كتب – حامد طلبة
تلاحظ
خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، هجرة المئات من الأسر المقيمة بمدينةالإسكندرية
والإقامة في محافظات أخرى ، لاسيما بعد التغيرات المناخية التى بدأت تطرأ على
العالم خلال الآونة الأخيرة ، مع توقعت الخبراء بأن الإسكندرية من ضمن خمسة مدن
مهددة بالغرق والاختفاء من على الخريطة عقب نهاية القرن الحالى ، وبالتحديد بحلول
عام 2100 والذى تحول إلى كابوس يزعج سكان المدينة لخوفهم على مستقبل أبنائهم
وأحفادهم مع تلك التوقعات المخيفة.
هل تغرق الإسكندرية كما يتوقع الخبراء |
وكشف
شهود عيان ومصادر خاصة من محافظة الإسكندرية ، أن هناك أسر بالفعل بدأت تتأثر بتلك
التوقعات باختفاء مدينتهم وغرقها ، وخاصةً بعد التغير المناخى خلال الفترة الأخيرة
وانتشار الفيضانات والسيول و الزلازل وما تعرضت له مدينة درنة الليبية من غرق
وفيضانات أسفرت عن دمار لم تشهده من قبل وسقوط عدد كبير من الضحايا ، ومن الطبيعى
حسب المصادر أن تؤثر تلك الهجرة على السوق العقارى في عروس البحر المتوسط ، في ظل
بيع عدد كبير من المواطنين منازلهم بالمحافظة وهجرتها ، مع انخفاض عدد الوافدين
لها خوفاً من هذا المستقبل المرعب.
ففى أحد المؤتمرات والذى عقد خلال العام الماضى بالقاهرة ، تبين أن الهيئات الدولية المعنية بالمناخ أكدت أن الآثار السلبية للتغيرات المناخية باتت تهدد كوكب الأرض ، وأن بعض المدن قد تغرق وتختفي من الوجود تماما بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي قد ينتج عنه إذابة الجليد في الأرض وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات ، وحددوا خمسة مدن من بينها مدينة الإسكندرية .
وخلال عام 2019 أصدرت اللجنة الأممية للتغيرات المناخية
، تقرير مفصل عن التغيرات المناخية وتقلبات البحر المتوسط ، حيث كشف التقرير أن
هناك مدن تقع على ساحل البحر المتوسط مهددة بالغرق والاختفاء من على الخريطة ومن
بينها مدينة الإسكندرية ، ويرجع ذلك للتغير المناخى وارتفاع درجات الحرارة بشكل
غير مسبوق ، مما سيؤدى إلى ذوبان جليد القطبين المتجمدين ، مما يهدد بارتفاع منسوب
مياه البحر المتوسط بين 25 و98 سنتيمتراً مع انتهاء القرن.
وأكد التقرير ، أن الموقع الجغرافى لمدينة الإسكندرية جعلها
على رأس المدن المهددة بالغرق بالنظر إلى أنها محاطة بمياه البحر المتوسط من ثلاث
جهات ، وأنه منذ بداية عام 2010 والأراضى التى أقيمت عليها المدينة تغرق بنسبة 3,2
مليمترات سنوياً ، مما يهدد بشكل واضح العمارات والمبانى السكنية،
وخلال عام 2018 نشر أحد المعاهد الكبرى المتخصصة فى مجال
البيئة والجيولوجيا والمناخ ، دراسة مطولة
، أكدت أن ما يقرب من 750 كيلومتراً
مربعاً من دلتا النيل قد تغمرها المياه مع حلول عام 2050، وأن هذه المساحة معرضة
للزيادة مع نهاية القرن الحالى لتصل إلى 2660 كيلومتراً مربعاً، ما سيؤثر على نحو 5,7
مليون نسمة.
هذا وقد حذرت لجنة الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث من خلال تقرير مفصل لها ،
بأن الموقع الجغرافى لمدينة الإسكندرية يهدد باختفائها مع حلول عام 2100 ، حيث
تحيط بها مياه البحر المتوسط من ثلاث جهات وتقع بحيرة فى جنوبها ، وأشار التقرير
بأن الإسكندرية كانت ثاني أكبر المدن المصرية ، التى تعرضت عام 2015
لعاصفة شديدة أدت إلى فيضانات في عدد كبير من أحيائها وانهيار أكثر من 20 منزلاً
ومقتل ستة أشخاص على الأقل، ما دفع بالحكومة إلى إنشاء المزيد من المصدّات البحرية
لكسر الأمواج التي يجلبها المد.
من جانبها ، بدأت الحكومة المصرية تأخذ تلك التوقعات مأخذ الجد
وبدأت تكثف من خططها المستقبلية والاستعانة بالخبراء المتخصصين لإيجاد حلول لإنقاذ
الاسكندرية من هذا الكابوس ، وإن كان الأمر يفوق أى قدرات بشرية مهما كانت
امكانياتها وقدراتها ، إلا أن الحكومة المصرية تحاول ولو بشكل مؤقت التصدى لأى
مخاطر فى الوقت الحالى ، حيث قامت بإنشاء حواجز خرسانية ومصدات لمواجهة تقلبات
البحر المتوسط ، تكلفت 170 مليون دولار ، لاسيما وأن الإسكندرية تضم
استثمارات عملاقة بالمناطق المتاخمة لشاطئ البحر المتوسط .