إسرائيل تلجأ لسلاح الخيانة للقضاء على كتائب المقاومة

سلاح الخيانة من أهم الأسلحة التى تعتمد عليها إسرائيل لتحقيق أهدافها والتاريخ متخم بالصفحات التى تؤكد تلك الحقيقة ، وعلى ما يبدو أن إسرائيل بدأت تؤمن بشكل كامل أنه من الصعب التخلص من المقاومين بقطاع غزة أو حتى فى الضفة الغربية عن طريق المعارك والمواجهات المباشرة ، لذلك بدأت فى الفترة الأخيرة تلجأ لسلاح الخونة لتحقيق أهدافها.

محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية

إسرائيل تمكنت خلال الفترة الأخيرة من تجنيد بعض الخونة للتجسس وجمع المعلومات عن قيادات كتائب المقاومة ، إلا أن هؤلاء الخونة سرعان ما يتم كشفهم عن طريق أقسام الأمن والاستخبارات التابعة للمقاومة ، والتى تمكنت من كشف اثنين من الخونة بمدينة طولكرم كان لهما دور واضح فى الإبلاغ عن أماكن اختباء عدد من قيادات كتائب المقاومة ولاسيما كتائب سرايا القدس ، مما فتح الطريق لإسرائيل لقتل 4 منهم والقبض على اثنين آخرين.

وأكدت بعض المصادر بالضفة الغربية ، أن المقاومة كشفت الخائنين وقامت بإعدامهما أمام جمع من الناس ، بعدما تبين للمقاومين أنهما حصلا على مبالغ مالية من دولة الاحتلال وصلت إلى 27 ألف شيكل ، مقابل التجسس على عناصر المقاومة وجمع المعلومات عن تحركاتهم وفتحات الأنفاق وابلاغ الأمن الإسرائيلي بتلك المعلومات مقابل مبالغ مالية.

وكشفت مصادر خاصة ، أن جهاز أمن المقاومة الفلسطينية التابع لكتائب القسام ، قام منذ أيام قليلة بإعدام 7 فلسطينيين بتهمة التخابر مع دولة الاحتلال ، وتبين من التحقيقات معهم أنهم كلفوا من قبل دولة الاحتلال ، بالتجسس على تحركات المقاومين ومراقبتهم أثناء المعارك مع الجيش الإسرائيلى لتحديد أماكن اختبائهم وإبلاغ العدو الصهيونى ، فضلاً عن تكليفهم بتحديد الأنفاق الفعلية التى تستخدمها المقاومة حتى يتثنى لجيش الاحتلال تدميرها.

إسرائيل دائماً ما تلجأ لسلاح الخيانة والتجسس فى حروبها ، فخلال عام 2014 ، اكتشف جهاز الأمن بكتائب القسام عن شبكة تجسس كاملة من عناصره يعملون لصالح الموساد الإسرائيلى ، وصل عددهم إلى 14 جاسوس جميعهم يتبع لحركة حماس ، وعلى الفور تم إعدامهم بالقرب من مسجد العمرى بحى الدرج شرق مدينة غزة ، والغريب فى هذه الواقعة أن السلطة الفلسطينية اعترضت على تلك الاعدامات وأكدت أنها تتم بالمخالفة للقانون الفلسطينى الذى يحمل رقم " 109 " من القانون الأساسى.

الخيانة وسياسة الاغتيالات

نشر الجواسيس الذين يعملون لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، ساهم بصورة كبيرة فى انتشار الاغتيالات لعناصر المقاومة ، فإسرائيل اشتهرت عبر تاريخها بأن من أهم أدواتها فى ادارة المعارك الاعتماد على سياسة الاغتيال، من خلال الاستناد إلى معلومات مسبقة لديها عن طريق استخدام العملاء والخونة والاعتماد على تكنولوجيا التجسس باللجوء لبرامج وأجهزة التجسس مثل " بيغاسوس " مما مكنها من استهداف عدد كبير من المقاومين، وأغلبهم داخل مركباتهم ، فإذا كانت إسرائيل قد تمكنت من اغتيال 6 من عناصر المقاومة مع بداية حرب غزة ، ففى الفترة من بداية عام 2022 حتى منتصف العام الحالى تمكنت من اغتيال 35 مقاوم ، بسبب الخيانة والتجسس

ولا يخفى على أحد أن حركة حماس وكتائب المقاومة ، تخشى من تحركات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ، لاسيما عقب الأقاويل التى ترددت عقب اغتيال رفيق دربه ياسر عرفات بالسم ، بجانب الخطاب الذى ألقاه أبو مازن خلال عام ٢٠٠٩ ، والذى أكد من خلاله أن قادة حركة حماس يختبئون في مجمع الشفاء الطبي قبل أن يهربوا إلى سيناء بسيارات الإسعاف خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فى هذا التوقيت ، مما دفع بعض نشطاء السوشيال ميديا من إعادة نشر هذه التصريحات وربطها بما حدث من استهداف لمجمع الشفاء خلال الحرب الدائرة على القطاع حالياً

وعقب تلك التصريحات ، دعا أبو مازن إلى وقف الهجمات المسلحة على الاهداف الاسرائيلية حتى لا تجد اسرائيل ذرائع لتدمير آخر حصون الحكم الذاتي الفلسطيني ، فضلاً عن تصريحاته الأخيرة خلال حرب الابادة على غزة ، بأنه مستعد عقب القضاء على كتائب المقاومة إدارة القطاع بأسلوب جديد ، مما يؤكد أن الأهم لأبومازن أن يستمر على سدة الحكم.

الجدير بالذكر ، أن هناك مدينة كاملة شرق النقب يطلق عليها اسم " مدينة العملاء " يقطن بها كل الذين تجسسوا وخانوا بلادهم لصالح إسرائيل ، وتلك المدينة تسيطر عليها إسرائيل وأقامت حولها سياج وجدار أمنى ، ولكن إسرائيل أهملت المدينة خلال الفترة الأخيرة مما أغضب هؤلاء العملاء والخونة.