google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

المرأة المتمردة

  



بقلم - محمد مقلد 



التمرد من الصفات المشينة التى يلفظها المجتمع ويحاول أفراده الابتعاد عن الأشخاص المصابين بهذا المرض ، لأن التمرد بشكل عام صورة من صور المرض النفسى ، فالتمرد بمعناه الدقيق ، هو خروج الشخص عن قواعد وقوانين المجتمع ، ولفظه العادات والتقاليد النمطية ، ولا يعترف بأى سلطة عليه ، وفى بعض الأحيان يصل الأمر لحد العصيان ورفض طاعة الأوامر وتنفيذها.


والتمرد بصفة عامة يكون ملازم للمرأة أكثر من الرجل ، فالمرأة المتمردة لها تركيبة نفسية معقدة ، مما يجعلها تحتاج لمعاملة خاصة ، فهى دائماً تعتقد أن رأيها هو الصواب وكل الآراء من حولها خاطئة ، ولا مجال للنقاش لديها فى هذا الأمر ، وتكون دائمة الشكوى من أى شئ حولها ، وتتصنع المواقف حتى يكون الضوء مسلط عليها باستمرار.

 

علماء النفس أجمعوا على أن المرأة المتمردة تعيش حياة كلها قلق واضطراب ، ولا تنعم بالهدوء النفسى على الإطلاق ، فهى حسب آرائهم مصابة بحالة من العصيان والرفض للقواعد الأسرية أو الاجتماعية أو العقائدية ، ويكون هذا الرفض أما قولاً أو فعلاً ، مؤكدين أن المرأة المتمردة تعتقد أنها الأفضل بين كل من حولها فى كافة التفاصيل ، لذلك فى غالب الأحيان معظم من حولها ينافقوها فى ذلك ، مع أن جميعهم رافض لطباعها يكرهون تصرفاتها والبعض الآخر يفضل الابتعاد نهائياً عن مثل هذه النوعية حتى لا تؤثر عليهم طباعها الشاذة عن عادات وتقاليد المجتمع.

 

وأوضح علماء النفس ، أن على رأس الأسباب لتمرد المرأة يرجع إلى النشأة وطريقة التربية ، وهنا تظهر المفارقة الغريبة ، فأما أن يكون هذا التمرد نشأ بداخلها نتيجة للتدليل الزائد عن الطبيعى من الوالدين ، أو الاهمال وعدم الاهتمام بها فى مرحلة النشأة ، وتظل صفة التمرد تنمو بداخلها وتكبر يوماً تلو الآخر حتى تصل إلى عقدة نفسية حقيقية تنتهى بها لمرض نفسى حقيقى يسيطر عليها .


أما الجانب العاطفى بالنسبة للمرأة المتمردة ، فهو جانب معقد وغامض لأنه يختلف حسب تملك صفة التمرد منها ، فالمرأة المتمردة فى غالب الأحيان لا تعشق إلا نفسها فقط ، فهى رافضة حتى للأشخاص من حولها ، فكيف لها أن تقع فى الحب مثلاً فهو بالفعل أمر صعب بالنسبة لها ولطبيعتها الشخصية ، وكل تجاربها فى الجانب العاطفى تندرج تحت بند التملك دون عاطفة حقيقة ، ولكن فى بعض الأحيان تقع المرأة المتمردة فى الحب بالفعل ولكن بحذر شديد ، وهذا فى حد ذاته يمثل خطورة على من اختاره قلبها للحب ، حيث يعانى كثيراً لأنه لابد له أن يتحلى بالصبر والهدوء حتى يستطيع التعامل معها.

 

وإذا ارتبطت المرأة المتمردة بالفعل وتزوجت ، لا تسمح لزوجها على الإطلاق أن يسير الأمور فى حياتهم كما يشاء بل كما تشاء هى ، وتصر على ذلك حتى ولو وصلت الأمور لهد المعبد على رأس من فيه ، لذلك لابد للرجل الذى يسوقه حظه للزواج بتلك النوعية من النساء ، أن يكون على قدر كبير من الصبر والهدوء حين التعامل معها ، لأنها تحتاج لبعض الوقت حتى تعود لهدوئها ، فهى لا تريد لأحد مهما كان أن يشعرها أنه يريد السيطرة عليها أو التحكم فيها.

 

الشئ الغريب ، أن هناك نوعية من الرجال ، تميل لتلك النوعية من النساء المتمردات ، فهم يعشقون المرأة المشاغبة التى تساهم فى خروجه من عالم الحياة الطبيعية المألوفة بما تتضمنه من روتين عادى ، إلى عالم آخر يحيطه المشاغبات والعراك بصورة مستمرة ، وإن كانت النتيجة فى غالب الأحيان فشل تلك العلاقة لأن الرجال مع مرور الوقت سوف يصيبهم الملل من صفات وتصرفات المرأة المتمردة ، فيقررون وقتها الابتعاد ، حتى ينعمون بالهدوء ، لأن فى النهاية المرأة المتمردة تحاول أن يصل لمفهوم الرجل بأنه أمتلك العالم كله لمجرد الارتباط بها سواء لجمالها أو ثروتها أو درجتها العلمية ، وهو أمر يرفضه معظم الرجال.

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف