يوميات فاهم أفندى
ألو .. أيوة يا حبيبة قلب فاهم يا نور عين فاهم ،، عاملة أيه النهاردة ،
الحمد لله يا فهومتى ، طمنى يا فاهم عملت أيه فى الشغل النهاردة ، الحمد لله ماشى
الحال يا روحى ، وأنت أخبار المدرسة أيه معاكى ، والله يا فاهم التلاميذ تعبونى
أخر تعب عيال أشقية بجد ، ربنا يعينك يا قلبى.
وبينما فاهم أفندى يعيش فى الخيال مع حبيبته ، وإذا بجرس الباب يخرجه من
تلك الحالة إلى الواقع ، فيطالبها بأن تغلق الهاتف الآن ليستكشف من على الباب مع
وعد بالاتصال بها لاحقاً ، وبمجرد أن فتح باب شقته فإذا به هادم الملذات صديقه
الحميم محروس البقال ، والذى بادره بالكلام قبل أن يسلم عليه ، بأقولك أيه يا فاهم
يا حبيبى ، عايزك فى موضوع مهم جداً ، خير يا محروس ، طب ندخل الأول جوه يا فاهم
ونكمل كلامنا الموضوع كبير ، أعملنا كده شوية قهوة حلوين وتعالى عشان نتكلم.
أعد فاهم القهوة وجلس أمام محروس ، خير يا سيدى في أيه ، بص يا فاهم "
أنا نفسى اشتغل طباخ للرئيس السيسى " بصراحة أنا عندى كلام كتير عايز
أقولهوله ، انتفض فاهم من مكانه وصرخ فى وجه محروس ، أنت يا محروس بتستهبل يعنى
أنت جاى وتقولى عايزك فى موضوع مهم وخليتنى مكملش كلامى مع خطيبتى ، عشان الهبل
بتاعك ده.
قام محروس من مكانه وأمسك فاهم من كتفيه ، أقعد بس يا فاهم ، أنت تملى تتعصب
كده يا أخى ، اسمع بس ، بالله عليك يا فاهم ، أنت مش حاسس كده أن فى بعض المسئولين
تصرفاتهم وأفعالهم عكس اللى عاوزه الرئيس هو يقول يمين وهم معندهمش إلا الشمال ،
الراجل يا فاهم بيجدف لوحده وهم ولا هنا ، وفى الآخر يشيل الليلة لوحده ده ينفع ، فاهم
وضع يديه على رأسه بيأس وهو يتمتم " وأيه تانى يا محروس"
يا فاهم ده أحنا عندنا مشكلة فى الكهربا وكنت أمبارح ماشى فى الشارع الاقى
عواميد الكهربا منورة بالنهار ينفع كده ، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ،
نازل اجتماعات الاجتماع ورا التانى عشان الأسعار، والتجار ولا هم هنا ونسبة كبيرة
من ارتفاع الأسعار اللى احنا شايفينه ده عشان جشعهم ، طب فين المسئولين وفين الردع للناس دى ، هم
المسئولين مستنين الرئيس يسيب اللى وراه ويلف ورا التجار ، دى ناس غريبة يا أخى ،
معندهمش غير التصريحات وخلاص.
طب يا فاهم سيبك من ده كله ، مش الرئيس والدكتور مصطفى مدبولى كل شوية
يقولوا لازم نتقشف شوية ونرشد النفقات لحد ما نعدى المرحلة الصعبة دى ، فرد فاهم
رد مقتضب " أيوه يا سيدى قالوا " ، مين بقه يا فاهم بيلتزم بالكلام ده ،
في ناس فعلا أه قلبها على البلد وبتنفذ تعليمات الريس ، وفى ناس تانية بصراحة عايشة
فى كوكب تانى ، اهدار فلوس البلد ده عندهم مزاج ، يا عم فاهم ده فيه مسئولين
بمحافظات مختلفة وأنا عارفهم بالاسم ، صرفوا ملايين على توضيب مكاتبهم وهى متوضبة
أصلا ومش محتاجة ، طب ده ينفع.
بلاش كده يا راجل ، ده فى جهات تبع الحكومة كل شوية " هد وابنى هد
وابنى " وفلوس ضايعة فى الهوا ، لازم الرئيس يعرف الناس دى ، دول أعداء البلد دول لازم يتحاكموا ، وخد عندك
بقه يا فاهم ، لو رئيس الوزراء ولا وزير قرر يزور أى محافظة ، المحافظة زى ما يكون
بتتهد وتتبنى من جديد وأصرف يا عم ، هو حد
واخد باله ، والله يا فاهم رئيس الوزراء نفسه ولا الوزير لو عرفوا اللى بيحصل عشان
استقبالهم بالمحافظات أو أى جهة أخرى تابعة للدولة ، مش هيقبلوا بالكلام ده أبداً
، بس مين يقولهم .
والله يا فاهم المشكلة فى أى أزمات مالية بنمر بيها مش سياسة رئيس ، لا دى
عدم مسئولية ممن وثق بهم الرئيس ووضعهم بمناصب ولكنهم خانوا تلك الثقة ولم ينفذوا
تعليماته واختاروا العمل بدماغهم وبس و لأهوائهم الشخصية وخلاص ، أقولك أيه ولا
أيه يا فاهم فى حاجات كتير جداً لازم الرئيس يعرفها ، تعرف يا فاهم أهم حاجة نفسى
أقولها للرئيس أيه
فنظر له فاهم نظرة تعجب وهو يسأله
، أيه يا حلال العقد ، نفسى يتعمل فى كل وزارة ادارة كده تكون مهمتها تراقب كل
الجهات والشركات التابعة لها ، وترصد كل حاجة مهما كانت صغيرة ، وكل شهر تعمل
تقرير مفصل وترفعه للوزير والوزير يرفعه لرئيس مجلس الوزراء ، عشان الناس اللى مش
قد المسئولية دى تعرف أنها تحت المراقبة ، لا وأيه كمان تبقه فى لجنة عليا تابعة
للرئاسة مباشرة أو حتى رئاسة الوزراء ، مسئوليتها مراقبة تلك اللجان ، بكده والله
الرئيس هيعرف دبة النملة فى البلد ، وكله هيمشى على الصراط المستقيم ، صح يا فاهم
، وبدا فاهم وهو بيتاوب عاوز ينام ، والله
كلامك منطقى يا محروس.
لا ده أنت شكلك نايم على الأخر أسيبك دلوقتى ونكمل كلامنا بعدين ،، سلام ، وإذا بمحروس على باب شقة فاهم وقبيل
خروجه أخرج من جيبه صورة الرئيس السيسى وأثناء نزوله على السلالم ، بدا مشغولاً
بالنظر للصورة وهو يغنى " لسه عندى كلام كتير نفسى أقولهولك وتسمعنى ،، مفيش
فى القلب غير الآه وجرح كبير بيوجعنى ، حب بلدى بيجرى فى دمى ،، هى أبويا وأخويا
وأمى "