح لقطاع من المواطنين ، الذين يعيشون مأساة حقيقية ، لدرجة أن بعضهن بالفعل بدأ يفكر فى أن يلجأ للشحاتة من الناس ، حتى يستطيعوا توفير قوت أبنائهم ، ومن جانبها تحاول الحكومة قدر المستطاع الوقوف مع محدودى الدخل بتنظيم معارض لبيع السلع الرئيسية بأسعار أقل من السوق بعض الشئ ، ولكن تلك المعارض أيضاً أصبحت عاجزة عن حل المشكلة بالنظر إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية عالمياً بصورة غير مسبوقة.

 

المشكلة بالفعل كبيرة ومعقدة للغاية ، لأنها ببساطة ليست مشكلة دولة ، بقدر ما هى مشكلة عالمية أثرت على معظم دول العالم ، ومن الطبيعى أن تتأثر بها مصر على اعتبار أنها دولة كبرى ، يعيش على أرضها أكثر من 120 مليون مصرى ، بخلاف ما يقرب من 10 ملايين لاجئ من دول عربية وأجنبية مختلفة ، وتحتاج لجهود مضاعفة لإيجاد حلول جذرية لإنقاذ طبقة الغلابة من الضياع وسط زحمة ارتفاع الأسعار.

 


عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف