كتب – محمد مقلد
يبدو أن الفترة القليلة القادمة ، سوف تشهد تغير كامل فى تأييد الرئيس
الأمريكى بايدن لحرب إسرائيل على قطاع غزة ، وبدأت نبرة خطاباته لبنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلى تتغير بشكل واضح ، ولاسيما فيما يتعلق بطلب إسرائيل بشن
حرب على جنوب لبنان لوقف تحركات كتيبة الرضوان التابعة لحزب الله ، وبدا المقربين
من بايدن يؤكدون أن الرئيس الأمريكى يحاول انقاذ نفسه فى انتخابات الرئاسة القادمة
، وربما يدفعه ذلك للتخلى عن نتنياهو وتقديمه للمحاكمة لإدانته بجرائم حرب ضد
المدنيين بغزة.
نتنياهو مهدد بالمحاكمة |
ففى ظل الضغوط الدولية والقضايا التى بدأت تتوالى على إسرائيل ، بسبب حرب
الإبادة على قطاع غزة ، وانقلاب عدد من الدول التى كانت مساندة لإسرائيل بعد ضغط
شعوبها ، بدأت الإدارة الأمريكية تتراجع رويداً رويداً ، وأخذ الرئيس الأمريكى جون
بايدن يفكر مع حكومات عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا بالتوصل
لحل جذرى للخروج من أزمة حرب إسرائيل على قطاع غزة وايجاد حل جذرى ونهائى لإنهاء
تلك الحرب.
ويرى خبراء عسكريين ، أن فشل إسرائيل فى حربها على كتائب المقاومة داخل
قطاع غزة وتكبدها خسائر فادحة بشرية وعسكرية داخل جيشها ، فضلاً عن فشلها فى تدمير
الأنفاق عبر غمرها بمياه البحر ، وما لحق بها من ضربة قوية فى اقتصادها بسبب طول
أمد الحرب ، جعلها تستنجد بالرئيس الأمريكى جو بايدن لإيجاد حل لأزمة تلك الحرب
يحفظ ماء وجه إسرائيل أمام العالم والتى بدت منهزمة من كل الوجوه.
وكشفت وسائل الإعلام الغربية ، أن الإدارة الأمريكية بدأت تغير موقفها
الداعم لإسرائيل بعد ملاحقة إسرائيل بمحكمة العدل الدول من جنوب أفريقيا وتبعها
وتضامن معها عدد من الدول الأخرى ، وما جلبته الحرب على قطاع غزة من خسائر
اقتصادية أصابت كل دول العالم ، والتى تعرضت لخسائر فادحة أيضاً من جراء فيروس
كورونا وحرب روسيا على أوكرانيا ، لاسيما
وأن حرب إسرائيل على قطاع غزة دفعت الجماعة الحوثية باليمن لتهديد أمن المجرى
الملاحى بالبحر الأحمر ، مما تسبب فى تفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل كبير.
المقترح الأمريكى وتقديم نتنياهو للمحاكمة
وأكدت مصادر خاصة ، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن ، بدأ خلال الساعات القليلة الماضية ، فى تكثيف
اتصالاته بعدد من رؤساء الدول العربية ، وعلى رأسهم السعودية ومصر وقطر والإمارات
والأردن ، لعقد اجتماع موسع لعرض الحل الأمريكى لانهاء الحرب على قطاع غزة ،
والمتمثل فى انهاء الحرب بشكل كامل ، وطرد حركة حماس من القطاع ، مع تقديم بنيامين
نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى للمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية ، بتهمة
ارتكاب جرائم حرب فى حق المدنيين بقطاع غزة ، ووضع استراتيجية خاصة لإدارة قطاع
غزة عقب تنفيذ هذا المقترح.
وكشفت المصادر ، أن الرئيس الأمريكى سيطرح على رؤساء وحكام العرب تنفيذ
مطلب حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين المستقلة بكيانها على أن تكون عاصمتها القدس
الشرقية ، ووضع تحذيرات دولية تحت مراقبة مشددة لحماية المقدسات الدينية بالقدس
وغيرها ، وذلك كله مقابل أن توافق جميع الدول العربية على فتح صفحة جديدة مع
إسرائيل وتوافق جميعها على التطبيع مع الجانب الإسرائيلى ، حتى يعم الهدوء
والاستقرار المنطقة بالكامل.
فيما يرى عدد من الخبراء ، أن هناك عدة عقبات سوف تعترض تنفيذ المقترح الأمريكى ، وعلى رأسها رفض إسرائيل التام لإعلان دولة فلسطينية ذات كيان مستقل ، لأنها ترى أن ذلك سوف يعطيها الحق لإنشاء جيش خاص بها ، من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل مستقبلاً ، كما أن الجانب الإسرائيلى من أهدافه الهيمنة على المنطقة بالكامل ، أما العقبة الثانية كما يرى الخبراء فتتمثل فى إيران وأذرعها العسكرية من رجال المقاومة المنتشرين فى دول اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها ، ورفض الجانب الأيرانى بشكل قاطع أى فكرة للتطبيع مع الجانب الإسرائيلى.