تحليل يكتبه - محمد مقلد
ظهرت خلال الأيام الأخيرة ، جماعة إرهابية أطلقت على نفسها اسم "
كتائب الفاروق " وادعت تلك الجماعة المحظورة من خلال بيانها الأول الذى
أصدرته بالصوت والصورة ، أنها جماعة موجودة فى سيناء ، ومن خلال البيان وجه الناطق
باسم تلك الكتائب ثلاثة رسائل الأولى موجهه للعدو الإسرائيلى ، والثانية للجيوش العربية ،
أما الرسالة الثالثة موجهه للشعوب العربية.
ويحاول البعض أن يربط بين تلك الجماعة وما حدث من اشتباكات على الحدود
المصرية مع قطاع غزة وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين ، وخروج الجانب المصرى
ليؤكد أن الاشتباكات بسبب مجموعة من مهربى المواد المخدرة ، ولكن بقراء متأنية
لبيان تلك الكتائب الوهمية وما يحدث من الجانب الإسرائيلى فى منطقة محور فلادليفيا
الفاصل بين الحدود المصرية مع قطاع غزة ، يكتشف من الوهلة الأولى ، أن كتائب
الفاروق هذه ما هى إلا صناعة صهيونية واضحة ، والبيان نفسه يؤكد ذلك.
تحليل ما ورد فى هذا البيان يفضح الجانب الصهيونى ويكشف مخططهم ، فتلك
الكتائب ركزت فى بداية البيان على أن حدود إسرائيل مكشوفة لديهم داخل سيناء من أم
الرشراش جنوباً حتى كرم أبو سالم شمالاً ، وبذلك يظهر أمام العالم أن هناك خطر
يحيط بإسرائيل من جراء تواجد تلك الكتائب داخل سيناء ، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن
الذين ظهروا فى فيديو البيان الأول ليسوا داخل سيناء ، وأن الأمر برمته لا يتعدى
لعبة إسرائيلية ، ليكون لها الحق أمام العالم للسيطرة الأمنية على محور فيلادليفيا
بدعوى أنها تبحث عن تأمين حدودها مع مصر.
والأمر الأهم الذى يكشف ويؤكد أن تلك الجماعة الوهمية من صناعة أجهزة
الاستخبارات الإسرائيلية ، أنه عندما صرح عدد من المسئولين الإسرائيليين بأن
الأسلحة التى تصل لكتائب المقاومة فى غزة ، يتم تهريبها من مصر عبر الأنفاق وأن
هناك جماعات إرهابية موجودة داخل سيناء تهدد أمن إسرائيل ، لذلك لابد للجيش
الإسرائيلى أن يضع يديه على محور فيلاليفيا لحماية أمن دولة الاحتلال ، خرجت على الفور السلطات المصرية لتكذب الروايات
الإسرائيلية فى هذا الشأن وتؤكد على عدم وجود أنفاق داخل سيناء وتطهيرها بشكل كامل
من الجماعات الإرهابية.
كما ذكر البيان الأول لتلك الجماعة الوهمية ، بأن المساعدات الموجودة عند
معبر رفح لابد أن تدخل لغزة حتى ولو فقدت عناصر تلك الكتائب أرواحها فى مواجهة
العدو الصهيونى ، وبذلك يظهر أمام العالم أن تلك الكتائب تهدد الأمن الإسرائيلى
بشكل مباشر ، لتمنح إسرائيل لنفسها الحق فى التواجد بجيشها بشكل مكثف بمنطقة محور
فيلادلفيا بدعوى تأمين حدودها.
ومن جانبها فطنت السلطات المصرية لهذا المخطط الصهيونى والادعاء بوجود
كتيبة الفاروق هذه داخل سيناء للسيطرة على محور فيلادليفيا ، فقامت على الفور
بتكثيف انتشار القوات المسلحة المصرية بمنطقة الحدود مع قطاع غزة ولاسيما بمحور
فيلاليفيا ، حتى تقطع الطريق بشكل صارم على إسرائيل ، وتفشل مخططهم للسيطرة على
المنطقة ، وأكدت السلطات المصرية أنه لايوجد جماعات إرهابية داخل سيناء.
كانت جماعة إرهابية قد خرجت ببيان بالصوت والصورة وادعت أن اسمها "
كتائب الفاروق " ومتواجدة داخل سيناء لمواجهة العدو الصهيونى ، ووجهت ثلاثة
رسائل من خلال البيان
الرسالة الأولى موجهه حسب زعمهم ومخطط إسرائيل نفسها ، إلى المحتل الصهيونى
الغاشم وذلك بالطبع لاحباك التخطيط الصهيونى ، وجاء فيها ، ان الاستمرار فى جرائمكم غير
المسئولة بقطاع غزة فى حق النساء والأطفال ، لن يغير شيئاً من حقيقة فشلكم وضعف
وجبن جنودكم الذين انكشفوا على يد المقاومة الباسلة ، وأن هذا العدوان غير المسبوق
سيواجه أيضاً برد فعل غير مسبوقاً منا ، فحدودكم مكشوفة أمامنا، من أم الرشراش
جنوباً إلى كرم أبو سالم شمالاً ، أبشروا لقد فتحت عليكم أبواب الجحيم من كل جانب
، من لبنان ومن اليمن ومن سيناء المباركة ، وغداً من الأردن ،ولن يتوقف هذا الجحيم
حتى يبتلعكم بسبب ظلمكم وعدوانكم كما ابتلع البحر فرعون وجنوده
أما الرسالة الثانية موجهه لإخواننا فى القوات المسلحة بجميع الدول العربية
، جاء فيها ، لن يغفر الله لكم ولا
التاريخ ولا المستضعفين من النساء والأطفال ، فكل من يمتلك السلاح ولا يواجه هذا
العدو بسبب مصالحه معه ، فأعدوا من اليوم جواباً لسؤال الله يوم القيامة ، فهذه
ليس معركة غزة وحدها بل معركة الأمة بأثرها للتحرر من الذل والهوان وتحرير مسرى
النبى وقبلة المسلمين الأولى ، فنحن نخوض هذا المعركة والعدو وحلفائه فى أضعف
حالاته فى التاريخ ، حيث الانقسامات والفشل العسكرى والاستخباراتى للعدو المحتل وهزيمته
المنكرة فى غزة .
والرسالة الثالثة إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية ، قالوا فيها ، ما
بالكم هل اكتفيت بمقاطعة البضائع الأمريكية فقط ، فأى عزً هذا الذى أصاب أمتنا ،
إخوانكم يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً والمساعدات متراكمةً هنا على أبواب معبر رفح ،
لقد لزم الجهاد على الكبير والصغير ، كى ينكسر العدو ويرفع الحصار عن إخواننا ،
فيجب إزالة كل الحواجز التى تمنع وصول المساعدات مهما كانت ، بأى وسيلة كانت وبأى
ثمناً كان ، فماذا تنتظرون هل أرواحنا أغلى من أرواح اخواننا فى غزة ؟ فأى حياة ذل
هذه التى نحرض عليها ونخشى فقدانها فى سبيل الله.