كتب – محمد مقلد
يبدو أن التصريحات والقرارات المتطرفة لـ " ايمتار
بن غفير " وزير الأمن القومى
الإسرائيلى ، لن تتوقف عند حد معين ، حيث
خرج خلال ساعات قليلة عبر وسائل الإعلام العبرية ، ليصدر قرار صريح للمسئولين عن
السجون الإسرائيلية بتجويع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون ، وتقليل كمية الطعام
المقدمة لهم يومياً ومنع أى أنواع اللحوم عنهم ، مدعياً أن الأسرى الإسرائيليين فى
سجون حماس لا يتناولون فى اليوم إلا قطعة خبز صغير.
ايمتار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى |
بن غفير هدد المسئولين الذين سوف يتجاهلون قرارته الخاصة بتقليل كميا الطعام للأسرى الفلسطينيين
بالطرد الفورى من مناصبهم ، ولن يقبل منهم أى مبررات تحت أى ظرف ، واصفاً إياهم
بأنهم لا يستحقون البقاء فى مناصبهم إذا تجاهلوا تنفيذ تلك القرارات ، وطالبهم
بضرورة تنفيذ قراراته بشكل سريع وبدون تباطؤ.
ايمتار بن غفير
وزير الأمن القومى الإسرائيلى يتبع حزب اليمين المتطرف الذى يترأسه رئيس مجلس
الوزراء الإسرائيلي ، وعرف بتعصبه الشديد ضد الفلسطينيين لدرجة أنه قام بطرد
المسئول الأول عن السجون الإسرائيلية منذ فترة وجيزة ، لمجرد أنه شعر بتعامله بشكل
جيد وبرفق مع الأسرى الفلسطينيين ، كما أعلن عن رفضه قرارات قيادات الجيش
الإسرائيلى التأديبية بحق عدد من الجنود لقيامهم باقتحام مسجد فى مدينة جنين وتدنيسه بأحذيتهم ، ووصفهم وقتها بالجنود
الرائعين ، الذين يجب أن يحصلوا على المكافآت والدعم الكامل.
كما رفض بن غفير توجيه أى انتقاد لأعمال العنف التى تقوم بها
ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين بالضفة الغربية ، بل
وقاد بنفسه عملية توزيع الأسلحة على هؤلاء المستوطنين ، وطالبهم ببث الرعب فى قلوب
الفلسطينيين وقتلهم ونهبهم وتعذيبهم ، حتى يتركوا الضفة الغربية ويرحلوا دون رجعة
ليحقق حلمه الذى بات يرادوه يومياً ، والذى صرح به أكثر من مرة ، بأن يتم طرد
الفلسطينيين بشكل كامل من الضفة الغربية لأى منطقة فى العالم لتكون السيطرة
الكاملة على الضفة لإسرائيل ، ولا يعيش على أرضها أى عربى مسلم ، واصفاً الضفة
بأنها أرض إسرائيلية
وبن غفير يعتبر أول مسئول إسرائيلى يتبنى فكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم
بقطاع غزة والبحث لهم عن أماكن جديدة للإقامة فيها وحدد هجرة المواطنين بغزة
لسيناء المصرية والمدنيين بالضفة الغربية الهجرة لجنوب الأردن.
ومن ناحية أخرى أصيبت إسرائيل بالرعب عقب قرار الولايات المتحدة الأمريكية
بسحب حاملة الطائرات " جيرالد فورد " من المنطقة لتوجهها للقيام بأعمال
أخرى بالقرب من الولايات المتحدة ، وإن كان المسئولون الإسرائيليون يظهرون أمام
وسائل الإعلام عكس ما أصابهم عقب قرار الولايات المتحدة ، لاسيما وأن وجود حاملة
الطائرات الأمريكية بالمنطقة ، كانت وسيلة ردع حققت هدفها ضد إيران حتى لا تشن
هجوماً على إسرائيل عقب حربها على قطاع غزة