التمرد من الصفات المشينة التى يلفظها المجتمع ويحاول
أفراده الابتعاد عن الأشخاص المصابين بهذا المرض ، لأن التمرد بشكل عام صورة من
صور المرض النفسى ، فالتمرد بمعناه الدقيق ، هو خروج الشخص عن قواعد وقوانين
المجتمع ، ولفظه العادات والتقاليد النمطية ، ولا يعترف بأى سلطة عليه ، وفى بعض
الأحيان يصل الأمر لحد العصيان ورفض طاعة الأوامر وتنفيذها.
والتمرد بصفة عامة يكون ملازم للمرأة أكثر من الرجل ،
فالمرأة المتمردة لها تركيبة نفسية معقدة ، مما يجعلها تحتاج لمعاملة خاصة ، فهى
دائماً تعتقد أن رأيها هو الصواب وكل الآراء من حولها خاطئة ، ولا مجال للنقاش
لديها فى هذا الأمر ، وتكون دائمة الشكوى من أى شئ حولها ، وتتصنع المواقف حتى
يكون الضوء مسلط عليها باستمرار.
علماء النفس أجمعوا على أن المرأة المتمردة تعيش حياة
كلها قلق واضطراب ، ولا تنعم بالهدوء النفسى على الإطلاق ، فهى حسب آرائهم مصابة
بحالة من العصيان والرفض للقواعد الأسرية أو الاجتماعية أو العقائدية ، ويكون هذا
الرفض أما قولاً أو فعلاً ، مؤكدين أن المرأة المتمردة تعتقد أنها الأفضل بين كل
من حولها فى كافة التفاصيل ، لذلك فى غالب الأحيان معظم من حولها ينافقوها فى ذلك
، مع أن جميعهم رافض لطباعها يكرهون تصرفاتها والبعض الآخر يفضل الابتعاد نهائياً
عن مثل هذه النوعية حتى لا تؤثر عليهم طباعها الشاذة عن عادات وتقاليد المجتمع.
وأوضح علماء النفس ، أن على رأس الأسباب لتمرد المرأة
يرجع إلى النشأة وطريقة التربية ، وهنا تظهر المفارقة الغريبة ، فأما أن يكون هذا
التمرد نشأ بداخلها نتيجة للتدليل الزائد عن الطبيعى من الوالدين ، أو الاهمال
وعدم الاهتمام بها فى مرحلة النشأة ، وتظل صفة التمرد تنمو بداخلها وتكبر يوماً
تلو الآخر حتى تصل إلى عقدة نفسية حقيقية تنتهى بها لمرض نفسى حقيقى يسيطر عليها .
أما الجانب العاطفى بالنسبة للمرأة المتمردة ، فهو جانب
معقد وغامض لأنه يختلف حسب تملك صفة التمرد منها ، فالمرأة المتمردة فى غالب
الأحيان لا تعشق إلا نفسها فقط ، فهى رافضة حتى للأشخاص من حولها ، فكيف لها أن
تقع فى الحب مثلاً فهو بالفعل أمر صعب بالنسبة لها ولطبيعتها الشخصية ، وكل
تجاربها فى الجانب العاطفى تندرج تحت بند التملك دون عاطفة حقيقة ، ولكن فى بعض
الأحيان تقع المرأة المتمردة فى الحب بالفعل ولكن بحذر شديد ، وهذا فى حد ذاته
يمثل خطورة على من اختاره قلبها للحب ، حيث يعانى كثيراً لأنه لابد له أن يتحلى
بالصبر والهدوء حتى يستطيع التعامل معها.
وإذا ارتبطت المرأة المتمردة بالفعل وتزوجت ، لا تسمح
لزوجها على الإطلاق أن يسير الأمور فى حياتهم كما يشاء بل كما تشاء هى ، وتصر على
ذلك حتى ولو وصلت الأمور لهد المعبد على رأس من فيه ، لذلك لابد للرجل الذى يسوقه
حظه للزواج بتلك النوعية من النساء ، أن يكون على قدر كبير من الصبر والهدوء حين
التعامل معها ، لأنها تحتاج لبعض الوقت حتى تعود لهدوئها ، فهى لا تريد لأحد مهما
كان أن يشعرها أنه يريد السيطرة عليها أو التحكم فيها.
الشئ الغريب ، أن هناك نوعية من الرجال ، تميل لتلك
النوعية من النساء المتمردات ، فهم يعشقون المرأة المشاغبة التى تساهم فى خروجه من
عالم الحياة الطبيعية المألوفة بما تتضمنه من روتين عادى ، إلى عالم آخر يحيطه
المشاغبات والعراك بصورة مستمرة ، وإن كانت النتيجة فى غالب الأحيان فشل تلك
العلاقة لأن الرجال مع مرور الوقت سوف يصيبهم الملل من صفات وتصرفات المرأة
المتمردة ، فيقررون وقتها الابتعاد ، حتى ينعمون بالهدوء ، لأن فى النهاية المرأة
المتمردة تحاول أن يصل لمفهوم الرجل بأنه أمتلك العالم كله لمجرد الارتباط بها
سواء لجمالها أو ثروتها أو درجتها العلمية ، وهو أمر يرفضه معظم الرجال.