كتب – محمد مقلد
يبدو
أن الضربة الجوية التى قامت بها القوات الأمريكية بالتعاون مع البريطانية وبدعم من
استراليا والبحرين وهولندا وكندا ، والتى استهدفت خلالها مواقع للحوثيين على أرض
اليمن ، لن تمر مرور الكرام وسيكون لها
كبير الأثر على الحركة الملاحية التجارية بالبحر الأحمر في ظل رفع جماعة أنصار
الله الحوثية راية التحدى في وجه الولايات المتحدة وحلفائها مؤكدة أن الرد سيكون
قاسى
فقد
استهدفت الضربة الجوية الأمريكية ، مواقع
رادار ومنصات مسيرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية ، وقامت بشن 73 غارة جوية أسفرت عن
استشهاد 5 وإصابة 6 آخرين ، فيما أعلنت جماعة الحوثيون أنهم بدأوا الرد على هذا
العدوان الغاشم ، وجاء الرد سريع ، حيث أعلنت
القيادة المركزية الأمريكية ، أن الحوثيين قاموا باطلاق صاروخ باليستياً مضاد
للسفن من المواقع المسيطر عليها الحوثيون باليمن على ممرات الشحن الدولية في خليج
عدن ، وأن ذلك يعتبر الهجوم رقم 27 من الحوثيين على الممرات منذ نوفمبر الماضى.
وخرج
زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى عبر وسائل الإعلام اليمنية ، ليؤكد أن قواتهم ترد بقوة على البوارج الأمريكية
والبريطانية في البحر الأحمر وكل من يخاطر في الدخول في مواجهة عسكرية معنا سيدفع
ثمنها ، ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه وسنواجه العدوان الأمريكى بكل قوة ، وأى
اعتداء أمريكى لن يبقى أبداً دون رد ، مشيراً إلى أن من عسكر البحر الأحمر عليه أن
يتحمل نتائج أفعاله ، وأن هذا العدوان لن يثنيهم عن استهداف السفن الإسرائيلية
بالبحر الأحمر
وأفادت
وكالة تسنيم الإيرانية والداعمة لجماعة الحوثيين باليمن ، بأن البحرية الإيرانية ،
تمكنت من احتجاز ناقلة نفط بترولية أمريكية قرب ميناء الفجيرة الإماراتى بعد أن
قامت الولايات المتحدة بسرقتها العام الماضى وتغيير اسمها ، وفى نفس الاطار هاجمت القوات الحوثية سفينة
حربية أمريكية في البحر الأحمر ، وتبادلوا اطلاق النار بشكل مكثف مع قوات السفينة.
تحذيرات من استمرار العدوان على اليمن
جاءت
الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن ، وسط تحذيرات قوية من الخبراء
وعدد من الدول ، بأن استمرار هذا العدوان سيكون عواقبه وخيمة على المنطقة بالكامل
، وعلى الاقتصاد العالمى ، حيث وجهت
الكسندر ستارك الباحثة في الشؤون السياسية ، ومؤلفة كتاب " نموذج اليمن
" النصيحة للولايات المتحدة بعدم
قصف اليمن مؤكدة أن العدوان لن يجدى والدبلوماسية
فقط كفيلة بوقف الهجمات على البحر الأحمر
ومن
جانبه أكد المندوب الروسي " فاسيلي نيبينزيا " أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا ضربة كبرى
على الأراضي اليمنية ، وأن الهجوم كان على شعب اليمن بأسره ، وأشار إلى أن الضربات
التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من دول حليفة ، مستخدمة فيها طائرات
وبوارج وغواصات ، جاءت دون تفويض أممي أوإدانات
رسمية دولية واسعة.
ومن
جانبها أعربت مصر في بيان صادر وزارة الخارجية عن قلقها البالغ على إثر تصاعد العمليات
العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق
داخل جمهورية اليمن ، داعيةً لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض
حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر.
واعتبرت
مصر التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر واليمن ،
مؤشراً واضحاً على ما سبق وأن حذرت منه مراراً وتكراراً من مخاطر اتساع رقعة
الصراع في المنطقة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدة على
حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين،
لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن
الدوليين.
وبدأت
تلك الحرب تلقى بظلالها على أمريكا وبريطانيا ، حيث أعلنت شركة أمبرى البريطانية
للأمن البحرى ، عن ضرورة أن تبتعد السفن
التي ترفع العلم الأميركي أو البريطانى عن
المناطق المحيطة باليمن في البحر الأحمر وخليج عدن لمدة 72 ساعة ، وذلك بعد
الضربات التي استهدفت الحوثيين ، وجاء التحذير فيما تعهد الحوثيون في اليمن برد
قاس على الغارات التي قادتها الولايات المتحدة، ما يزيد من احتمال وقوع صراع أوسع
نطاقا في منطقة تشهد بالفعل حربا تشنها إسرائيل على غزة.
الحوثيون قوة لا يستهان بها
وأكد
الخبراء السياسيون والعسكريون ، بأن جماعة الحوثيين قوة عسكرية لا يستهان بها على
الاطلاق ، حيث تتحكم قوات الحوثي في مساحات واسعة من اليمن ، منها مواقع
استراتيجية على البحر الأحمر ، ومن خلال أسلحة متنوعة ، تسببت هجمات الحوثي
البحرية خلال الأشهر الماضية في قلق دولي على مسارات الملاحة في المنطقة البحرية
شديدة الحساسية، الأمر الذى أثر بشكل واضح على أسعار شحن البضائع وارتفعت قيمة التأمين على
البضائع ، فيما قررت شركات شحن دولية أخرى تغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء
الصالح القديم والأطول، ما رفع أيضاً من تكلفة النقل وسط مخاوف متزايدة من تأثيرات
ذلك على أسعار النفط عالمياً.
وأشار
الخبراء إلى أن مركز قوة الحوثيون أيضاً ، يرجع إلى الطبيعة القاسية لليمن من جبال وتضاريس وعرة
، تمثل عائقاً كبيراً أمام استهداف أي قوات يمنية بضربات عسكرية مؤثرة ، وشبهوا
اليمن بفيتنام التي سقطت الولايات المتحدة
فيها لسنوات، وهو ما حدث مع الجيش المصري قبل عقود والذي خرج أيضاً من اليمن
بخسائر فادحة ، والأمر نفسه حدث مع السعودية بكل ترسانتها الضخمة التي لم تنجح ، رغم كل الضربات العنيفة التي وجهتها إلى اليمن
والحوثيين.
وأكد
المحلل الأمريكى جيمس هولمز ، أنه يصعب
للغاية التقليل من شأن المشروع الفني العلمي لجماعة الحوثي ، وهو مشروع ضخم تقوم
عليه جماعة أقرب إلى دولة تدعمها إيران وهى عميل غير رسمي للصين ، وتساءل ، هل تنشر بكين تكنولوجيا الصواريخ ؟
وأجاب أنه من المؤكد أن الأمر يبدو كذلك وسواء أكانت تقوم بذلك عن عمد أو عن غير عمد
فهذه مسألة أخرى.