كتب – محمد مقلد
مع التصريحات المتواصلة للمسئولين بإسرائيل ، حول استعداد الجيش الإسرائيلى
لشن هجوم موسع لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع
غزة ، لإجبار الفلسطينيين على الهرب لداخل سيناء ، بدأت السلطات المصرية تهدد
الجانب الإسرائيلى برفض تلك الممارسات مؤكدة أن دخول أى فلسطينى لسيناء يهدد بتعليق
معاهدة " كامب ديفيد " للسلام مع إسرائيل.
حدود مصر مع قطاع غزة خط أحمر |
الممارسات الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة على الحدود ما بين مصر وغزة ،
ولا سيما فيما يخص محور فلادليفيا والتهديد بتوسيع العمليات العسكرية بجنوب قطاع
غزة ، أخرج السلطات المصرية عن صبرها ، ودفعها للتهديد بتعليق اتفاقية السلام مع
إسرائيل ، حال دخول لاجئين فلسطينيين لسيناء ، بسبب العمليات بجنوب قطاع غزة ، لا
سيما وأن النازحين لجنوب القطاع ممنوعين من العودة للشمال بتعليمات من الجيش
الإسرائيلى
وتؤكد مصادر خاصة ، أن عدد الفلسطينيين المتواجدين بجنوب قطاع غزة هرباً من
القصف الإسرائيلى بالشمال ، وصل عددهم إلى مليون و400 ألف مواطن ، وزيادة الضغط
العسكرى عليهم وملاحقتهم من جانب الجيش الإسرائيلى سوف يدفعهم للتكدس أمام معبر
رفح وعلى الحدود المصرية ، مما يهدد أمن وسلامة السيادة المصرية ، فضلاً عن أن
الحكومة المصرية تشعر أن إسرائيل تخطط للضغط على سكان جنوب رفح لإجبارهم على العبور
لداخل سيناء ، مما يهدد بتعليق اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
وكشفت صحيفة " إسرائيل هيوم " أن التهديدات المصرية للجانب
الإسرائيلى بتعليق معاهدة السلام ، دفع الحكومة الإسرائيلية للتفكير فى مقترح جديد
، يتمثل فى نقل الفلسطينيين من الجنوب للشمال مرة أخرى حتى يتثنى للجيش الإسرائيلى
شن عملياتها العسكرية بالجنوب ، وإن كان هذا المقترح مرفوض من معظم القيادات
العسكرية بالجيش الإسرائيلى ، وأشارت الصحيفة الإسرائيلية ، أن التهديد المصرى شمل
أيضاً محور فلادليفيا ، حيث أكدت السلطات المصرية قطع العلاقات مع إسرائيل إذا
حاول الجيش الإسرائيلى السيطرة على المحور.
ومن جانبها أعلنت الإدارة الأمريكية عبر وسائل الإعلام الأجنبية ، أن تنفيذ
الجيش الإسرائيلى لتهديده بالتوسع فى العمليات العسكرية جنوب قطاع غزة ، دون إجلاء
السكان المدنيين من الفلسطينيين لمكان آمن ، من شأنه أن يؤدى إلى كارثة وسقوط
الآلاف من الضحايا ، ويأتى ذلك فى الوقت الذى نقلت فيه وسائل الإعلام العبرية ،
تصريحات عن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى تؤكد أن نتنياهو أمر قوات
الجيش باجتياح مدينة رفح جنوب القطاع ، فيما أكد أنطونيو غوتيريش ، الأمين العام للأمم المتحدة ، أن توسيع العمليات
العسكرية بجنوب قطاع غزة سوف يفاقم الكابوس الانسانى بالقطاع ، مشيراً إلى أنه
منزعج من إصرار إسرائيل على اجتياح مدينة رفح ، حيث مئات الآلاف من الفلسطينيين
يتكدسون بالمنطقة فى بحث يائس عن الأمان ، وأن تنفيذ إسرائيل تهديداتها من شأنه أن
يؤدى لكارثة انسانية حقيقية ، وسيؤدى لعواقب إقليمية لا توصف.
الجدير بالذكر ، أن معاهدة " كامب ديفيد " بين مصر وإسرائيل وقعت
عام 1977 ، بعد 16 شهراً من المداولات والشد والجذب بين الطرفين ، والتى قضت بوقف
إطلاق النار بين الجانبين بشكل كامل ، عقب انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر، على
أن تنسحب إسرائيل من شبة جزيرة سيناء بالكامل على فترات محددة من الزمن ، وإن كانت
هناك بعض الشروط التى شملتها تلك المعاهدة ، عانت منها الدولة المصرية بصورة كبيرة
، ولاسيما فيما يتعلق بتقليص التواجد العسكرى والأمنى بسيناء ولاسيما بمنطقة رفح
على الحدود مع قطاع غزة ، الأمر الذى ساعد على انتشار الارهاب بسيناء عقب ثورة
يناير ، وتسبب فى استشهاد المئات من الجنود والمدنيين خلال تلك الفترة.